خاص : ترجمة – محمد بناية :
يبدو أن التحركات الأميركية العدائية في “العراق” لن تنتهي، حيث بدأ الأميركيون، مؤخرًا، تحركات مريبة في عدد من المحافظات العراقية، على أمل تطويد نفوذهم في “العراق”.
ومن جملة هذه التحركات يمكننا الإشارة إلى جهود تأسيس قنصلية في محافظة “ديالى”، حيث كشف “اتحاد علماء المسلمين” في “ديالى” العراق عن ضغوط أميركية، المدعومة من جانب بعض السياسيين العراقيين، تستهدف إنشاء قنصلية في مدينة “بعقوبة”. بحسب وكالة أنباء (مهر) الإيرانية شبه الرسمية.
قنصلية لإثارة الفتن !
وفي هذا الصدد؛ أعلن “جابر المعموري”، رئيس “اتحاد علماء المسلمين” في “ديالى”: “معلوماتنا تفيد أن الإدارة الأميركية تضغط لتأسيس قنصلية في بعقوبة بشكل سري.. وهناك من الساسة من يرحب بهذه الخطوة الأميركية؛ دون التفات إلى التبعات. ومما لا شك فيه أن تأسيس هذه القنصلية سيكون سبب في الفتن والمؤامرات. علمًا بأن طرح هذا الموضوع بشكل علني سوف يواجه معارضة ساحقة من المواطنين”.
وبحسب ما أعلن “المعموري”؛ تهدف “الولايات المتحدة”، من هذه القنصلية، إيجاد مركز لإثارة الفتن والمؤامرات في البلاد، وهو هدف بعيد المنال في ضوء يقظة “العراق”، حكومة وشعبًا، وكذلك الأحزاب والتيارات السياسية.
ومن الواضح أنه لا يمكن فصل تحركات “واشنطن” الحالية، في “ديالى”، عن سياسات الإدارة الأميركية العامة للتوسع وتطوير النفوذ داخل “العراق”. تأتي هذه المساعي الأميركية الغبية في ظل عزم العراقيين على إقرار السلام والاستقرار، لاسيما في مرحلة ما بعد (داعش)، وهي العزيمة التي يبذل الأميركيون جهدهم بغية تشويهها.
علاوة على المساعي؛ يُعد الأميركيون عددًا من المؤامرات الأخرى. وهم يتطلعون إلى شق صفوف مختلف الفئات العراقية من خلال الترويج لأخبار معينة، ووضع الأحزاب والتيارات السياسية في مواجهة ضد الحكومة. والهدف الرئيس خلق أزمة سياسية في “العراق”.
أهداف أميركية..
تسعى “واشنطن” إلى تقديم بعض الفصائل العراقية الناقدة؛ باعتبارها فصائل تناضل ضد الحكومة، في حين أنها تعتبر جزء من السلطة العراقية. ومن الطبيعي في أي دولة وجود تيارات وجبهات داخلية ناقدة. ومثل هذه الجبهات والتيارات تحظى بالاحترام داخل هيكل السلطة؛ طالما تبني مواقفها على المصالح الوطنية لا الحزبية.
ومن البديهي أيضًا أن ترحب الحكومة العراقية بوجود مثل هذه التيارات داخل هيكل السلطة. مع هذا يسعى الأميركيون إلى الوقيعة بين الحكومة وبعض التيارات الناقدة، وبالتالي شيوع الاضطرابات في “العراق”.
والسبب الأميركي الرئيس، من ركوب هذه الموجة، هو خلق أزمة سياسية في “العراق”، في حين يعلم الأميركيون جيدًا أن التيارات العراقية الناقدة لا تريد استخدام العنف، (كما تميل واشنطن)، في تحقيق أهدافها؛ وأنهم يضعون القانون، (ولا شيء سواه)، نصب أعينهم.
في المقابل؛ يروج الأجانب، وبخاصة الأميركيون و”دونالد ترامب”، من خلال الدعاية الإعلامية؛ إلى مسألة نضال بعض الفصائل العراقية ضد سياسات وبرامج الحكومة، في حين تسعى هذه الفصائل الرقابة على برامج الحكومة وسياساتها بغرض تحسين مستوى الخدمات العامة المقدمة للشعب. ذلك أن علاقة الأحزاب والتيارات السياسية في “العراق”، في المجمل، مع “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء، جيدة، ويصنفونه كشخصية وطنية.
في حين يسعى الأميركيون لخلق أزمة سياسية بين الأحزاب وحكومة “بغداد”؛ في إطار توسيع دائرة النفوذ في مختلف المناطق العراقية، ومنها “ديالى”.
ويبدو أن الأميركيون قد تضرروا بشدة من المسار الديمقراطي في “العراق”، ولذلك لا يريدون استمرار هذا المسار الذي يضع الحكومة والشعب والأحزاب والتيارات السياسية المختلفة في خندق واحد، والجميع غير مستعد للتماهي مع السياسيات الأميركية العدائية في “العراق”؛ وهو ما يثير غضب واستياء “واشنطن”.
على كل حال، من الواضح أن الأميركيون لا يعتزمون إنهاء سلسلة إجراءاتهم الرامية إلى تهديد الأمن الوطني العراقي، والعمل لإنشاء قنصلية في “ديالى”؛ إنما يأتي في إطار هذه المساعي.
إذ يدرك الأميركيون ألا سبيل للبقاء وتوسيع دائرة نفوذهم داخل “العراق”؛ إلا بخلق أزمة سياسية واضطرابات. من ثم أطلقوا مرحلة جديدة من مساعيهم الرامية إلى تطوير نفوذهم داخل “العراق”، من خلال الضغط على “بغداد” لتأسيس قنصلية أميركية في “ديالى”.