في مثل هذا الأسبوع قبل عشر سنوات دخلت القوات البريطانية مدينة البصرة ثاني أكبر المدن العراقية في إطار غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة. ولا يكاد أحد يتذكر ذلك اليوم الحاسم كما تتذكره أمينة مكتبة البصرة المركزية عالية باقر.
وتحركت عالية باقر المعروفة في العراق بوصف البطلة الثقافية لانقاذ محتويات مكتبة البصرة المركزية قبل ضياعها. وقالت وهي تستعيد ما جرى قبل عشر سنوات “بداية الحرب على العراق كان المحافظ (محافظ البصرة) استعمل المكتبة مقر استقرار له. والحماية ووجود المدفعية على سطح المكتبة خلتنا نطلب من عنده ننقل الكتب المهمة الى منازلنا ومنازل الموظفين والموظفات لكن رفض هذه الفكرة. اخر شي نقلناه على مسؤوليتنا الخاصة بدون معرفة المحافظ.”
وبينما سيطرت القوات التي تقودها الولايات المتحدة على العراق انهار الأمن وتفشت أعمال النهب.
وتحركت عالية باقر وزملاؤها سريعا لنقل الكتب الثمينة لأماكن آمنة حيث وضعوها في صناديق ونقلوها الى مطعم حمدان المجاور.
وقالت عالية باقر “فترة 10 أيام من بدء دخول القوات احترقت المكتبة بالكامل. نقلنا حوالي 30 الف كتاب الى المطعم ( المجاور) الى مسكنا بعدين نقلناها من المطعم الى المسكن الخاص بالسيارات المتواجدة من قبل بعض الموظفين وسيارتي الخاصة. هذه كانت اكثر الكتب والمخطوطات والكتب النادرة .. الكتب المهمة وفقدنا الكثير مع الاسف.”
وعلى الرغم من الجهود البطولية للعاملين بالمكتبة احترق ما يزيد على 50 ألف كتاب حين احترق مبنى المكتبة.
لكن عالية باقر شرحت كيف انها استطاعت الاحتفاظ في بيتها بالكتب التي جرى انقاذها. وقالت “في احدى الغرف الموجودة في البيت – غرفتين كانت- حتى عن طريق الشباك رتبت الكتب من البداية للنهاية وبالثلاجة القديمة كانت عندي كنت احفظ الكتب.”
وألف كتابان عن عالية باقر نفسها هما “تحرير البصرة” للكاتبة الأمريكية جانيت ونترو”مهمة عالية: انقاذ كتب العراق” لرسام الكاريكاتير ومؤلف كتب الأطفال الأمريكي مارك الان ستاماتي.
وشهدت المكتبة بعد ذلك تحولا كبيرا في حظوظها وعادت واحدة من المراكز الثقافية الهامة في العراق.
وقالت عالية باقر “انفتحت المكتبة يوم 10 أكتوبر 2004 بعد إعمارها إعمار كامل للبناية وأثاث وكل ما تحتاجه المكتبة. رجعنا الكتب المتواجدة في بيوتنا. عادت الحياة من جديد الى المكتبة. هناك كثير من المنح والهدايا اجتنا من كثير من الدول. جمعية المكتبات الامريكية.. القنصلية البريطانية. اجتنا كتب اطفال أسست مكتبة طفل. كثير من الكتب وأثاث مناسب للاطفال من كثير من الجمعيات الاوربية.”
وعلى الرغم من ان عالية باقر تقول ان المكتبة لا تزال في حاجة لمزيد من الكتب والمعدات فان أطفال البصرة وأجيال المستقبل بوسعهم الاستمتاع بمنشأة حيوية هامة بفضل اخلاص أمينة المكتبة وطاقم العاملين بها.