عالية.. بطلة ثقافية أنقذت 30 ألف كتاب أثناء غزو 2003 ‏

عالية.. بطلة ثقافية أنقذت 30 ألف كتاب أثناء غزو 2003 ‏

‏في مثل هذا الأسبوع قبل عشر سنوات دخلت القوات البريطانية مدينة البصرة ثاني أكبر المدن ‏العراقية في إطار غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة. ولا يكاد أحد يتذكر ذلك اليوم الحاسم كما ‏تتذكره أمينة مكتبة البصرة المركزية عالية باقر.‏

وتحركت عالية باقر المعروفة في العراق بوصف البطلة الثقافية لانقاذ محتويات مكتبة البصرة ‏المركزية قبل ضياعها. وقالت وهي تستعيد ما جرى قبل عشر سنوات “بداية الحرب على العراق كان ‏المحافظ (محافظ البصرة) استعمل المكتبة مقر استقرار له. والحماية ووجود المدفعية على سطح ‏المكتبة خلتنا نطلب من عنده ننقل الكتب المهمة الى منازلنا ومنازل الموظفين والموظفات لكن رفض ‏هذه الفكرة. اخر شي نقلناه على مسؤوليتنا الخاصة بدون معرفة المحافظ.”‏
وبينما سيطرت القوات التي تقودها الولايات المتحدة على العراق انهار الأمن وتفشت أعمال النهب.‏
وتحركت عالية باقر وزملاؤها سريعا لنقل الكتب الثمينة لأماكن آمنة حيث وضعوها في صناديق ‏ونقلوها الى مطعم حمدان المجاور.‏
وقالت عالية باقر “فترة 10 أيام من بدء دخول القوات احترقت المكتبة بالكامل. نقلنا حوالي 30 الف ‏كتاب الى المطعم ( المجاور) الى مسكنا بعدين نقلناها من المطعم الى المسكن الخاص بالسيارات ‏المتواجدة من قبل بعض الموظفين وسيارتي الخاصة. هذه كانت اكثر الكتب والمخطوطات والكتب ‏النادرة .. الكتب المهمة وفقدنا الكثير مع الاسف.”‏
وعلى الرغم من الجهود البطولية للعاملين بالمكتبة احترق ما يزيد على 50 ألف كتاب حين احترق ‏مبنى المكتبة.‏
لكن عالية باقر شرحت كيف انها استطاعت الاحتفاظ في بيتها بالكتب التي جرى انقاذها. وقالت “في ‏احدى الغرف الموجودة في البيت – غرفتين كانت- حتى عن طريق الشباك رتبت الكتب من البداية ‏للنهاية وبالثلاجة القديمة كانت عندي كنت احفظ الكتب.”‏
وألف كتابان عن عالية باقر نفسها هما “تحرير البصرة” للكاتبة الأمريكية جانيت ونترو”مهمة عالية: ‏انقاذ كتب العراق” لرسام الكاريكاتير ومؤلف كتب الأطفال الأمريكي مارك الان ستاماتي.‏
وشهدت المكتبة بعد ذلك تحولا كبيرا في حظوظها وعادت واحدة من المراكز الثقافية الهامة في ‏العراق.‏
وقالت عالية باقر “انفتحت المكتبة يوم 10 أكتوبر 2004 بعد إعمارها إعمار كامل للبناية وأثاث وكل ‏ما تحتاجه المكتبة. رجعنا الكتب المتواجدة في بيوتنا. عادت الحياة من جديد الى المكتبة. هناك كثير ‏من المنح والهدايا اجتنا من كثير من الدول. جمعية المكتبات الامريكية.. القنصلية البريطانية. اجتنا ‏كتب اطفال أسست مكتبة طفل. كثير من الكتب وأثاث مناسب للاطفال من كثير من الجمعيات ‏الاوربية.”‏
وعلى الرغم من ان عالية باقر تقول ان المكتبة لا تزال في حاجة لمزيد من الكتب والمعدات فان ‏أطفال البصرة وأجيال المستقبل بوسعهم الاستمتاع بمنشأة حيوية هامة بفضل اخلاص أمينة المكتبة ‏وطاقم العاملين بها.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة