وكالات – كتابات :
نشر موقع (جيوبوليتيكال فيوتشرز) مقالًا؛ لـ”هلال خشان”، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في “بيروت”، حول موقع “إسرائيل” في توازن القوى في الشرق الأوسط. ويرى الكاتب أن “إسرائيل” لن تقبل أن تتحدى دولة أخرى هيمنتها على المنطقة، لا سيما “إيران”؛ التي تُمثل تحديًا حقيقًا لـ”إسرائيل”. وإذا ما فشلت “إسرائيل” في إزالة هذا التحدي، فقد تشهد المنطقة تغيرًا كبيرًا.
ويستهل الكاتب مقاله بالقول: منذ نشأة “إسرائيل”؛ عام 1948، أعرب كل رئيس أميركي سكن “البيت الأبيض” عن دعمه الثابت لوجودها ورفاهيتها. وفي 14 تموز/يوليو 2022، وقَّع الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “يائير لابيد”؛ “إعلان القدس”، الذي إلتزمت فيه “الولايات المتحدة” رسميًا بأمن “إسرائيل”، وهو مطلب لطالما سعى إليه الساسة الإسرائيليون. وعلى وجه التحديد، نص الإعلان على إلتزام كلا البلدين بمنع “إيران” من امتلاك سلاح نووي، وضمان تفوق “إسرائيل” العسكري النوعي على دول المنطقة.
وتعتقد “إسرائيل” أن أمنها يعتمد على هذا التفوق النوعي العسكري، والحيلولة دون تحدي الدول الأخرى لهيمنتها الإقليمية. غير أن صعود “إيران” كقوة إقليمية وبرنامجها النووي الطموح، يُشكلان تهديدًا خطيرًا ضد الهيمنة الإسرائيلية.
وأعلن رئيس “المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية” الإيراني؛ مؤخرًا، أن بلاده كانت على عتبة أن تُصبح دولة نووية؛ مما يعني أن بإمكانها إنتاج أسلحة نووية، لكنها تُفضِّل عدم القيام بذلك. ولا يمكن لـ”إسرائيل” أن تعيش بمنطقة تتمتع فيها دولة أخرى بقدرة ردع متساوية، وستفعل كل ما يلزم للقضاء على أي تهديد من هذا القبيل على الرغم من التطمينات الأميركية الأخيرة.
شراء الأسلحة..
وبحسب الكاتب؛ يعود التفوق النوعي العسكري لـ”إسرائيل” جزئيًّا إلى مشتريات الأسلحة التي تحصل عليها من الدول الحليفة، على الرغم من أن بعض الدول كانت أكثر دعمًا من غيرها. وفي الحرب “العربية-الإسرائيلية”؛ عام 1948، ساعدت عملية (بالاك-Balak)، “إسرائيل”، في تأمين المعدات العسكرية الحيوية، وبصفة رئيسة مقاتلات (إس-199)، من “تشيكوسلوفاكيا”؛ مما ضمن انتصارها على جيوش “جامعة الدول العربية”.
وكانت هذه العملية السرية تهدف إلى الإلتفاف على حظر الأسلحة الذي فرضته “وزارة الخارجية” الأميركية على الدول المتصارعة. واعترافًا بتأثيرها، أقرَّ “ديفيد بن غوريون”، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول والأب المؤسس، بأنه: “لولا هذه الأسلحة ما كنا (نحن الإسرائيليين) لننجو”.
ويذكر الكاتب وجهة نظره التي تقول: إن “بريطانيا” حافظت على سياسة صارمة فيما يتعلق بتصدير الأسلحة إلى “إسرائيل”؛ خلال الخمسينيات من القرن الماضي، كي تتجنَّب استعداء الدول العربية، وخاصة حلفاؤها الهاشميون في “العراق والأردن”. وكان لدى “لندن” اهتمام كبير بكسب التأييد العربي للانضمام إلى اتفاق عسكري مناهض للسوفيات، والتأكد من أن “إسرائيل” لن تُصعِّد من عملياتها العسكرية ضد “الأردن”، ردًّا على هجمات حرب العصابات من “الضفة الغربية”.
ويذكر الكاتب أنّ العرب استفادوا أكثر من الإسرائيليين من نهج “بريطانيا”؛ الذي وصفه: بـ”المعتدل”؛ تجاه الصادرات العسكرية إلى المنطقة، وطالبت “إسرائيل”؛ “بريطانيا”، بمعاملة الدول العربية بوصفهم كيانًا واحدًا وتقسيم مبيعاتها من السلاح، وخاصة وحدات المدفعية، عليهم بالتساوي. ورفض البريطانيون المقترح الإسرائيلي، وأصروا على أن الوحدة العربية غير محقَّقَة. وجادلوا بأن ما تملكه “إسرائيل” من وحدات المدفعية، يبلغ ضعف ما تملكه أية دولة عربية، وأن ميزان القوى بالفعل في صالح “إسرائيل”، وهو موقف كانت “واشنطن” أيضًا تعتقد صحَّته.
وتمثَّل هدف “بريطانيا” في تجنُّب التعزيز المفرط للقدرات العسكرية الإسرائيلية، ورفضت كذلك تزويد “إسرائيل” بدبابات (سنتوريون)؛ (ولم تعرض عليها سوى دبابات “شيرمان” الخردة)، رغم أنها أتاحتها لـ”مصر”. وخيَّب هذا النهج آمال “بن غوريون”؛ الذي عَدَّه معاديًا لـ”إسرائيل”.
ولم توافق “بريطانيا” على بيع دبابات (سنتوريون)؛ لـ”إسرائيل”، إلا بعد بدء “حرب السويس”، على الرغم من أنها رفضت طلب “إسرائيل” شراء دبابات (تشيفتن) المتقدمة؛ عام 1969. وحتى عندما وافق “بن غوريون” المشاركة في “حملة السويس”؛ (العدوان الثلاثي على مصر)، رفضت “بريطانيا” تزويد “إسرائيل” بالمظلات؛ لأنها كانت لا تُريد دعم جهود “إسرائيل” الرامية إلى تطوير وحدات المظليين. وشعر البريطانيون بالاستياء من القرار الفرنسي بمنح “إسرائيل” طائرات نقل (نورد نوراطلس).
وفي عام 1952؛ أنشأت “الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا”؛ “لجنة تنسيق الأسلحة في الشرق الأدنى”؛ (NEACC)، لتنظيم المبيعات العسكرية إلى البلدان المتورطة مباشرةً في الصراع “العربي-الإسرائيلي”، وفضَّلت “الولايات المتحدة” الإمتناع عن إمداد المتحاربين بالأسلحة، معتبرةً أن “لندن وباريس” ستُسيطران سيطرة غير منحازة على تدفق الأسلحة إلى المنطقة. واشتكى البريطانيون مرارًا انتهاك الفرنسيين لبنود اتفاقية “لجنة تنسيق الأسلحة في الشرق الأدنى”؛ (NEACC)، بطريقة تُحابي “إسرائيل”.
وخلافًا لـ”بريطانيا”؛ أعربت “فرنسا” عن حرصها على تسليح “إسرائيل”. وفي عام 1954، زوَّدت سلاح الجو الإسرائيلي بمقاتلات (داسو أوراغان)، وبعد أن وقَّعت “مصر” صفقة الأسلحة التشيكية، زوَّدت “فرنسا” سلاح الجو الإسرائيلي بطائرات (داسو ميستر-4). وبعد “حرب السويس” مباشرةً تلقت “إسرائيل” مقاتلات (داسو سوبر ميستر)، وقاذفات (سود أفييشن فوتور) من “فرنسا”. وفي عام 1962؛ منحت مقاتلات (ميراج-3)؛ سلاح الجو الإسرائيلي، تفوقًا نوعيًّا ضد القوات الجوية المصرية والسورية، وضمِنت انتصارها المذهل في حرب 1967.
وشملت صفقة الأسلحة الضخمة التي أبرمها السوفيات مع “مصر” عام 1955، التي قامت فيها “تشيكوسلوفاكيا” بدور الوسيط، طائرات مقاتلة من طراز (ميغ-15) وقاذفات خفيفة من طراز (إليوشن إيل-28) ودبابات من طراز (تي-34) ومجموعة متنوعة من المعدات العسكرية والذخيرة.
وتخوَّفت “إسرائيل” من أن تؤدي تلك الإمدادات، التي بلغت: 80% من إجمالي شحنات الأسلحة إلى الشرق الأوسط؛ منذ عام 1950، إلى إحداث تحوُّل في ميزان القوة العسكرية لصالح “مصر”. وقد وفَّر هذا التخوف أساسًا منطقيًّا لـ”إسرائيل” للموافقة على (بروتوكول سيفر)؛ مع “بريطانيا وفرنسا” لإطاحة نظام الرئيس المصري آنذاك؛ “جمال عبدالناصر”، عام 1956.
الدور المحوري لـ”أميركا”..
يُلفت الكاتب إلى أنه طوال خمسينيات القرن العشرين، حاولت “إسرائيل”؛ دون جدوى، إقناع “الولايات المتحدة” تزويدها بالمعدات العسكرية، وكانت “الولايات المتحدة” تُجادل بأن “إسرائيل” يُمكنها الحصول على احتياجاتها الأسلحة من مورِّدين أوروبيين دون تدخُّل مباشر من جانب “الولايات المتحدة”. واختار الرئيسان الأميركيان الأسبقان؛ “هاري ترومان” و”دوايت أيزنهاور”، عدم الانخراط مباشرةً في شؤون الشرق الأوسط، مفضِّلَيْن تفويض المسؤولية إلى “بريطانيا”.
لكن قادة “إسرائيل” أعتقدوا أن “واشنطن” وحدها هي القادرة على ضمان أمن “إسرائيل”. ولم يفكروا بقدر كبير في “بريطانيا”، وجادلوا بأن إلتزام “فرنسا” بوجود “إسرائيل” كان عابرًا. وأرادوا دليلًا على إلتزام “الولايات المتحدة” بأمن “إسرائيل”. وجاء الدليل الجزئي في عام 1962، عندما زوَّد الرئيس؛ “جون كينيدي”؛ “إسرائيل”، بصواريخ (هوك) أرض-جو. ولم تكن “إسرائيل” بحاجة إلى صواريخ (هوك) لأن سلاح الجو الإسرائيلي، كان على أية حال متفوقًا على القوات الجوية العربية، لكن العديد من الإسرائيليين رأوا هذه الخطوة بادرة رمزية على إلتزام “الولايات المتحدة” بأمنهم.
وفي أوائل الستينيات استخدمت “الولايات المتحدة”؛ “ألمانيا”، لنقل الأسلحة الزائدة إلى “إسرائيل”. وأحدثت هذه الخطة انقسامًا في المجتمع الألماني، وأثارت جدلًا إعلاميًّا ساخنًا وأُلغِيت في نهاية المطاف. ومن ثم بدأت “الولايات المتحدة” في شحن الأسلحة إلى “إسرائيل” مباشرةً، وفي عام 1965؛ زوَّدت “إسرائيل” بدبابات (إم-48).
وعشية حرب 1967، حذَّر الرئيس الفرنسي؛ “شارل ديغول”، “إسرائيل”، من بدء الأعمال العدائية ضد “مصر”؛ بعد أن تلقى تأكيداتٍ من “ناصر” بأن “مصر” لن تُطلق شرارة الطلقة الأولى، وفرض “ديغول” حظرًا على السلاح الذي تُقدمه “فرنسا”؛ لـ”إسرائيل”، عندما خلُص إلى أن “إسرائيل” قررت قرع طبول الحرب.
وباسترجاع الأحداث كان هذا الحظر الفرنسي مِحْنة في طياتها مِنْحة لـ”إسرائيل”؛ لأن “الولايات المتحدة” أصبحت في ذلك الوقت المصدر الرئيس للمعدات العسكرية لـ”إسرائيل”، وهو هدف طال انتظاره من الحكومة الإسرائيلية. وحدث التحول خلال رئاسة؛ “ليندون جونسون”. وعندما سأل “جونسون”؛ “وكالة المخابرات المركزية”، عن الوضع العسكري في الشرق الأوسط قبل بدء الحرب، أكدت له الوكالة أن “إسرائيل” ستنتصر نصرًا حاسمًا. وتلقت “إسرائيل” أول قاذفات (دوغلاس إيه-4 سكاي هوك) في عام 1968، ودبابات (إم-60) في عام 1971.
وأظهرت “الولايات المتحدة” أيضًا إلتزامها بمساعدة “إسرائيل” على النجاة في المراحل الأولى من حرب عام 1973، عندما تكبدت خسائر كبيرة في المقاتلات والدبابات. وأمر الرئيس؛ “ريتشارد نيكسون”، بإقامة جسر جوي عسكري ضخم يحمل إمدادات الأسلحة التي تكون “إسرائيل” في أمَسِّ الحاجة إليها إلى “سيناء” مباشرةً، وذلك على الرغم من أن “الولايات المتحدة” كانت تعترف بأن “سيناء” أرض محتلة.
ومنذ عام 1973؛ أُضفِي الطابع المؤسسي على قوة العلاقات “الأميركية-الإسرائيلية”، وظل هذا الأمر ساريًا بغض النظر عن هوية الرئيس الذي يتولى رئاسة “الولايات المتحدة”. حتى الرئيس؛ “باراك أوباما”، الذي لا يعدُّه كثير من الإسرائيليين صديقًا لبلادهم، أذن في عام 2016 بحزمة مساعدات عسكرية لـ”إسرائيل”؛ بقيمة: 38 مليار دولار على مدار: 10 سنوات، وهي حزمة المساعدات الأميركية الأكثر شمولًا في التاريخ.
العقيدة العسكرية لـ”إسرائيل”..
يوضح الكاتب أن العقيدة العسكرية لـ”إسرائيل” تتكون من ثلاثة مكونات: المكون الأول هو الردع، الذي يسعى لإقناع معارضي “إسرائيل” بأن تكلفة شن الحرب على “إسرائيل” ستكون باهظة للغاية، وتوفر القدرة النووية الإسرائيلية الردع العسكري النهائي للدولة، واستغل “شيمون بيريز”، نائب المدير العام لوزارة الدفاع في الخمسينيات من القرن العشرين، علاقاته القوية مع “فرنسا” للمساعدة في تطوير البرنامج النووي الإسرائيلي، وفي عام 1958، بدأت “إسرائيل” بناء مفاعل (ديمونة) الذري.
المكون الثاني هو تحقيق انتصارات عسكرية ساحقة، إذا ما سعى أعداء “إسرائيل” إلى التصعيد العسكري، فإنها ستسعى إلى إلحاق هزيمة ساحقة بهم حتى يتخلوا في النهاية عن استخدام العنف ويقبلون السلام.
أما المكون الثالث فهو شن ضربات استباقية. والضربات الاستباقية سياسة عسكرية إسرائيلية ثابتة؛ منذ عام 1948. وفي عام 1954؛ توقَّع “بن غوريون” أن تكون “مصر” مستعدة لخوض الحرب في غضون عامين. وعندما حصلت “القاهرة” على طائرات (ميغ-15) السوفياتية الصنع؛ في عام 1955، قال إنه سيُدمرها قبل أن تبدأ العمل، وهو ما فعله بالتعاون مع البريطانيين والفرنسيين؛ في عام 1956. وبين عامي: 1964 و1967؛ شنَّت “إسرائيل” حملة منخفضة الكثافة أُطلِق عليها اسم: “الحرب على المياه” لمنع “سوريا” و”الأردن”؛ من تحويل روافد “نهر الأردن”. وفي عام 1981، دمَّر سلاح الجو الإسرائيلي مفاعل (أوزيراك) النووي العراقي.
ضرورة التفوق النوعي العسكري على الخصوم العرب..
أفاد الكاتب أن التحديات التي واجهتها “إسرائيل” في حيازة السلاح؛ خلال العقدين الأولين من وجودها، بالإضافة إلى صغر حجمها من حيث الأرض والسكان، أقنعت قيادتها السياسية والعسكرية بضرورة تطوير تفوق تكنولوجي على خصومها العرب. وهكذا حدَّثت قوتها الجوية، والتي أصبحت من الأصول العسكرية الحاسمة في الحروب ضد العرب بفضل شحنات الأسلحة الفرنسية؛ خلال العقدين الأولين من وجودها، والطائرات الأميركية الأكثر تقدمًا بعد ذلك.
وأصبحت أنظمة الصناعات العسكرية الإسرائيلية، التي تأسَّست في البداية عام 1933، مؤسسة لتصنيع التكنولوجيا الفائقة ذات المستوى العالمي بحلول مطلع القرن الحادي والعشرين. وبرزت “إسرائيل” في نهاية المطاف قوةً عسكريةً إقليميةً هائلةً لا مثيل لها.
ما المتوقع حدوثه الآن ؟
يُشير الكاتب إلى أن “إسرائيل” تأخذ مزاعم “إيران”؛ حول الوصول إلى العتبة النووية، على محمل الجد، سواء كانت “طهران” تنوي بالفعل تصنيع قنبلة ذرية أم لا. ومنذ عام 1967، كانت “إسرائيل” هي القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، ومن المُرجَّح أنها لن تقبل تقاسم الهيمنة الإقليمية مع “إيران”، ولهذا عارضت “الاتفاق النووي” الإيراني لعام 2015؛ وعبرت باستمرار عن معارضتها لأي اتفاق جديد.
وفي تغير للمشهد بين خمسينيات القرن العشرين والوقت الحالي، يختتم الكاتب مقاله بالقول: في عام 1950، قدَّم العالم العربي نفسه على أنه التهديد الوجودي لـ”إسرائيل”. لكن في السنوات الأخيرة تخلت الدول العربية عن المواجهة العسكرية، وأقام العديد منها علاقاتٍ دبلوماسية مع “إسرائيل”، أو يتجهون نحو ذلك. و”إعلان القدس” يعدُّ “إيران” التهديد الجديد لـ”إسرائيل”.
وعلى عكس الدول العربية تطمح “إيران” إلى أن تُصبح نظيرًا لـ”إسرائيل”، وهو سيناريو غير مقبول على الإطلاق من جانب الإسرائيليين. وإذا كان الماضي والحاضر يُشيران عن طريق التنبؤ إلى المستقبل، فلا بد عن التكهن بأن “إسرائيل” ستسعى للتخلص من التحدي الإيراني. وإذا فشلت في ذلك فسوف نشهد ظهورَ نظامٍ إقليمي مضطراب أكثر من أي وقت مضى.