عبد المهدي يستسلم رسميا لرجال إيران.. من حقهم تشكيل الحكومة العراقية

عبد المهدي يستسلم رسميا لرجال إيران.. من حقهم تشكيل الحكومة العراقية

خاص – كتابات

أخيرا كشف رئيس الوزرء العراقي المكلف مدى خضوعه لنفوذ الكتل السياسية والأحزاب التابعة لإيران والتي جاءت به رئيسا للحكومة وتبين – حسبما توقع “كتابات”  – أن إعلانه قبول طلبات الترشيح الإلكترونية لكابينته الوزارية عبر الإنترنت، ما هو إلا محاولة منه لإثبات أن الاختيار يعتمد على الكفاءة ويتجه إلى المستقلين بعيدا عن الضغوط والتكليفات الحزبية.

7 أيام من الضغط المتواصل

فخرج مساء الثلاثاء – بعد 7 أيام تحديدا من تكليفه رسميا من قبل الرئيس برهم صالح بتشكيل الحكومة العراقية في مهلة قانونية تنتهي في الثالث من تشرين الثاني / نوفمبر 2018، ببيان إعلامي في ظاهره الترحيب بآلاف المتقدمين عبر الموقع الإلكتروني المخصص للتقديم والذي أعلن تلقي الطلبات على مدى يومين فقط، وفي باطنه غلق الأبواب أمام المستقلين وغير التابعين للأحزاب التي يبدو أنه وفق مراقبين قد أقسم على الولاء لها واختيار من تراهم هي مناسبين لكابينته الوزارية!

نشكركم على حسن تعاونكم.. الآن لدي شرعية شعبية

خرج عبد المهدي في بيانه شاكرا آلاف العراقيين ممن تقدموا لشغل الوزارات المختلفة في كابينته الوزارية، ملمحا إلى الثقة التي مثلها هذا الإقبال في شخصه وحكومته، وهي نقطة فيما يبدو أنه كان في حاجة ملحة لها.

لكن بضع كلمات كشفت مؤامرة الموقع الإلكتروني وأنه كان مجرد واجهة ليثبت لجهات ما مدى الرغبة الشعبية في الانضمام إلى كابينته الوزارية وبالتالي فإن الرجل جاء بشرعية عراقية من جميع مكونات العراق.

أخطاء بسيطة في الإجراءات حالت دون قبولكم

فنجد البيان يتحدث عن تصميم ذلك الموقع بصورة “تغربل تلقائيا الطلبات غير المكتملة، فضلا عن الفريق المخصص فقط لفرز الطلبات غير الجادة، وهنا المعنى واضحا، إذ إن عدم وجود إسمك بين المرشحين أيا كانت الكفاءة والخبرات التي تمتلكها يعني أنك وقعت في خطأ إجرائي لذا قام الموقع “بغربلتك وعدم اختيارك”!

وهكذا تخلص الرجل من دعوات الاكتفاء بالمستقلين والتكنوقراط، ونفذ ما طلبته منه التحالف التابعة بصورة مباشرة أو غير مباشرة لإيران.

لم يتبق إلا مرشحي الأحزاب.. أعطيتكم الفرصة كاملة!

لتأتي النقطة الأكثر أهمية، الإعلان رسميا عن قبول مرشحي الأحزاب التي دعمت عادل عبد المهدي في الوزارة الجديدة.

إذ قال الرجل إن الأصل في الحياة السياسية المعاصرة وجود قوى منظمة وحزبية مسؤولة تقوم بواجباتها، وهو ما دعمناه سابقاً وما سنستمر بدعمه الآن وفي المستقبل، وهي جملة كفيلة بالكشف عن مكونات الحكومة العراقية التي سيقودها عبد المهدي.

لا يمكن أن أنجح بدونهم.. سيُشعلون الشارع

رئيس الوزراء المكلف منح نفسه التبريرات اللازمة في محاولة لإقناع العراقيين بما يفعله، فراح يقول إن ترشحه لمنصب رئيس الوزراء ونجاح الحكومة لا يمكن أن يتحقق دون دعم وتأييد هذه القوى أو أغلبها.

وهنا علينا أن ندرك أن تهديدات كتلة “بدر” لزعيمها هادي العامري وعصائب أهل الحق لقيس الخزعلي ومن ورائهم خلف الكواليس نوري المالكي بإحراق الشارع وإفشال الحكومة قد أتت ثمارها وما على رئيس الوزراء المكلف إلا التنفيذ، لتكون تلك بداية الخضوع تتبعها تنازلات ربما تمس القرار السيادي العراقي.

عبد المهدي في ورطة

تبريرات عبد المهدي لم تقنع العراقيين، الذين تأكدوا أن الرجل ربما يكون في ورطة ويحاول الدمج بين المستقلين ومرشحي الأحزاب في كابينته الوزارية، لكن أكثر ما أقلقهم أنه ردد في بيانه عبارة أن هناك مستقلين لكنهم تتابعين لأحزاب وهم من أصحاب الكفاءة والخبرة والسيرة الحسنة، وهي كلمات تبين أن عبد المهدي قد وقع بالفعل على أسماء المرشحين لوزارته وقبل بما أملي عليه دون قدرة منه على المقاومة!

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة