23 يوليو، 2025 12:02 ص

“عدم الاعتماد على النفط” كلمة السر في الخلاف .. “أبوظبي” تنأى بنفسها عن “الرياض” !

“عدم الاعتماد على النفط” كلمة السر في الخلاف .. “أبوظبي” تنأى بنفسها عن “الرياض” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تصاعدت الخلافات “السعودية-الإماراتية” مجددًا، حيث عارضت “أبوظبي” هذه المرة مقترح “السعودية” و”روسيا”، في اجتماع (أوبك)، ووصفت مقترح خفض مستوى إنتاج الدول الأعضاء: بـ”غير المنصف” للإمارات.

ويُعتبر هذا الإعلان من مواقف الاختلاف الإماراتية الرسمية النادرة، ضد “السعودية”. ووفق وكالة أنباء (رويترز)؛ فقد تسبب موقف “الإمارات” في رفع جلسة (أوبك) مبكرًا. بحسب صحيفة (اعتماد) الإيرانية.

بداية التوتر والتنافس..

وبرز الصراع بين “الإمارات” و”السعودية”؛ مع صعود “بن سلمان”، إلى السلطة في “الرياض”، حيث تتبنى “السعودية” سياسة خارجية أكثر فاعلية، في حين لا تريد “الإمارات” أن تتخلف عن المنافس القديم.

وقد شكل البلدان معًا حملة للهجوم على “اليمن”، وقادا معًا حملة مقاطعة ضد “قطر”. لكن المنافسات بين البلدين اتخذت شكل التوتر؛ بعد أن كشفت “السعودية” عن برنامج للتخلص من الإرتباط بالعوائد النفطية، وسعت للمنافسة مع “الإمارات” على جذب الاستثمارات الأجنبية.

ويعتقد خبراء الاقتصاد أن المسألة لن تستغرق طويلًا حتى تتمكن “السعودية” من تهديد “الإمارات”؛ والتحول إلى مركز للتجارة والسياحة.

المواجهة حتمية..

ورغم أن بعض القضايا على شاكلة: مواجهة النفوذ الإيراني ونشاط بعض التنظميات المتشددة، قد تطغى على الخلاف السياسي “السعودي-الإماراتي”، لكن يعتقد الخبراء في عدم قدرة البلدان على إخفاء الخلافات على المدى الطويل، وأن الأوضاع السياسية والاقتصادية المتغيرة في منطقة الشرق الأوسط سوف تدفع بالبلدين في نهاية الأمر إلى المواجهة.

ومؤخرًا؛ وجهت “الرياض” تحذير شديد اللهجة إلى الشركات الأجنبية، بضرورة افتتاح مكاتبها الإقليمية، قبل 2024م، وألا فسوف تخسر حصتها في الاتفاقيات الوطنية السعودية.

وفي خطوة أخرى، تستهدف تهديد مكانة “الإمارات” بشكل كامل، وضعت “الرياض” قوانين استيراد جديدة للدول الخليجية؛ وأعلنت عدم السماح بدخول المنتجات المصنعة داخل المنطقة التجارية الحرة، وهذه المناطق تعتبر أحد أهم مصادر الدخل الإماراتية.

وبحسب وكالة أنباء (رويترز)، نقلًا عن مصادر دبلوماسية إقليمية، فقد أصبح التحالف “السعودي-الإماراتي” أضعف بعد جائحة (كورونا) والمصالح الاقتصادية.

أول مؤشرات الانفصال..

وتعود أول مؤشرات الانفصال بين البلدين، إلى العام 2019م، حين أعلنت “الإمارات” الانسحاب من التحالف العسكري على “اليمن”، ووقفت “السعودية” بمفردها في حرب مُكلفة تهدد أمنها القومي بشكل مباشر.

وبعد وصول، “جو بايدن”، إلى السلطة في “الولايات المتحدة الأميركية”، سعت “الرياض”؛ بغرض خفض مستويات التوتر مع “واشنطن”، بشأن موضوعات من مثل حقوق الإنسان، إلى إحياء علاقاتها مع “قطر”، لكن “الإمارات” تخلفت عن “السعودية”، هذه المرة أيضًا.

وحين سعت “الإمارات” إلى تطبيع العلاقات مع “الكيان الصهيوني”، بدعم أميركي، قررت “السعودية” تحسين علاقاتها مع “تركيا”.

كذلك لطالما تعاونت “السعودية” و”الإمارات”، في التصريحات المعادية لـ”الجمهورية الإيرانية”، لكن ومنذ العام 2019م؛ وعقب التفجيرات في موانيء “الإمارات”؛ وكذلك مهاجمة المواقع النفطية السعودية، جاهدت “الإمارات” للحد من التوتر في العلاقات مع “إيران”، لكن “السعودية” ماتزال تتبنى نفس المسار العدائي ضد “إيران”.

إلا أن “السعودية” توصلت إلى حقيقة أنه لا سبيل للحد من التوتر مع “إيران” إلا بالحوار. وقد شرعت في هذه الخطوة بعدما بدأت إدارة “بايدن” الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع “إيران”، لإحياء “الاتفاق النووي”.

كلمة السر..

والحقيقة أن العالم العربي واجه، العام الماضي، حالة من الاضطرابات، ومع الأخذ في الاعتبار إلى تغيير الديناميكية العالمية والإقليمية، بدأت تتعارض وجهات النظر الإماراتية والسعودية تدريجيًا.

وأخيرًا أدركت “الرياض” أن استمرار مسار نمو “الإمارات” قد يُفضي إلى عقم خطط التنمية السعودية.

وفي هذا الصدد؛ كتبت صحيفة (ديلي صباح) التركية: “تختلف وجهات النظر، السعودية والإماراتية، حاليًا، لاسيما إزاء موضوعات من مثل إحياء العلاقات مع قطر، والتطبيع مع إسرائيل، وشكل العلاقات مع العراق، والسياسات إزاء اليمن والقضية الفلسطينية”.

ويبدو بالنظر إلى أحداث اجتماع (أوبك) الأخير، فإننا نشهد حاليًا تصاعد للخلافات والمنافسات الاقتصادية بين البلدين، في مرحلة ما بعد (كرورنا)، ويبدو أن كلمة السر في هذه الفجوة هو حقيقة عدم الاعتماد على “النفط”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة