12 مارس، 2024 9:21 ص
Search
Close this search box.

عام على “السترات الصفراء” .. كيف أخفقت وما الذي حققته ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بعد مرور عام على اندلاع حراك “أصحاب السترات الصفراء”؛ تراجعت قوتها في الشارع ولم تُعد قادرة سوى على حصد بضع آلاف من المتظاهرين في السبت من كل أسبوع، لكن الحركة عانت كثيرًا منذ فشلها في دخول الحياة السياسية بعد الهزيمة الهائلة التي منيت بها القائمتين المنبثقتين عنها في الانتخابات، التي أُجريت في آيار/مايو الماضي، كما أن جزءًا من الشعب بات يرى أنها حركة تدعو إلى العنف، يأتي كل هذا إلى جانب أن مطالباتها الطموحة بعيدة عن التنفيذ، بحسب صحيفة (البايس) الإسبانية.

“ماكرون” استفاد من “السترات الصفراء”..

ذكرت الصحيفة الإسبانية أن، اليوم، في الذكرى الأولى لإنطلاق أول فعاليات حركة “أصحاب السترات الصفراء” التي مثلت غضب أبناء الطبقات الوسطى، التي تعاني من الفقر، وسكان المدن والأحياء المهملة، يبدو أن الحراك الذي بدأ، في 17 تشرين أول/نوفمبر من العام الماضي، بات جزءًا من الماضي، وأن “فرنسا” بالفعل استطاعت قلب تلك الصفحة، وأن من دعموا وشاركوا في المظاهرات والاحتجاجات حققوا انتصارًا أخلاقيًا في معركة لم تنته.

وتمكنت الحركة، خلال الأسابيع الأولى التي شهدت إنطلاقها في الشوارع؛ من إجبار الرئيس، “إيمانويل ماكرون”، على التراجع عن قرارات رفع أسعار الوقود، التي كانت الشرارة لخروج المظاهرات، ووصل نجاح الحراك أيضًا إلى إعلان الرئيس تخصيص 17 مليون يورو للمساعدات وخفض الضرائب، إلى جانب الدعوة إلى حوار وطني موسع للتعرف على مطالب المواطنين، وخرج “ماكرون” أيضًا مستفيدًا إذ أظهر تواضعًا وتعاطفًا مع من أرادوا الإطاحة به، وصرح لمجلة (تايم) بأن: “بطريقة ما، كانت أصحاب السترات الصفراء أمرًا جيدًا بالنسبة لي، لقد ذكروني بما يجب أن أكون عليه”.

الحركة أنبثقت بسبب أزمة..

ويرى مدير مؤسسة “فوندابول” الفرنسية للإبتكار السياسي، “دومينيك رينيه”، أن حركة “السترات الصفراء” تشير إلى أزمة في العمق، وأوضح: “لم يعد أحد قادرًا على التعبير عن الصراعات السياسية من خلال القنوات الكلاسيكية مثل النقابات والأحزاب، والمجتمع الفرنسي يواجه عدد من المشكلات متعلقة بالقضايا الديموغرافية وتوزيع الثروات والحصول على الخدمات والضغط الضريبي، وهذه الظاهرة أدت إلى ظهور حركة السترات الصفراء، وسوف تستمر في إفراز حركات أخرى، رغم أن السترات الصفراء لم تنته، بل قد تعود من جديد بنفس الاسم أو بأسماء أخرى بشكل أو بآخر”.

وأضاف “رينيه” أن: “ظهور الحركة بشكل مفاجيء وكونها غير تابعة لأي منظمة وليس لها هيكل تنظيمي أو برنامج، جعلها تتمكن من تحقيق ما لم تصل إليه النقابات والأحزاب، لقد أجبروا الأجندة السياسية والإعلامية” على الإستماع إليهم.

استمرار الحراك أصبح حتميًا..

بينما يرى الكاتب الفرنسي، “كريستوف غيلوي”، أنه لا يجب تحليل نتائج الحراك بحسب مؤشرات علمية، مشيرًا إلى أنه على المدى البعيد لم يُعد ممكنًا إنكار تواجد هذه الطبقات التي تعيش في ظل تلك الحالة الاقتصادية الاجتماعية، ويعتقد “غيلوي” أنه لا يمكن القضاء على هذه الحركة، مشيرًا إلى أنها: “سوف تستمر، بشكل أو بآخر، وسوف نرى كيف”، وأضاف أنه يجب النظر إليها ليس فقط على أساس كونها حركة اجتماعية وإنما ثقافية وجودية.

وذكر أيضًا أن نجاح “السترات الصفراء” كان ثقافيًا إزاء “فرنسا ذات الطبقات العليا البرجوازية والنخبة”، لأنها أدت إلى ظهور كتلة كانت قد اختفت و”ماكرون” أدرك تمامًا ما يراه بعينيه، ولم يُعد في الإمكان إظهار أن هؤلاء الناس غير موجودين.

العنف وتخوفات الحكومة..

لكن لا يمكن إغفال أيضًا العنف الذي أرتبط بهذه الحركة، وخلال عام يحاكم 3100 متظاهر، حُكم على 600 منهم بالسجن، وتتم ملاحقة 474 آخرين، بينما وصل عدد المصابين من صفوف الشرطة إلى 1268 شخصًا ومن المتظاهرين إلى 2448، ويتوقع خروج المئات إلى الميداين، السبت المقبل، لإحياء ذكرى بداية الحراك، كما تخشى الحكومة من المظاهرات التي تتم الدعوة لها، يوم الخميس الموافق الخامس من كانون أول/ديسمبر المقبل؛ للإعتراض على بعض القرارات التي صدرت مؤخرًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب