17 أبريل، 2024 9:16 ص
Search
Close this search box.

“عبدالمهدي” يتحدى الميليشيات الشيعية .. لتقليص النفوذ الإيراني أم للمحافظة عليه ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

الجمعة 5 تموز/ يوليو 2019

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية تقريرًا حول قرار رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، لتقنين دور الميليشيات الشيعية المسلحة الموالية لـ”إيران”.

وتساءلت الصحيفة: هل بدأت الحكومة العراقية تتحرك فعلًا ضد الميليشيات الشيعية التي تعمل لصالح “إيران” ؟.

“عبدالمهدي” وقرار المجازفة !

تقول (يديعوت أحرونوت): بعد ضغوط متزايدة من جانب “واشنطن”، وفي ظل التوتر المتفاقم بينها وبين “طهران”، إتخذ رئيس الحكومة العراقية، “عبدالمهدي”، هذا الأسبوع، قرارًا يُلزم الميليشيات المسلحة بالعمل من الآن تحت مظلة الجيش العراقي.

فيما يرى البعض أن، مثل هذا القرار، يُعد مجازفة من جانب “عبدالمهدي”، الذي تتحول بلاده مع الوقت، إلى بؤرة للصراع بين “الولايات المتحدة” و”إيران”. وربما تهدف تلك الخطوة إلى تعزيز مكانة “عبدالمهدي” لدى “الولايات المتحدة”، قُبيل الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها إلى “واشنطن”؛ بعد بضعة أسابيع.

ومع ذلك؛ فمن غير المؤكد أن ينجح “عبدالمهدى” في تنفيذ قراره، بإخضاع الميليشيات الشيعية المسلحة المدعومة إيرانيًا، لسلطة الجيش العراقي. وحينئذ ستهتز صورة رئيس الحكومة وسيبدو ضعيفًا.

حان الوقت لتقنين وضع الميليشيات..

جدير بالذكر؛ أن الميليشيات الشيعية في “العراق”، التي يُطلق عليها اسم “الحشد الشعبي”، قد لعبت دورًا مركزيًا في القضاء على تنظيم (داعش). بالإضافة إلى ذلك فإن تلك الميليشيات تمتلك قوة سياسية كبيرة في “العراق”، فهناك وزراء منتمون للميليشيات؛ كما أن لها أيضًا 48 عضوًا في البرلمان العراقي.

وكان رئيس الوزراء قد أشاد، هذا الأسبوع، بالدور الذي لعبته الميليشيات في تحقيق النصر لـ”العراق” وتحرير مدينة “الموصل” واستعادة الأمن في البلاد. ولكنه أضاف بأنه قد حان الوقت لتقنين وضع تلك الميليشيات، بحيث لا يمكن امتلاك أي سلاح خارج الإطار المؤسسي للدولة.

الميليشيات تنقد القرار..

بحسب الصحيفة العبرية، فإن رئيس الحكومة، “عبدالمهدي”، سيواجه صعوبة كبيرة في تنفيذ قراره؛ نظرًا لان “العراق” به الكثير من الأسلحة والميليشيات التي يعمل أغلبها خارج السيطرة والرقابة الحكومية.

ومع أن بعض قادة الميليشيات الكبرى مثل؛ “عصائب أهل الحق” و”بدر”، قد رحبت بقرار “عبدالمهدي” واعتبرته خطوة في الإتجاه الصحيح. إلا أن أحد قادة الميليشيات قال إن تنظيمه لديه مكاتب سرية لا يعتزم إغلاقها، وزعم أن قرار “عبدالمهدي” صدر بأوامر أميركية. مضيفًا أن “عبدالمهدي” والأميركان واهمون إذا أعتقدوا “بأننا سننفذ ذلك القرار”.

فيما انتقد قادة إحدى الميليشيات الكبرى في “العراق”، والتي لها علاقات قوية مع “إيران” – وهي “كتائب حزب الله” – قرار “عبدالمهدي”، مؤكدين على أن المهمة العاجلة والمُلحة للحكومة العراقية هي إنهاء الاحتلال الأميركي لـ”العراق”. إذ أن وجود خمسة آلاف جندي أميركي في “العراق” يشكل تهديدًا خطيرًا للبلاد.

مخاوف من تنامي قوة الميليشيات..

تؤكد (يديعوت أحرونوت)؛ أن تنامي نفوذ الميليشيات الشيعية في “العراق” لا يثير فقط مخاوف الأقلية السُنية من بطش المسلحين الشيعة، في ظل استمراؤ الخلاف التاريخي بين المذهبين الإسلاميين، وإنما يثير أيضًا المخاوف الحكومة الشيعية، برئاسة “عبدالمهدي”، وكبار قادة الجيش العراقي. لأن تنامي قوة الميليشات قد يجعلها تتحول الى ما يشبه تنظيم “حزب الله” اللبناني.

وكان رئيس الوزراء السابق، “حيدر العبادي”، قد حاول الحد من نفوذ الميليشيات الشيعية؛ وإدماجها ضمن الجيش العراقي، لكن الميليشيات ظلت في غالبيتها مستقلة.

غير أن القرار الأخير، الذي إتخذه رئيس الوزراء الحالي، “عادل عبدالمهدي”، يتجاوز الحد هذه المرة، لأنه يأمر الميليشيات بالتخلي عن أسمائها وإغلاق جميع مقارها ومكاتبها.

قرار “عبدالمهدي” بتنسيق إيراني !

رغم أن الخطوة الجديدة لحكومة “عبدالمهدي”؛ تستهدف إرضاء “واشنطن”، إلا أنها قد تمت، على ما يبدو، بالتنسيق مع “طهران”؛ من خلال التفاهم المشترك بأنه لن يتم نزع أسلحة الميليشيات المسلحة بالكامل ولن يتم دمجها تحت قيادة الجيش.

إذ يرى باحثون في الشأن العراقي؛ أن الميليشيات الشيعية ترتبط عقائديًا وفكريًا بالنظام الإيراني وتتلقى أوامرها بشكل مباشر من “طهران”؛ لذا فسيكون من الصعب جدًا على “عبدالمهدي” تنفيذ قراره ضد الميليشيات المسلحة نظرًا لولائها لـ”إيران”.

ومما لا شك فيه أن قادة “الولايات المتحدة” والدول العربية؛ سعداء بقرار “عبدالمهدي” ضد الميليشيات الشيعية، لكنهم يتناسون استحالة تنفيذ ذلك القرار دون موافقة “إيران”.

العراقيون يقدسون الميليشيات..

كانت ميليشيات “الحشد الشعبي” قد تأسست في “العراق”، في صيف عام 2014، بعد دعوة أعلى مرجعية شيعية في “العراق”، وهو؛ آية الله “علي السيستاني”، للمتطوعين لمحاربة تنظيم الدولة، (داعش)، بعد أن  سيطر على قرابة ثلث مساحة البلاد واحتل “الموصل”، التي تُعد ثاني أكبر المدن العراقية.

وبعد النصر الذي تحقق على تنظيم (داعش)؛ أصبح العراقيون ينظرون لتلك الميليشيات بشيء من القداسة، لأنها حمت الأغلبية الشيعية من الخطر السُني المتمثل في تنظيم (داعش). ومنذ ذلك النصر تزايد النفوذ السياسي للميليشيات على الرغم من المطالبات الأميركية بتفكيكها ونزع سلاحها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب