25 أبريل، 2024 4:01 م
Search
Close this search box.

عدوى المقاطعة والحصار الاقتصادي .. شبح “مصير قطر” يهدد تركيا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة داعمة من جانب أنقرة للدوحة، بعد قطع “السعودية والإمارات والبحرين ومصر” ودول أخرى علاقاتها معها، وافق البرلمان التركي الأربعاء 7 حزيران/يونيو 2017 على نشر قوات في قاعدة عسكرية داخل قطر تطبيقاً لاتفاق دفاعي أبرم بين البلدين عام 2014. ولكن لم يتم تحديد عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم أو موعد وصولهم.

وكان سفير تركيا في قطر “أحمد ديميروك”، قد صرح في العام الماضي، أن القاعدة ستضم في النهاية ثلاثة آلاف عسكري أو أكثر “اعتماداً على الاحتياجات”.

وترتبط “تركيا” بعلاقات قوية مع “قطر” في عدة قطاعات من بينها الطاقة، إلا أنها تقيم كذلك علاقات جيدة مع سائر دول الخليج.

حملة مقاطعة المنتجات التركية..

أحمد ديميروك

رداً على هذه الخطوة من جانب تركيا، قرر عدد من النشطاء السعوديون أن يكون لهم رد فعل خاص بهم فأطلقوا على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، حملة واسعة تدعو لمقاطعة المنتجات التركية في المملكة السعودية احتجاجًا على انحيازها للدوحة في الأزمة الخليجية الحالية.

وتفاعل معهم العديد من المغردون، مؤكدين على أن المقاطعة أقوى سلاح يطيح باقتصاد تركيا، خاصة مع اعتماد تركيا على تصدير عدد كبير من منتجاتها المختلفة إلى أسواق الخليج فضلاً عن السياحة الخليجية إلى تركيا، بالإضافة إلى مطالبة الدول العربية بتطرد سفارائها لتلقى مصير “قطر”.

وقد وجد الموقف التركي ردود فعل غاضبة داخل العربية السعودية، التي اعتبر أبناؤها أن “التصرفات التركية في الأزمة منحازة لصالح حليفها القطري وليست محايدة”، مستشهدين بمسيرة انطلقت في إسطنبول الأربعاء 7 حزيران/يونيو الجاري للتضامن مع قطر بالتزامن مع إقرار البرلمان التركي لتشريع إرسال الجنود.

وكانت تركيا قد أبدت استعدادها إلى إرسال مواد غذائية ومياه للدوحة بعد حصارها من قبل السعودية وإغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية معها، واتهمتها بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار دول المنطقة.

فصل مأساوي هزلي..

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية “أنور قرقاش” على حسابه الشخصي على موقع التدوين القصير “تويتر”: أن “التصعيد الكبير من الشقيق المربك والمرتبك وطلب الحماية السياسية من دولتين غير عربيتين والحماية العسكرية من إحداها لعله فصل جديد مأساوي هزلي”، مشيرًا إلى إيران وتركيا.

مخاوف من تعرض “تركيا” لنفس المصير..

كما أن هذه الخطوة لم تكن مرضية من جانب المعارضة التركية، حيث صرح “كمال كليتشدار أوغلو”، رئيس “حزب الشعب الجمهوري” المعارض في تركيا، عن مخاوف لدى المعارضة التركية من تعرض البلاد لنفس مصير قطر حال استمرار دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، وقد طالب الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بالتخلي عن دعم الإخوان لتجنب الوقوع في موقف قطر، مؤكداً على ضرورة تعلم الجميع درساً من الوضع الذي وصل إليه العالم الإسلامي من الإرهاب ومن الدماء المسالة ومن الشرق الأوسط المضطرب.

مشيراً إلى ضرورة إلتزام تركيا بالحيادية في الأزمة الناشبة بين السعودية وقطر، منوهًا إلى أن ذلك مما يستوجب القائمين على السياسة الخارجية للبلاد توخي الحذر.

“تركيا” أخذت موقفاً رمادياً..

الخبير في الشأن التركي “محمد حامد الخبير”، اعتبر أن موقف “كليتشدار اوغلوا” شجاع، ويختلف عن الحكومة التركية التي أخذت موقفاً رمادياً منذ بداية الأزمة الخليجية.

مضيفاً أن تصريحات رئيس “حزب الشعب الجمهوري”، الحزب الثاني داخل البرلمان، هو موقف ثابت يختلف عن مواقف الحكومة التركية التي أتخذت مواقف عدائية ضد “مصر والإمارات” بسبب الانحياز لجماعة الإخوان المسلمين وليس لمواقف الحكومة.

قد يتأخر الموقف مع تركيا..

في السياق ذاته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور “طارق فهمي”، إن العلاقات التركية مع المجتمع الدولي متشابكة، وبالتالي فإنه يمكن أن يحدث لتركيا ما حدث لقطر حال ما إذا رأت الولايات المتحدة الأميركية أن هناك فرصة لتطويق وحصار تركيا.

مضيفاً “فهمي” أن “كل من تركيا وقطر يدعمان الإرهاب ويستضيفان الإخوان، ولكن درجة اشتباك قطر مع دول الخليج أكبر من تركيا، وبالتالي فإن فكرة تكرار ما حدث لقطر مع تركيا، قد يتأخر، إلا أنه إذا رأت أميركا أن الوقت قد حان لتطويق تركيا، فإنه سيتم قطع العلاقات الدبلوماسية معها”.

موضحاً أن مخاوف المعارضة التركية هي محاولة للضغط على “أردوغان” لطرد عناصر الجماعة الإخوانية من أراضيه.

سيناريو مرجح في الفترة المقبلة..

من جانبه قال البرلماني المصري “سامي رمضان”، إن “المجتمع الدولي بأكمله الآن يتجه إلى معاقبة الدول التي ترعي الإرهاب وتستضيف عناصره، وبالتالي فإن سيناريو ما حدث لقطر من عزلة في المنطقة، مرشح تماماً لأن يحدث لأنقرة خلال الفترة المقبلة”.

مضيفاً أن الدول العربية لن تترك أحد إلا وستعاقبه، وكل من يدعم الإرهاب لابد أن يتم تكرار ما حدث مع قطر له من قطع للعلاقات الدبلوماسية معها، موضحاً أن هذا إن حدث في تركيا ستتكبد أنقرة خسائر اقتصادية فادحة، وسيتم عزل تركيا بشكل كامل.

مشيراً إلى ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي ضد تركيا، بحيث تكون عبرة مثلما حدث في قطر، كي يتوقفون تماماً عن دعم العناصر الإرهابية.

كمال كليتشدار أوغلو

توجد معرفة مسبقة بالقرار التركي..

أما المتخصص في الشؤون التركية “د. محمد عبد القادر”، فقد أوضح لـ(كتابات)، أن عدم تعرض وزراء خارجية “مصر والإمارات والسعودية والبحرين” لقضية إرسال الجنود الأتراك إلى الدوحة، على نحو يتناسب مع الحدث وتداعياته، حتى هذه اللحظة، وعدم التصعيد الإعلامي حيال تركيا حتى الآن، يعني أن ثمة معرفة مسبقة بهذه الخطوة وأن التواجد التركي سبق تاريخ الإعلان عنه وهذا معروف لكن حجمه مختلف عليه.

محاولات للتأثير على القرار التركي..

مضيفاً “عبد القادر”: “هذا يعني أن هناك محاولات للتأثير على القرار التركي بأدوات مختلفة، وثمة محاولة للتوصل إلى صيغة تفاهم تحقق مصالح الجانبين على حساب قطر.. وهي محاولة أخيرة يبدو أنها مرتبطة بالمملكة السعودية أكثر منها ببقية الأطراف، التي يبدو أنها تتحضر إلى التصعيد ضد تركيا وتنتظر المفاوضات والمسارات التركية – السعودية وخط النهاية فيها.. بعدها يبدأ الرد على التصريحات والحملة التركية التي بدأت مبكراً من قبل أنقرة أما للتأكيد والإشارة إلى أنها حسمت أمرها (وهذا الغالب) أو لرفع تكلفة تعديل مسار توجهها (وهذا احتمال أضعف نسبياً)”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب