خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
نشر موقع (نيوز وان) العبري مقالاً للكاتب الإسرائيلي، “يوني بن مناحم”، هاجم فيه سياسة الرئيس الفلسطيني، “محمود عباس”، زاعماً أنه يتبنى سياسة الأرض المحروقة في “قطاع غزة”؛ حتى يتخلص من “حركة حماس” ويُحبط “صفقة القرن”، التي يُعدها الرئيس “دونالد ترامب”.
مصر تريد “دحلان” رئيساً للسلطة الفلسطينية..
يقول “بن مناحم” إن مصر لم تندهش من خطاب “عباس”، في الـ 19 من الشهر الجاري، والذي اتهم فيه “حركة حماس” بالمسؤولية عن محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني، “رامي الحمدالله”، مُعلناً أنه سيفرض عقوبات جديدة على “قطاع غزة”.
وأضاف أن مسؤولين كبار في المخابرات المصرية حاولوا، دون جدوى، إقناع رئيس السلطة الفلسطينية بعدم الإعلان عن ذلك. ويزعم الكاتب الإسرائيلي أن “عباس” يبدي غضبه من الموقف المصري, حيث يرى أن عملية المصالحة بين حركتي “حماس” و”فتح” هي بمثابة فخ مصري لإعادة خصمه اللدود، “محمد دحلان”، من الباب الخلفي إلى صدارة المشهد السياسي الفلسطيني؛ كي يصبح لاحقاً رئيساً لـ”السلطة الفلسطينية”.
السلطة الفلسطينية والأردن في خندق واحد..
بحسب “بن مناحم”؛ فقد أعلنت مصادر تابعة لقيادة السلطة الفلسطينية، في 19 آذار/مارس الحالي، أن مسؤولين مصريين اتصلوا هاتفياً بـ”عباس”، بعد خطابه الأخير، وطالبوه بعدم فرض عقوبات جديدة على “قطاع غزة” بسبب التداعيات الخطيرة المترتبة على ذلك، ولقد أصغى “عباس” للمطلب المصري؛ لكنه لم يعد بشيء.
ويحذر المسؤولون المصريون من أنه إذا أفسد “عباس” العلاقات مع مصر، فقد يؤثر ذلك على القرارات التي ستُسفر عنها “القمة العربية”، التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية، في الـ 15 من نيسان/إبريل المقبل.
يُذكر أن السلطة الفلسطينية والأردن قد اتفقتا على تبني إستراتيجية مشتركة ضد “صفقة القرن”، التي يُعدها الرئيس “ترامب”، وهما تتوقعان أن تدعمهما الدول العربية من خلال القرارات التي سيُصدرها “مؤتمر القمة”.
القاهرة تواصل مساعي الوساطة..
على أية حال، فقد قررت “المخابرات المصرية” استئناف محادثات المصالحة في القاهرة مع وفدي حركتي “فتح” و”حماس”، اللذين سيتوجهان للعاصمة المصرية خلال الأيام القليلة المقبلة. وكان “أشرف أبو الهول”، رئيس القسم السياسي في صحيفة (الأهرام)؛ الناطقة بلسان الحكومة المصرية, قد قال إنه لا يمكن أن تفشل المصالحة الفلسطينية بسبب خطاب أو موقف ما.
وتسعى “مصر” دوماً لبذل كل ما في وسعها حتى لا تنفجر الأوضاع في “قطاع غزة”, رغم قلة فرص النجاح. وكان خطاب رئيس السلطة الفلسطينية، “عباس”، بمثابة قنبلة قوية أفسدت الأجواء وتسببت في تنامي حالة اليأس والقلق لدى أهالي “غزة”.
“عباس” لا يريد المصالحة..
يرى “بن مناحم” أن ما من أحد من سكان المناطق الفلسطينية أعتقد أن عملية المصالحة ستُكلل بالنجاح، ولكن مجرد استمرار المحادثات حول ذلك أدى إلى تحسن طفيف في الأجواء بين “فتح” و”حماس”, ولكن الآن فحتى ذلك قد تلاشى. إن محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء الفلسطيني، “رامي حمدالله”، كانت بمثابة ضربة قاصمة لعملية المصالحة، لكن خطاب “عباس” قد بدد المصالحة تماماً. ومعلوم أن “عباس” لا يريد المصالحة، أو كما قال “عبدالحميد المصري”، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة “فتح”، إن “أمنية عباس هي أن تغرق غزة في البحر, بالضبط كما كانت أُمنية «إسحاق رابين» وربما أشد”.
لقد توحدت الفصائل الفلسطينية في “قطاع غزة” حول موقف “حماس”، وأصدرت بياناً يدعو بإسقاط شرعية “عباس” ورفض إختطافه “السلطة الفلسطينية” ومؤسساتها وهيمنته على القرارات الوطنية. كما وصفت تلك الفصائل الاتهامات التي أطلقها “عباس” ضد حركة “حماس” بأنها “غير مسؤولة” وتتناغم مع ” صفقة القرن” التي تصيغها الإدارة الأميركية.
وإذا ما نفذ “محمود عباس” تهديداته وفرض عقوبات جديدة على “قطاع غزة”؛ فإنه بذلك سيدفع القطاع سريعاً إلى أزمة إنسانية, وسينفجر الوضع في وجه إسرائيل. وربما يكون “عباس” يقصد ذلك، فلعله يريد أن يتخلص من حركة “حماس”, وتلك أيضا هي الوسيلة، من وجهة نظره، لإفشال الخطة السياسية الجديدة للرئيس “ترامب” عبر تصعيد الوضع الأمني في “قطاع غزة”.
التصعيد في غزة يهدد استقرار مصر..
تخشى مصر بشدة من اندلاع التصعيد الأمني في “قطاع غزة”؛ لانه قد يزعزع استقرارها الداخلي، لذلك تسارع القاهرة لإخماد الغضب الذي أشعله خطاب “عباس”. وتلتزم مصر الحيطة والحذر، حيث تمتنع عن اتهام “السلطة الفلسطينية” أو “حماس” بإفشال عملية المصالحة، لأنها تريد الحفاظ على علاقات جيدة مع الطرفين؛ حتى يمكنها مواصلة عملية الوساطة.
وختاماً يرى الكاتب الإسرائيلي أن المسؤولين المقربين من “عباس” عليهم دور مهم في السعي لحثه على إتخاذ مواقف مُعتدلة, وهناك مسؤولون في حركة “فتح” غير راضين عن تصعيد موقف “عباس” تجاه “قطاع غزة”، لكنهم يخشون الإعتراض عليه، فبعضهم يتنافسون على تولي منصبه من بعده, وبالطبع فإن منصب رئيس السلطة الفلسطينية أكثر أهمية لهم من المصلحة الوطنية ومن مصير “قطاع غزة”.