“عبدالرضا فرجي راد” : دول المنطقة ذكية وستقف أمام الأحداث التالية !

“عبدالرضا فرجي راد” : دول المنطقة ذكية وستقف أمام الأحداث التالية !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تسارع التطورات بشكلٍ فاق التصورات أدى إلى سقوط الحكومة السورية، وربما لو كان أحد قد تحدث قبل نحو شهر عن اندلاع مثل هذه التطورات وسقوط الرئيس السوري، لما صدق أحد ولقال: يستحيل حدوث ذلك في ظل حالة الاستقرار التي تشهدها “سورية”، إلا أن فصائل المعارضة السورية من (تحرير الشام) وحتى (الجيش الحر) أو (جبهة النصرة سابقًا)، وغيرها من الفصائل التي تمكنت بدعم تركي وغربي من السيطرة على المدن الكبرى والاستراتيجية السورية مثل: “حلب، وإدلب، وحماة، وحمص، ودرعا”، وأخيرًا “دمشق”، واسقاط حكم “أسرة الأسد”، والذي امتد مدة خمسة وخمسين عامًا.

والسؤال الآن لا يتعلق بمصير “بشار”؛ وإنما أسباب عزوف الدول الداعمة له عن حمايته ؟ ولماذا تخلت دول (محور المقاومة) مثل: “العراق، ولبنان”، أو غيرها من الدول العربية مثل: “السعودية ومصر”، عن “بشار” ؟

وللحديث عن التطورات السورية، وسقوط “بشار” ومستقبل “سورية”، وتأثير الدول الإقليمية وفوق الإقليمية، التقت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية؛ “عبدالرضا فرجي راد”، المحلل السياسي والسفير الإيراني الأسبق في “النرويج”، في الحوار التالي…

أسباب السقوط السريع..

“آرمان ملي” : التطورات السورية كانت سريعة جدًا؛ بحيث سقطت حكومة “بشار” في مدة أقل من أسبوع، ما الأسباب الأساسية التي أدت إلى سقوطه على هذا النحو ؟

“عبدالرضا فرجي راد” : هجوم السابع من تشرين أول/أكتوبر، وأحداث “لبنان” لعبت دورًا أساسيًا في هذه المسألة.

بمعنى أن (حزب الله)؛ باعتباره الوجه الأساس للمقاومة، وانشغاله في “لبنان”، وكذلك تركيز “إيران” على “لبنان”، من جُملة الأسباب التي يمُكن أن تكون قد لعبت دورًا مؤثرًا في هذه التطورات.

لقد تسببت الأحداث اللبنانية، في استفادة “إسرائيل” من القرار (1701) واستكمال مسّار فصل “لبنان” عن “سورية”.

و”الولايات المتحدة” تقف بالطبع خلف “إسرائيل”، وقد وصل كلاهما إلى نتيجة مفادها لو أنه لا يمكن أن تشعر “إسرائيل” بالأمان من جانب “لبنان” دون فصلها عن “سورية”، لذلك كانوا يضغطون على “بشار”؛ الذي أجاب بشكلٍ إيجابي على الوسيط الإماراتي. وبالفعل بدأ ينأى بنفسه تدريجيًا عن “جبهة المقاومة” بحسّب الاتفاق مع “الولايات المتحدة”، وأثبت أنه يُريد العودة إلى الدول العربية، والاستفادة من مساعداتها.

بالنسبة للجانب التركي الذي يحمل حقدًا على “بشار”؛ فقد طلب “رجب طيب إردوغان”، قبل عام أو اثنين إجراء لقاء مع نظيره السوري الذي رفض الطلب، وقال: “يتعين على أنقرة أولًا سحب قواتها من سورية”.

وبالنهاية كانت “تركيا” قد قامت بتدريب فصائل المعارضة السورية بانتظار الفرصة التي تهيأت واستغلتها “تركيا”.

دور الدول العربية والصراع القادم..

“آرمان ملي” : بعد الأحداث الميدانية في “سورية”، كيف تُقييّم دور القوى الإقليمية؛ لا سيما “تركيا” والدول العربية ؟

“عبدالرضا فرجي راد” : لا أعتقد أن الدول العربية تُفضل سيّطرة “تركيا” على “سورية”. صحيح أن الدول العربية تتبنى نفس تفكير “تركيا، وأميركا، وإسرائيل”، ولا تُريد فتح الطريق “السوري-اللبناني” وتدعيم (محور المقاومة)، لكنها لا تُحبذ في المرحلة الثانية من العملية أن تسيَّطر “تركيا” على “سورية”.

لذلك كانت وتيرة العملية سريعة جدًا، من جهة أخرى كان وضع الاقتصاد السوري كارثيًا، ما حال دون دفع رواتب العناصر الأمنية، أو تدني رواتب الكثيرين، ومن ثم تكاسلوا عن الدفاع عن الدولة. وأتصور أنهم اشتغلوا على الكثير من القيادات؛ لا سيّما القريبة من مدن “حلب وإدلب”.

وقد أثر سقوط “حلب”؛ باعتبارها أكبر المدن السورية، على القطاعات العسكرية في المدن السورية الأخرى. وبدأ السيد “أبو محمد الجولاني”؛ قائد المتمردين، مسارًا بتوجيه تركي، وهو يتمتع بلسان ناعم، فاستشعر العسكريون أنه لن يصيبهم سوء حال سقط النظام.

وعليه فقد تضافرت مجموعة من العوامل المختلفة، والتي ساهمت في سقوط “سورية”. كذلك فقد كان للقوى الدولية والإقليمية دور في هذا الموضوع، وقد أحب الجميع إجراء تغييرات جيوسياسية على المنطقة، وكذلك أرادات “إسرائيل”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة