عام على تحرير “القائم” .. مخاوف من توسعات داعشية على الحدود “العراقية-السورية” مازالت حاضرة !

عام على تحرير “القائم” .. مخاوف من توسعات داعشية على الحدود “العراقية-السورية” مازالت حاضرة !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مع مطلع تشرين ثان/نوفمبر المقبل، يكون قد مضى عام على تحرير أهم مدن “العراق” وأبرزها بمحاذاة الجارة “سوريا”، من سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي، الذي كان يتخذها وكرًا رئيسًا وأخيرًا لأهم قادته وعناصره ما بين البلدين.

إلا أنه في نفس ذكرى تحريرها، دعت “وزارة الدفاع العراقية”، إلى تضييق الخناق على عناصر تنظيم (داعش)، ومنع تسللهم من الأراضي السورية إليها.

وكانت “القوات العراقية” قد حررت، “قضاء القائم”، بالكامل من سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي، في مطلع تشرين ثان/نوفمبر عام 2017، ضمن عمليات إستعادة مناطق أعالي “الفرات”، غربي “الأنبار”.

وحينها أعلن رئيس الوزراء العراقي، السابق، “حيدر العبادي”، في 9 كانون أول/ديسمبر العام الماضي، تحرير الأنبار “المحافظة التي تشكل وحدها ثلث مساحة البلاد”، من سيطرة (داعش) الإرهابي وصولاً إلى الحدود السورية.

ويقع “قضاء القائم”، الذي كان يُعتبر أحد أخطر معاقل تنظيم (داعش)، على بعد نحو 400 كم شمال غرب “بغداد” بالقرب من الحدود السورية وعلى طول “نهر الفرات”.

عودة معظم النازحين..

والآن عادت أكثر من 60% من العائلات التي نزحت إثر استيلاء (داعش) الإرهابي على “قضاء القائم”، في غرب العراق – الحدودي مع الأراضي السورية، منذ عام 2014، بالرغم من المعوقات التي لم يعد بسببها البعض من النازحين.

وكشف قائممقام “قضاء القائم”، غربي محافظة الأنبار، “أحمد جديان”، عن عودة ما يقارب 65% من العائلات النازحة إلى مناطقها في القضاء.

وأضاف “جديان”؛ أما النسبة المتبقية، لم تعد لأسباب عدة منها، عدم عودة خدمة الطاقة الكهربائية الوطنية إلى القائم حتى الآن، والآخر والذي يتحمل وزره وزير التربية السابق، كونه أعطى استثناءات كبيرة للمعلمين والمدرسين النازحين وعدد ألف معلم، ولم يعودوا إلى القضاء، لذلك العائلات متخوفة على مستقبل أبنائها ولم تعود إلا بوجود الكوادر التدريسية الكافية.

وعن عدد المدارس التي افتتحت للعام الدراسي الحالي، في “القائم”، أخبرنا “جديان”، بأن المفتوحة بالنسبة للمرحلة الابتدائية بلغت 103 مدرسة، أما للثانوية 34 مدرسة في مختلف مناطق القضاء.

الحدود مؤمنة.. وانتشار عسكري مكثف..

وأكد “جديان” على تأمين الحدود؛ “.. هي مؤمنة وممسوكة بالكامل من قِبل قطاعات الجيش العراقي، وقوات حرس الحدود، والحشد الشعبي، لمنع أي محاولات تسلل لعناصر من تنظيم (داعش) الإرهابي من المناطق السورية التي لم تُحرر بعد”.

وأوضح “جديان”؛ سبب الانتشار العسكري المكثف للقوات العراقية، قرب “القائم”، قائلاً: “الانتشار ليس على الحدود “العراقية-السورية”، فهي ممسوكة بقوة من القوات التي ذكرتها سلفًا، لكن بين فترة وأخرى تحصل فعاليات وممارسات في صحراء القائم، لذلك يحصل الانتشار الكثيف، ولم يحصل أي تسلل أو خرق أمني”.

وأختتم قائممقام “قضاء القائم”، بالتنويه إلى أن العمل لازال جارٍ على إنجاز السور الأمني، المكون من صبات الكونكريت والتلال الترابية والأبراج، بين الحدود مع “سوريا”، في المنطقة الواقعة شمال “نهر الفرات”، تحديدًا بمنطقة “الجزيرة”، وأن نسب الإنجاز، حسب المعلومات المتوفرة، وصلت إلى 40%.

الحرب على “داعش” أولوية..

بعد توليه مهام منصبه؛ أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، على أولوية الحرب على عصابات (داعش) الإرهابية.

وذكر بيان لمكتبه صدر، الأحد 28 تشرين أول/أكتوبر 2018، أن “عبدالمهدي” قال: إن “البلد حقق انتصارات كبيرة في حربه على (القاعدة) ثم (داعش)، لكنه ما زال يخوض حربًا شرسة ضد بقايا الإرهاب السرطانية، داعيًا الدول الصديقة إلى مساندة العراق في حربه ضد الإرهاب وفي دعم اقتصاده، لأنه لا يدافع عن أمن مواطنيه فقط؛ إنما عن أمن العالم بأسره”، مشددًا على أن هذه الحرب تبقى أولوية لدى الحكومة العراقية، وأنه لا يمكن عزلها عن أولويات التنمية والديمقراطية وحقوق المواطنين.

وأشاد “عبدالمهدي” بالدور التاريخي الذي لعبته فتوى المرجعية الرشيدة في تعبئة الشعب لمساندة القوات المسلحة، قائلاً: “إن المساندة التي حصلت عليها القوات المسلحة من الحشد الشعبي والبيشمركة والقوات الشعبية الأخرى؛ هي التي مكنت قواتنا المسلحة من الحصول على الفرصة لإعادة البناء والهيكلة والتعبئة في الحرب ضد (داعش)، وأن جميع القوات العراقية هي تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة”.

ساحة الإرهاب مع “سوريا” مشتركة..

وخلال زيارة لمقر قيادة العمليات المشتركة، الاثنين 29 تشرين أول/أكتوبر 2018، أعلن “عبدالمهدي” أن ساحة الإرهاب مع “سوريا” مشتركة بالنسبة للعدو، “وعلينا تأمين حدودنا بشكل كامل”.

وأضاف بيان المكتب الإعلامي؛ أن “عبدالمهدي”، خلال عقده اجتماعًا بالقيادات الأمنية والعسكرية، استمع من خلاله إلى عرض مفصّل عن الخطط الأمنية، إضافة إلى الأوضاع الأمنية وتأمين الحدود العراقية السورية.

عبدالمهدي” أمام اختبار..

في الوقت ذاته؛ دعا النائب عن محافظة الأنبار، “محمد الكربولي”، رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، لتحرك سريع وحازم ينهي خطر (داعش) على حدود “العراق” الغربية.

قائلاً “الكربولي”، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر): أن “التراخي في التصدي لتهديد (داعش) على حدود العراق الغربية، يجعل مدننا المدمرة وأهلنا في مرمى النزوح مرة أخرى”.

وأكد على أن “القائد العام للقوات المسلحة، (عادل عبدالمهدي)، أمام اختبار التعامل بحزم لدرء هذا الخطر عن العراق”.

وسط هذه الإحتياطات الحكومية، يحذر خبراء أمنيون وإستراتيجيون، من تنامي نشاط (داعش) في كثير من المناطق داخل “العراق” وصولاً إلى الحدود السورية.

نشاط داعشي بسبب عدم السيطرة على الحدود..

وقال الخبير الأمني، “فاضل أبورغيف”؛ إن “هناك نشاطًا واضحًا لتنظيم (داعش)، خصوصًا في سلسلة جبال حمرين ومرتفعات بادوش وحوض العظيم والمناطق الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين، فضلاً عن مناطق تابعة إلى الجانب الأيسر من الشرقاط” .

مضيفًا: أن “هناك نشاطًا أيضًا لتنظيم (داعش) في المناطق الغربية من صحارى نينوى؛ مثل الحضر والقيروان وتلعفر”، مبينًا: أن “الحدود ليس مسيطرًا عليها بشكل كامل، مما يسهل على التنظيم أن يتجول في بعض المناطق”.

الحدود “العراقية-السورية” لازالت مأوى للمتطرفين الأجانب..

من جهته؛ أكد الخبير المختص بشؤون الجماعات المسلحة، “هشام الهاشمي”، أن “الخوف ينتشر على جانبي الطريق الدولي الذي يربط العراق بالأردن وسوريا؛ وصولاً إلى الحدود؛ حيث باتت تتوسع عمليات الأشباح الداعشية وعمليات الكواتم والعبوات اللاصقة والاغتيالات المتكررة”.

مضيفًا: أن “أبناء عشائر قرى الحدود هجروا من بيوتهم، منذ شهور طويلة، ويقضون معظم أوقاتهم في واجبات المرابطة على أطراف القرى التي تحيط بها الصحراء من كل الجهات؛ حيث أصبحت الحدود منطقة عسكرية لقوات متعددة الجنسيات، بالإضافة إلى القوات العراقية بصنوفها كافة”، موضحًا: أن “العوائل التي رجعت من مخيمات ومناطق النزوح تعتقد أن نهاية التطرّف لا تزال بعيدة”.

وأكد على أن “للعراق حدودًا مع سوريا على طول 605 كيلومترات، في غرب نينوى والأنبار، وتجاورها مناطق صراع متعدد الجنسيات والثقافات في الشرق السوري، وهي الحدود الأكثر هشاشة، ومن جهة أخرى؛ قرى الحدود بين العراق وسوريا كانت ولا تزال مأوى لعدد من المقاتلين الأجانب، الغالبية العظمى منهم متطرفون تكفيريون قد جاءوا من 101 جنسية للعراق، ومن 64 جنسية في سوريا، وصنعوا من مناطق الحدود معسكرات ومقرات للتعليم ومراكز للقيادة والإدارة”.

وتابع “الهاشمي”: أن “الحدود تاريخيًا إرتبطت بنشأة (القاعدة) في العراق، أيام أبومصعب الزرقاوي، الذي كانت بداياته في جزيرة راوة، ومن ثم أبوحمزة المهاجر؛ الذي إتخذ من الرمانة مقرًا له، وأبوبكر البغدادي؛ الذي جعل من البادية الغربية عاصمته السرية، وأيضًا كانت ملاذًا لكثير من التنظيمات المسلحة المتنوعة، كما تظهر اتساع المناطق الحدودية وتعقيد مناخها وتنوع تضاريسها وتعدد ثرواتها بوصفها هدفًا جاذب للتنظيمات المتطرفة”.

موضحًا: أن “التحدي لا يزال قائمًا شمال نهر الفرات وفي صحراء الأنبار جنوب نهر الفرات؛ بل أخذ يتوسع ويرتفع إلى درجات عالية من الخطر، خصوصًا بعد انسحاب (قوات سوريا الديمقراطية) من الحدود السوري،ة وأصبح (داعش) من جديد على الحدود العراقية في تهديد جديد لمسافة 268 كلم”.

تحديات مكافحة الإرهاب على الحدود..

وأشار “الهاشمي”، إلى أن إجراءات مكافحة الإرهاب على الحدود العراقية تواجه عددًا من التحديات والعقبات التي قد تعرقل جهود القيادة العراقية لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية، التي تهدد محافظات “نينوى وصلاح الدين والأنبار وكربلاء والنجف”.

موضحًا؛ بأنها تعاني مع تردي المعدات والتقنيات الخاصة بـ”قوات حرس الحدود”، وعدم قدرة “بغداد” لوحدها على الخروج من هذه الأزمة.

وتابع “الهاشمي”، بأن خطر عودة الإرهاب كعصابات متمردة لقطع الطريق ومهاجمة أطراف المدن والقرى موجودة، والذين يمثلون أولى التحديات التي تواجه جهود المؤسسات الأمنية والعسكرية الخاصة بمكافحة إرهاب الحدود، مشيرًا إلى أنه يمكن تقدير أعداد فلول (داعش) في مناطق البادية العراقية وجنوب “نينوى” إلى حوالي 800 داعشي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة