16 أبريل، 2024 1:51 م
Search
Close this search box.

عبر رحلة الثلاث سنوات .. نيجيرية تكشف عذابات الهجرة غير شرعية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

سلطت صحيفة “لا بانجوارديا” الإسبانية الضوء على معاناة ضحايا الهجرة غير الشرعية الذين ينتقلون من إفريقيا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.

وأجرت الصحيفة حواراً مع سيدة نيجيرية تدعى “ريتا” تبلغ من العمر 36 عاماً، كانت إحدى ضحايا ركوب الأمواج عبر المتوسط.

البداية

لم يكن يخطر ببال ريتا، التي كانت تمتلك مركز تجميل في مدينة “بنين”، عاصمة ولاية “إدو” النيجيرية، يوماً أن تقوم بالهجرة إلى أوروبا حتى أقنعتها سيدة كانت تتردد على الصالون بأن هذه الرحلة من شأنها أن تغير حياتها إلى الأفضل، فوافقت.

وبعد رحلة دامت 3 سنوات وصلت إلى إسبانيا، وهناك أجبرتها شبكة متخصصة في استغلال النساء لأغراض جنسية على العمل لصالحها في مدينة “ثيوتات فيا” الواقعة بمقاطعة برشلونة التابعة لإقليم كتالونيا.

تروي ريتا لنا أن رحلتها الشاقة بدأت من مدينة “بنين” ثم اتجهت إلى “النيجر” ومنها إلى “الجزائر” و”المغرب”، وكانت بصحبة 50 شخصاً، لكنهم تركوها في مدينة الرباط بالمغرب لتنتظر أن يساعدوها في الدخول إلى “إسبانيا” على متن قارب.

إنتظار.. عالق

افريقية مصيرها احد الشوارع

استمرت فترة الانتظار تلك لمدة ثلاث سنوات كانت خلالها تتعايش بفضل مساعدات تحصل عليها من إحدى المنظمات الإنسانية، حتى نقلها المهربون إلى مدينة “الناظور” المغربية ومنها إلى مدينة “مليلية” الواقعة تحت حكم إسبانيا، على متن قارب صغير.

وقالت للصحيفة الإسبانية: “ظللنا ثلاثة أيام في القارب دون مأكل أو مشرب، وكان عددنا أكثر من 60 شخصاً، ثم وصلنا إلى مدينة “مالقة” في منطقة “أندلوسيّا” جنوبي إسبانيا”، لكن كان عليها الذهاب إلى “برشلونة” حيث تنتظرها زبونتها السابقة في بنين، التي اقترحت عليها القيام بالرحلة وسوف تستغلها فيما بعد.

تضيف ريتا: “عندما أخرجوني من نيجيريا لم يطلبوا مني دفع أي أموال، لكن في برشلونة طلبوا مني دفع 40 ألف يورو وقالوا لي إنها مصاريف السفر، وأجبرتني زبونتي علي العمل في الدعارة لتوفير المبلغ المطلوب”.

ولم يجدي رفض ريتا في شئ، لأن المرأة التي كانت عضواً في شبكة لاستغلال النساء لإجبارهن على العمل كعاهرات هددتها بالاعتداء على أولادها والتشهير بها، لذا اضطرت إلى العمل معها.

سقوط شبكة الدعارة الدولية

بعد عامين قامت إحدى الضحايا برفع دعوى ضد الشبكة، وأنهت شرطة كتالونيا التحقيقات نهايات عام  2012 وأصدرت أمراً بالقبض على 15 شخصاً، بينهم أعضاء في جماعة “أيي” النيجيرية الخطيرية التي كانت تنشط في أعمال الدعارة في شارع “لا رامبلا” ببرشلونة.

ولم تكن ريتا الضحية الوحيدة، بل كانت ضمن حالات أخرى ساعدتهم مؤسسة “أدوراتريوس” غير الربحية لإغاثة ضحايا الاستغلال ضمن برنامجها “سينكار كات”.

تعمل ريتا الآن في تنظيف المكاتب كما تحصل على الدعم من المؤسسة، لكنها تحلم بافتتاح صالون تجميل.

وقامت المؤسسة أيضاً بمساعدة 155 شخصاً خلال عام 2016 فقط، بينهم 26 قاصراً، وأغلبهم قادمون من إفريقيا “حوالي 72%”، وأكثر من نصفهم من نيجيريا، فيما كان70% منهم سيدات ما بين 18 و35 عاماً، وتعرض 78% منهن للاعتداء الجنسي، بينما أجبرت قلة منهن على الزواج أو ممارسة التسول.

ومن خلال القسم القضائي بالمؤسسة تم منح 10 منهم تصريحات إقامة مؤقتة في إسبانيا.

يذكر أن خط البلاغات العاجلة التابع للمؤسسة الإنسانية تلقى 80 اتصالاً لطلب الإغاثة خلال العام الماضي، 10 منها كان من قصر يعتبرون ضحايا الاتجار في البشر.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب