وكالات- كتابات:
زار وزير الداخلية العراقي؛ “عبدالأمير الشمري”، العاصمة الإيرانية؛ “طهران”، وسط تكهنات بأنه يحمل رسالة خاصة من رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، لبحث: “عدم زج العراق في الصراع الإسرائيلي مع غزة ولبنان”، وفقًا لمصادر مطلعة.
ووفقًا لبيان “وزارة الداخلية”؛ فإن: “الزيارة تتعلق بمناقشة ترتيبات الزيارة الأربعينية، وتأمين الحدود المشتركة، ومذكرة التفاهم بين البلدين، بالإضافة إلى مواضيع أخرى تشمل التدريب وتبادل الخبرات والشؤون الأكاديمية للطلبة المبتعثين إلى إيران للدراسة في المجال الأمني، إلى جانب مسائل تخص المرور والجوازات”.
إلا أن مصادر مطلعة؛ ذكرت إن: “اللغة الغامضة المستخدمة في البيان كانت متعمدة، حيث يُرجّح أن الوزير مكلف بمهمة خاصة من قبل رئيس الوزراء تهدف إلى تجنب ضربة إسرائيلية محتملة، خصوصًا في ظل الأنباء عن نية طهران استخدام أراضٍ عراقية عبر وكلائها بشن هجومها المرتقب على إسرائيل”.
ومع أن احتمالات الضربة ليست “وشيكة” بالضرورة، خصوصًا مع احتمال توقف الفصائل عن استهداف “إسرائيل” – وإن كان ذلك غير مؤكد – فإن قوى (الإطار التنسّيقي)، “تُراقب الوضع بقلق بالغ وتتعامل مع احتمال الاعتداء الإسرائيلي بجدية عالية”، وفقًا لمصادر مقربة من هذه القوى.
وأكدت مصادر لصحيفة (الشرق الأوسط)، أن: “شخصيات رئيسة في (الإطار التنسّيقي) تعقد اجتماعات دورية، تكاد تكون يومية، لتدارس الخطوات الممكنة لتفادي المخاطر، إلى جانب الجهود الحثيثة التي يبذلها رئيس الوزراء؛ محمد شيّاع السوداني، في هذا الاتجاه”.
وترى المصادر أن قوى (الإطار التنسّيقي): “تسعى بجدية لتجنب الإنجرار في لعبة المحاور الإقليمية”، مشيرةً إلى أن بيان المرجع الأعلى “علي السيستاني”، الأخير خلال لقائه بالممثل الأممي، والذي شدّد فيه على ضرورة: “استخلاص العبر وحصر السلاح بيد الدولة”، قد أضاف زخمًا لجهود هذه القوى.
من جانبه؛ يرى الباحث والدبلوماسي السابق؛ “غازي فيصل”، أن: “إسرائيل، في حال قررت مهاجمة العراق، لن تستهدف مؤسسات الدولة”.
وقال “فيصل”؛ لـ (الشرق الأوسط)، إن: “حكومة السوداني؛ تتبنى موقفًا ثابتًا بعدم الانخراط في الصراع الإقليمي، وهو موقف معلن منذ مؤتمر القاهرة، ويُركز على وقف الحرب والسعي لحلول دبلوماسية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية”.
وأضاف أن: “مواقف الحكومة وأغلبية الأحزاب السياسية واضحة في التمسك بالحياد العراقي، وعدم الدخول في النزاع (الإسرائيلي-الفلسطيني) أو الصراع في لبنان”.
ويرى “غازي” أن: “موقف الفصائل المسلحة يتماشى مع توجهات (الحرس الثوري) الإيراني وولاية الفقيه، حيث تدعم هذه الفصائل الحرب وأجندتها، مما يجعلها بعيدة عن الإجماع الوطني العراقي، ولا ترتبط بالدولة أو الحكومة، بل تتبع تعليمات تتجاوز الحدود”.
ويُضيف الدبلوماسي السابق أن: “ثمة موقفين واضحين: الأول حكومي رافض للتورط في الحرب، والثاني فصائلي منخرط فيها فعليًا، وفي حال قررت إسرائيل توجيه ضربة للعراق، فمن المرجح أن تستهدف الفصائل تحديدًا، نظرًا لدخولها في مواجهة مسلحة مباشرة معها، وليس الحكومة العراقية”.
ويؤكد أن: “إسرائيل ستستهدف مقار القيادة والسيّطرة ومصانع الأسلحة والطائرات المُسيّرة التابعة للفصائل في مختلف المناطق، على أن تكون الضربات موجهة حصريًا لمواقع الفصائل، دون المساس بالمصالح والمواقع الحيوية للدولة العراقية”.