20 أبريل، 2024 3:39 ص
Search
Close this search box.

عامان على الاتفاق النووي .. إيران أقوى من أي وقت مضى !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

نشر موقع “نيوز وان” الإسرائيلي مقالاً تحليلياً للكاتب والباحث السياسي “أريئيل ليفين” يناقش فيه أسباب تنامي النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وبخاصة بعد توقيع الاتفاق النووي مع القوى العظمى، كما يتناول الجهود الأميركية للحد من ذلك النفوذ، ثم يخلص إلى أن التخاذل الأميركي هو السبب في استمرار النفوذ الإيراني.

إيران أقوى من ذي قبل..

يوضح “ليفين” في بداية تحليله: بانه “بعد مرور عامين على توقيع الاتفاق النووي بين القوى العالمية وإيران، تبين أن النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط بات أقوى من أي وقت مضى منذ نجاح الثورة الخمينية عام 1979. وبالرغم من أن ذلك يتعارض مع أحد المواثيق الموقعة ضمن الاتفاق والذي ينص على أنه ينبغي على إيران أن تقلص من نفوذها الإقليمي في حال وافقت على التخلي عن برنامج الأسلحة النووية، إلا أن شركة “صوفان جروب” الأميركية, المختصة في الاستشارات والتحليلات الاستراتيجية, قالت في دراسة نشرتها الأسبوع الماضي إن قرار طهران بالتفاوض بشأن قدراتها النووية, ولو مؤقتاً, لم يكن سوى مناورة لكي تصبح لاعباً إقليمياً أكثر قبولاً”.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن النشاط الدبلوماسي الإيراني الذي لم يهدأ, حتى بعد توقيع الاتفاق, قد شجع رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” على رفض المطالب الأميركية بكف يد إيران عن التدخل في الشؤون العراقية لا سيما عبر الميليشيات الشيعية المدعومة من قبل “الحرس الثوري”. كما نجح النشاط الدبلوماسي الإيراني في الاستفادة من الانقسام الحاصل حالياً بين بعض دول الخليج وبين قطر.

إيران تحسن استغلال الفرص..

يقول “ليفين”: “إن تخفيف العقوبات عن إيران قد أتاح لها ضخ مزيد من الأموال لصالح نشاطها الإقليمي، ومع ذلك فإن النفوذ الإقليمي الإيراني لم يتسع بفضل زيادة موارد الدخل، وإنما بفضل ما وفرته لها الصراعات المحتدمة في المنطقة من فرص ضخمة وخيارات متعددة. أضف إلى ذلك أن الربيع العربي وصعود نجم “داعش” والعداء بين إسرائيل وجاراتها، قد أتاح لإيران فرصة استراتيجية لبسط نفوذها”.

كما يؤكد الكاتب الإسرائيلي على أن إيران نجحت في تقديم الدعم لحلفائها حتى قبل توقيع الاتفاق النووي، كما أن العقوبات التي كانت مفروضة عليها قد أسهمت بالفعل في تقليص إيراداتها الاقتصادية, ولكنها لم تؤد مطلقاً إلى إبطاء مسيرة تطوير البرنامج النووي.

إلغاء الاتفاق لم يعد مطروحاً..

يعتقد “ليفين” أن تمسك إيران بالاتفاق النووي مع الدول العظمى إلى جانب نشاطها الدبلوماسي المحموم،  يشكلان معضلة بالنسبة للإدارة الأميركية، فقد شن “ترامب” نفسه هجوماً حاداً على ذلك الاتفاق إبان حملته الانتخابية، ولما دخل البيت الأبيض واصل نقده للاتفاق؛ لأنه لا يفعل شيئاً سوى تأخير امتلاك إيران لأسلحة نووية، ولا يؤدي إلى منعها نهائياً. والآن تواجه الإدارة الأميركية رفضاً حاداً من جانب شركائها الأوروبيين والآسيويين لإلغاء الاتفاق زاعمين أن الجميع قد قبل به حتى إسرائيل ودول الخليج, وهم يدركون أنه يمنع إيران من حيازة سلاح نووي لمدة عشر سنوات. في المقابل فإن أعداء إيران وجدوا في الرئيس “ترامب” شريكاً يتطلع إلى الحد من تدخل إيران في المنطقة، بعد أن اعتبرها تهديداً أساسياً للأمن القومي الأميركي وتدعم الإرهاب العالمي. ولكن الإدارة الأميركية قد استوعبت أخيراً أن إلغاء الاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى ردود فعل وخيمة، وعليه فمن الأفضل الإبقاء عليه.

التخاذل الأميركي يضمن بقاء النفوذ الإيراني..

لافتاً “ليفين” إلى: “إن قياس حجم النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط هو أمر سهل بالنظر إلى ما يجري على الساحة الإقليمية، حيث تحرك إيران أذرعها في مناطق عديدة كلبنان وسوريا والعراق واليمن وقطاع غزة”.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أنه إذا أرادت الولايات المتحدة أن تحد من ذلك النفوذ الإيراني الضخم فإن عليها أن تكثف من تدخلها في الصراعات الدائرة في المنطقة، وهذا ما لم يحدث حتى الآن بحسب الكاتب. ففي كل من سوريا واليمن اللتين كانت الولايات المتحدة تستطيع أن تدخل بثقلها فيهما ضد إيران، رأينا أن إدارة “ترامب” قررت في الساحة السورية أن تعمل مع روسيا من أجل وقف إطلاق النار، وفي الساحة اليمنية قررت الاختباء وراء التحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة السعودية. كما رأينا أن عدداً من الإجراءات الأميركية المباشرة ضد النظام الإيراني قد تم إجهاضها وتحويلها إلى مجرد عقوبات على الشركات التي تمد طهران بالصناعات التكنولوجية.

وفي الختام يؤكد “أريئيل ليفين” على أنه في حالة عدم وجود استعداد وإرادة حقيقيين من جانب الولايات المتحدة للتدخل المكثف في قضايا المنطقة وصراعاتها فإن الجهود الأميركية ضد إيران ستظل محدودة وقاصرة ولن تجدي نفعاً.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب