“عبدالفتاح مورو” .. “النهضة” يجب أن يكون نموذجًا للتيارات الإسلامية في المنطقة !

“عبدالفتاح مورو” .. “النهضة” يجب أن يكون نموذجًا للتيارات الإسلامية في المنطقة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

ينتظر العالم ثاني انتخابات رئاسية تجريها “تونس” بعد ثورة 2011، وسط منافسة محتدمة بين 26 مرشحًا يمثلون تيارات سياسية وأحزاب وبعضهم مستقلين، بينما يتنامى القلق من إمكانية أن يؤدي هذا العدد إلى تشتيت الناخبين وخلق حالة من التوتر السياسي والشعبي نتيجة صعوبة تقييم الثقل الانتخابي لكل مرشح، بينما يرجح محللون أن “تونس” قد تحتاج إلى إجراء جولة ثانية.

وكان يفترض إجراء الانتخابات، في 17 و24 تشرين ثان/نوفمبر 2019، لكن وفاة الرئيس، “الباجي قايد السبسي”، أدت إلى تقديم موعدها وفقًا لبنود الدستور التي تنص على عدم جواز خلو منصب الرئيس لمدة تزيد عن 90 يومًا، لذا تقرر إنعقادها، في 15 أيلول/سبتمبر الجاري، وإذا أحتاج الأمر إلى إجراء جولة ثانية؛ فإنه يجب أن يتم ذلك قبل حلول الثالث من تشرين ثان.

من بين أبرز المرشحين، رئيس مجلس النواب التونسي المؤقت، “عبدالفتاح مورو”، وهو مرشح “حزب النهضة الإسلامي”.. أجرت صحيفة (البايس) الإسبانية حوارًا معه حول الوضع السياسي الراهن في البلاد وتوقعاته بشأن الانتخابات؛ وأبرز التحديات التي على الرئيس الجديد مواجهتها.

وذكرت الصحيفة، في مقدمة الحوار، أن “مورو” استقبل مراسلها ببشاشة بالغة، وهو يقرأ أبياتًا من الشعر باللغة الإسبانية، وأغنية للأطفال بالألمانية، ويتميز “مورو” بإحتفاظه باللباس التقليدي، وله شهرة واسعة بين التونسيين بسبب تأييده لانفتاح الحزب، لذا فإن اختياره ليكون أول مرشح للحزب تم بعناية ورغبة كبيرة في الحصول على أكبر نسبة من الأصوات، ويتوقع محللون أن يصل “مورو” إلى الجولة الثانية..

مخلفات حكومات “اليوم بيوم” !

“البايس” : ما هي أبرز الأولويات التي على الرئيس المُقبل وضعها في الاعتبار ؟

“مورو” : بداية.. يجب الوضع في الاعتبار أن “تونس”، جمهورية برلمانية، تتبع النظام شبه الرئاسي، وأعتقد أن دوري سيكون إنشاء مؤسسات مشاورة يدعمها خبراء يتخصصون في دراسة واقتراح برنامج من أجل مستقبل البلاد، إذ تعاني “تونس” من مشكلات اقتصادية واجتماعية خطيرة، ويرجع أحد أسبابها إلى أن الحكومات التي أعقبت الثورة ركزت على إدارة اليوم بيومه، ولم يفكر أي منها في حلول على المدى البعيد، ومن جانب آخر، تكمن المشكلة أيضًا في “قانون الانتخابات”؛ الذي ينظم الانتخابات التشريعية، إذ لا تفضي إلى خروج أغلبية سياسية واضحة، ويؤدي هذا الأمر إلى عدم استقرار الحكومات، لقد تم تعيين 270 وزير منذ عام 2011.

دوري “الجسر” و”الناصح” في السياسة الخارجية..

“البايس” : ما هي نظرتك للسياسة الخارجية في “الجمهورية التونسية”، إذا ما أصبحت رئيسًا لها ؟

“مورو” : لدينا شريك مهم في الشمال هي “أوروبا”، وآخر شديد الأهمية في الجنوب؛ “إفريقيا”، أعتقد أن على “تونس” لعب دور الجسر الذي يربط القارتين ببعضهما.

“البايس” : ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه “تونس” تجاه جيرانها.. خاصة “ليبيا” و”الجزائر” ؟

“مورو” : أعتقد أن على “تونس” العمل من أجل دفع الفصائل المختلفة إلى الحوار مع بعضها البعض، دون إتخاذ موقف أي منها، من بين أهدافنا أن يحصل جيراننا على الاستقرار، لكن لا ننتوي إعطاءهم دروس حول كيف يمكنهم تحقيق ذلك، لأن النموذج التونسي غير قابل للنسخ أو التعميم على دول أخرى بالمنطقة، إذ تعتبر الديموقراطية نتاج التوازن بين القوى، لقد عرفنا طريقنا من خلال الحوار بين الإسلاميين وغيرهم من الأحزاب، لأن الجيش لم يكن يتدخل.

“النهضة” نموذج للتيارات الإسلامية بكل المنطقة..

“البايس” : هل ترى أن حزب “النهضة” يمكن اعتباره نموذجًا للتيارات الإسلامية في المنطقة ؟

“مورو” : نعم.. هذا ما يجب أن يكون، إن الدول تختلف عن الأحزاب، ويجب أن تدرك تلك الأحزاب أن كونها إسلامية لا يتعارض مع احترام الديموقراطية، وأن الحكومات لا تجبر الأشخاص على طريقة معينة للباس.

“البايس” : كيف ترى اعتقال المرشح المنافس، “نبيل قروي” ؟

“مورو” : لقد أقلقني الخبر، كنت من أوائل الأشخاص الذين أكدوا على تأييدهم لاحترام الأحكام القضائية، لكن التداخل بين السياسة والقضاء أمر خطير، ويقلقني كثيرًا ما قد يترتب على ذلك.

“البايس” : كيف مرت عملية اختيارك داخل حزب “النهضة” لتكون مرشحه ؟

“مورو” : لم أقدم على ترشيح نفسي أبدًا، كما أنني منذ أكثر من 3 أعوام لا أتولى أية مناصب داخل الحزب، ببساطة اتصل بي الأمين العام، “راشد الغنوشي”، وأخبرني بأنه قد تم اختياري لأكون مرشح “النهضة” في الانتخابات، إنه لشرف لي، وتؤكد هذه العملية على احترام الحزب للديموقراطية، لأنه لم يجبروني على تغيير أيًا من قراراتي؛ رغم أنهم يعلمون أنني كثيرًا ما أختلف معهم.

“البايس” : ما هي أوجه تلك الاختلافات، هل لها علاقة بالإتجاه إلى الإعتدال ؟

“مورو” : لا أعرف بالضبط ماذا تعني بالإتجاه إلى الإعتدال، ولكنني كثيرًا ما اختلفت مع قيادات حزب “النهضة”، وعلى سبيل المثال كنت أرى، منذ 2011، أننا لسنا مستعدون لتولي الحكم، ومنذ أواخر الستينيات أعارض من يدعون إلى تطبيق الشريعة.

“النهضة” والانتخابات..

“البايس” : هناك من يؤكد أن “النهضة” لا يرغب في الفوز في الانتخابات الرئاسية؛ وإنما يضع عينه على التشريعية.. ما رأيك ؟

“مورو” : لا أعرف.. لكنني بالفعل أرغب في إحراز الفوز، وأرى أنه إذا حصلنا على نتائج سيئة في الانتخابات المقبلة؛ فإننا سوف نخسر في التشريعية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة