عبد المهدي : فوز روحاني انتصار للعراق والمنطقة

عبد المهدي : فوز روحاني انتصار للعراق والمنطقة

اعتبر قيادي شيعي عراقي فوز المرشح الاصلاحي حسن روحاني بأنتخابات الرئاسة الايرانية فوز ‏للعراق والمنطقة معتبرا ان الوضع في ايران وتقدمه واستقراره وتطور علاقاته بدول المنطقة والعالم ‏هو جزء من استقرار العراق وتطوره واستقرار الاخرين وتطورهم.. بينما عبر قادة عراقيون عن ‏املهم في ان يحقق هذا الفوز مزيدا من التطور في العلاقات بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة ‏لشعبيهما. ‏

وقال عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية السابق القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي برئاسة عمار الحكيم ان الجمهورية الاسلامية كغيرها فيها منجزات وفيها معوقات “لكننا نجد عند ‏كثيرين نظرة مغلقة واحادية، مما يدفعهم لتكرار التقديرات والمواقف الخاطئة.. ومشكلة هؤلاء انهم ‏ينطلقون اما من موروثاتهم الخاطئة او مما يقوله الاعلام المضاد للجمهورية الاسلامية اما الايجابيات ‏فلا يقرون بها وعندما تقع مغايرة لقناعاتهم (الانتخابات مثالاً) يبدأون بدورة جديدة من اعادة تكييف ‏الوقائع مع فهمهم، دون ان يفكروا يوماً بتصحيح قناعاتهم”. وقال في تعليقات على صفحته بشبكة ‏التواصل الاجتماع “الفيسبةك” اليوم الاثنين “كانوا يتوقعون انتخابات رتيبة، فاذا بها استثنائية.. وكانوا ‏يتوقعون مشاركة ضعيفة، واذا بنسب المشاركة عالية جداً (72%).. وكانوا يتوقعون فوز مرشح من ‏المحافظين، وفي الدورة الثانية.. واذا بمرشح الاصلاحيين الشيخ حسن روحاني يفوز، ومن الدورة ‏الاولى”.
وشدد على ان هذا يشكل فوزا للشعب الايراني “لان الانتخابات بطبيعتها تصحح الكثير من تداعيات ‏وعقبات وسلبيات المرحلة الماضية.. فاذا جاءت الانتخابات مقطعية واستثنائية.. وتتكثف فيها العقد ‏والتوترات التي باتت معطلة ومعرقلة، فانها الاداة الافضل لتجاوز المعوقات.. ولتجدد البلاد نفسها ‏وقواها ونشاطاتها وبناها.. وفاز مرشد الثورة آية الله العظمى الخامنئي لانه طالب بان تكون نسبة ‏المشاركة والحماس تصويتاً للجمهورية.. وهو ما تحقق فعلاً.. كما فاز الرئيس روحاني والافكار التي ‏يحملها والتي تكلم عنها بصراحة في مناظراته.. بل فاز الاصلاحيون والمحافظون على ما في ذلك من ‏تناقض”.  ‏
واضاف “نستطيع القول باننا فزنا في العراق والمنطقة فان الوضع في ايران وتقدمه واستقراره وتطور ‏علاقاته بدول المنطقة والعالم هو جزء من استقرارنا وتطورنا واستقرار الاخرين وتطورهم”. وقال 
‏”ان العالم يتغير، سواء وعينا ذلك ام لا.. وان من يغلب قناعاته دون ان يراجعها بمضاربتها بالوقائع، ‏فانه سينفصل عن الحقيقة ليستبدلها بالاوهام والاخطاء او حتى الاكاذيب والتلفيقات، فلا يرى ‏الايجابيات فيرعاها، ولا يرى السلبيات ويصححها”.
وفاز المرشح الايراني ورجل الدين المعتدل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الايرانية التي ‏جرت الجمعة الماضي بحصوله على 18 مليون صوت .‏

الخزاعي والصدر والحكيم وفوز رحيمي
وقد وجه عدد من القادة العراقيين رسائل تهنئة الى روحاني معبرين عن الامل بمزيد من التعاون ‏وتطوير العلاقات المشتركة خلال فترة حكمه. ‏
وقال نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي “في الوقت الذي نتمنى للعلاقات الثنائية بين بلدينا ‏المزيد من التقدم والأطراد بما يخدم المصالح المشتركة بين الجارين المسلمين نؤكد لكم حرصنا الشديد ‏على تقوية هذه الأواصرالتاريخية وتمتينها في جميع المجالات”.  ‏
ومن جهته دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الشعب الايراني الى الالتفاف حول قيادة روحاني ‏وحذره من المخططات الاميركية الاسرائلية. وهنأ الصدر في بيان روحاني بفوزه في انتخابات الرئاسة  ‏وقال “من الحوزة العلمية في النجف الاشرف .. نوجه لكم اسمى التبريكات واجمل الاماني المكللة ‏بالحب والصداقة، واعلى الامنيات الموشحة بالصدق والسؤدد لكم بالسلام والاستقرار والتوحد تحت ‏راية الاسلام المحمدي الاصيل وتحت رئاسة جديدة لصفحة جديدة يقودها حجة الاسلام والمسلمين الاخ ‏الشيخ حسن روحاني ليأخذ بيد هذا البلد الى بر الامان، ليوحد شعبه ويوفر له العيش الكريم والامن ‏والامان ولا يفرق بين احد وآخر من شعبه”.‏
وخاطب الايرانيين قائلا “ايها الشعب الايراني الكريم ان اميركا واسرائيل تتربص بكم الدوائر وتتحين ‏بكم الفرص فالتفتوا الى ذلك واتحدوا تحت راية الاسلام والقيادة الصالحة ولا تبتغوا من وراء ذلك فأن ‏امامكم ومرجعكم السيد الخميني رحمه الله خط لكم معها خطا احمر كما خطها لنا شهيدينا الصدريين ‏وانتم كشعب من اكثر الشعوب التي رفعتم راية الجهاد والمعارضة للاستعمار والاستكبار العالمي ‏المتمثل بالطاغوت اميركا”. ‏
كما اعرب رئيس المجلس الاعلى  الاسلامي عمار الحكيم عن أمله في ان تشهد العلاقات الثنائية بين ‏البلدين “مزيدا من التطور بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين العراقي والإيراني”. وعبر ‏في رسالة تهنئة الى روحاني عن ثقته الكبيرة بان “تواصل ايران دورها الريادي وتعزيز فرص ‏الحوار والتفاهم وتوسيع جهود التعاون المشترك بين بلدان العالم لتحقيق الأمن والاستقرار وتكريس ‏المبادئ الإنسانية في الحرية والعدالة والازدهار . وقال “يسعدنا ان نتقدم بأصدق التهاني والتبريكات ‏بمناسبة فوزكم بثقة الشعب الإيراني المسلم وانتخابكم رئيسا للجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال ‏انتخابات جرت في أجواء ملحوظة من الحرية والديمقراطية وتميزت بروح المسؤولية التي عكست ‏أصالة الشعب الإيراني الشقيق وإيمانه بمشروعكم الانتخابي وحرصه على بلوغ أهدافه السامية” .‏
واضاف ” اننا نغتنم هذه المناسبة للإعراب عن ثقتنا الكبيرة بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي ‏ظل دورتكم الرئاسية هذه ستمضي قدما في مواصلة دورها الريادي وتعزيز فرص الحوار والتفاهم ‏وتوسيع جهود التعاون المشترك بين بلدان العالم لتحقيق الأمن والاستقرار وتكريس المبادئ الإنسانية ‏في الحرية والعدالة والازدهار” .‏

السفير الايراني : روحاني سيحل الاشكالات العالقة مع العراق
ومن جهته أكد السفير الايراني في العراق حسن دانائي فرأن السياسة الخارجية الايرانية مرسومة ‏ومبدئية وغير قابلة للتغيير واشار الى ان الرئيس الجديد حسن  روحاني سيسعى الى حل الاشكالات ‏العالقة مع العراق.
وقال السفير في بيان عقب الاعلان عن فوز روحاني إن السياسة الخارجية الايرانية مرسومة ومبدئية ‏وغير قابلة للتغيير وستاخذ بالاعتبار ملاحظات الرئيس الجديد. وأضاف دانائي، أن 73 بالمئة من ‏الايرانيين المتواجدين في العراق والذين يحق لهم التصويت والبالغ عددهم 73 الف ناخب شاركوا في ‏التصويت مشيراً الى ان الرئيس حسن روحاني سيسعى لحل الخلافات العالقة بين البلدين من دون ان ‏يوضح طبيعة هذه الخلافات.‏
وقال القنصل الإيراني في كربلاء ابراهيم ولي بور إن ايران افتتحت ‏25 مركزا انتخابيا في مدن بغداد ‏وكربلاء والبصرة والنجف واربيل والسليمانية استقبلت الناخبين الإيرانيين المقيمين ‏في العراق ‏والزائرين للإدلاء بأصواتهم . ‏
يذكر ان بعض القادة العراقيين عادة ما يوجهون انتقادات حادة الى السياسات الايرانية في العراق ‏ويتهمونها بالتدخل في شؤونه الداخلية ودعم قوى واحزاب وحتى مليشيات شيعية الامر الذي يقولون ‏انه يؤدي الى اضطراب الاوضاع في البلاد واحداث شروخ عميقة بن مكوناتها الشيعية والسنية.‏
وحول فوز المرشح الاصلاحي رحيمي بالرئاسة الايرانية يرى محللون عراقيون ان هذا الامر لن ‏يحدث تغييرا كبيرا في السياسات الايرانية نظرا لان من يرسم هذه السياسات داخليا وخارجيا في البلاد ‏هو المرشد الاعلى اية الله علي خامنئ على الرغم من ان روحاني تعهد في حال فوزه في الانتخابات  ‏بتحسين علاقات إيران ‏الخارجية ورفع العقوبات المفروضة عليها.
يذكر ان اسم روحاني ارتبط بالحرب بين العراق وايران حيث كان عضواً في مجلس الدفاع الأعلى ‏أثناء هذه الحرب (1980-1988) كما تولى منصب نائب قائد الحرب مع العراق (1983-1985) ‏وقائد الدفاع الجوي الإيراني (1986-1991)  ونائب القائد العام للقوات المسلحة (1988-1989). ‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة