عبر استغلال ثروات “أفغانستان” الطبيعية .. “طالبان” تريد استبدال الديمقراطية بالرفاهية !

عبر استغلال ثروات “أفغانستان” الطبيعية .. “طالبان” تريد استبدال الديمقراطية بالرفاهية !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بلغت (طالبان)، مدينة “كابول”؛ أسرع من المتوقع واستولت على السلطة في “أفغانستان”. في المقابل تبلورت موجة هجرة شعبية عارمة في البلاد، رغم إعلان (طالبان) العفو العام.

وفي ظل هذه الظروف يتساءل الرأي العام عن مصير “أفغانستان” تحت حكم رجعي، وكذلك طبيعة التحديات التي ستواجه الشعب الأفغاني ؟

من جهة أخرى، تنطوي مواقف دول الجوار الأفغاني من هذه الأحداث على أهمية بالغة.

وفي هذا الصدد أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية، الحوار التالي مع: “فريدون مجلسي”، محلل العلاقات الدولية، وهو يعتقد أن القبول بتشكيل لجنة من شخصيات مثل: “عبدالله عبدالله” و”حتمد قرضاي” و”گلبدين حكمتيار”، على اختلاف المشارب السياسية والفكرية؛ بغرض تهيئة الأجواء لانتقال السلطة في “أفغانستان”، إنما يعني قبول القيادات الأفغانية العمل بنصيحة الدول الكبرى، والتي تنص على تحقيق ثروات هائلة من بيع المعادن؛ كـ”قطر والإمارات وعُمان والسعودية”، بدلًا من الصراع السياسي.

الدول الكبرى وثروات أفغانستان الطبيعية..

“آرمان ملي” : كيف طرأ تغيير على (طالبان)؛ التي هي حركة إيديولوجية ؟.. ولماذا ينظرون إلى المال كأداة إستراتيجية ؟

“فريدون مجلسي” : أيقنت (طالبان) انتفاعها من المشاركة في بيع المصادر الموجودة بالبلاد، لكن الأهم هل من إمكانية للاستفادة من هذه المصادر في ظل الاضطرابات.

الحقيقة أن (طالبان)؛ بالدخول في عملية المفاوضات، هيأت المجالات للوصول إلى السلطة، كالمعلم الذي يصطنع مراقبون للسيطرة على الفصل.

وفي ظل الأوضاع الراهنة استفادت (طالبان) من المفاوضات في اجتذاب بعض أعضاء الحكومة الأفغانية أو مصادر أجنبية، واستخدامهم كمراقبين للمحافظة على النظام في “أفغانستان”. وتحتاج دول: كـ”الولايات المتحدة والصين وروسيا” والدول الصناعية الكبرى إلى (الليثنيوم)، وكذلك تُمثل مصادر (النحاس)، في “أفغانستان”، مصدر قيم لـ”الولايات المتحدة” والدول الأوروبية.

ومما لا شك فيه، لو لم تهتم “الولايات المتحدة” و”أوروبا” بمصادر خام (الحديد) الكبرى، في “أفغانستان”؛ بسبب انعدام إمكانية الوصول إلى المياه الحرة، فسوف تطمع “الصين”؛ وهي من دول الجوار الأفغاني، في هذه المصادر.

واكتشاف مصادر (الذهب) في “أفغانستان”؛ يوضح حجم الثروات المخبوءة في “أفغانستان”، والتي سوف تهيء أجواء التنمية في البلاد.. لذلك نجحت (طالبان) سريعًا، وعلى عكس التوقعات؛ في دخول “كابول”، والاستيلاء على السلطة.

في غضون ذلك، يتسم تعامل بعض أفراد (طالبان)، ممن عاشوا قديمًا أجواء صعبة في الجبال؛ بسبب الرؤية الرجعية المتحجرة، بالعنف، لكن بعد فترة سوف يختفي هذا السلوك. وما سيبقى هو الحكومة التي تشكلت باتفاق (طالبان)، وبعد أركان السلطة، وكذلك القوى العالمية الكبرى. وهذا أفضل توقع بشأن مستقبل “أفغانستان” وشعبها.

الديمقراطية والرفاهية..

“آرمان ملي” : ما الآفاق التي يرسمها هذا الاتفاق بالنسبة للشعب الأفغاني ؟

“فريدون مجلسي” : إذا يلتزم الشعب الأفغاني بقيود الديمقراطية؛ فسوف تتهيء إمكانية الاستفادة من الرفاهية نتيجة بيع المصادر الأرضية، كما الحال في دول: “قطر والإمارات وعُمان”.

والحقيقة أنه لا توجد ديمقراطية في دول: “قطر وعُمان والإمارات والسعودية والكويت”، لكن شعوب هذه الدول تعيش في رفاهية.

ويبدو أن هذه الدول سوف تصل إلى التنمية السياسية بعد تحقيق الرفاهية الاقتصادية. في حين يحتاج الوصول إلى الديمقراطية في الدول المتخلفة إلى الوقت. والمستقبل الأفغاني أيضًا قد يواجه نفس الوضع.

ومما لا شك فيه إذا استقرت الأوضاع في “أفغانستان”، فسوف تنهال الاستثمارات الأجنبية، والآلات العملاقة والرؤى الإنتاجية على “أفغانستان”.

وسوف تظهر على المدى القصير؛ معارضة من جانب النشطاء المدنيين والسياسيين للوجود الطالباني في “أفغانستان”، وسوف يتراجعون سريعًا بعد انفتاح أبواب الرفاهية الاقتصادية.

ونأمل أن تتبلور في الجارة الإيرانية حالة من الفائدة المصحوبة بالرفاهية مع إمكانية مشاركة دول الجوار في صناعة هذه الأجواء.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة