26 أبريل، 2024 8:48 ص
Search
Close this search box.

عالم ما بعد “كورونا” سيختلف عما قبل .. فهل يتحد العالم لمواجهة آثار الوباء التدميرية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعدما تفشى وباء “كورونا” في العالم كله كاسرًا حاجز الـ 350 ألف إصابة و15 ألف قتيل حتى الآن، بدا العالم على شفا حفرة الإنهيار في كافة مجالاته، لذلك بدأت الدعوات تنطلق لتوحيد الجهود من أجل التصدي لذلك الفيروس الكاسح في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

“صندوق النقد الدولي”، أعلن الإثنين إن 2020 قد يشهد ركودًا حادًا، بنفس درجة سوء الأزمة المالية العالمية أو أسوأ: “حتى مع توقع التعافي في العام المقبل”.

وقال “صندوق النقد الدولي” إنه سيُكثف مساعدته للدول المحتاجة، ودعا البنوك المركزية إلى إنشاء خطوط مقايضة إضافية، لمنع أزمة السيولة في الأسواق الناشئة والدول الأكثر فقرًا.

اجتماع طاريء عبر الهاتف..

في الوقت ذاته؛ عقد وزراء “مالية” ومحافظو “البنوك المركزية” في “مجموعة العشرين” اجتماعًا طارئًا عبر الهاتف، الإثنين، لمناقشة تداعيات تفشي وباء فيروس “كورونا” على الاقتصاد العالمي، والعمل على استجابة مشتركة.

ونقلت وكالة (بلومبرغ) للأنباء، عن وزير المالية الياباني، “تارو أسو”، قوله للصحافيين: “نحتاج إلى تعزيز جهودنا لدعم إحتواء الفيروس، والحفاظ على الأنظمة الصحية، وتطوير العقاقير، واللقاحات.. وعلى الدول إتخاذ الإجراءت المالية الاقتصادية اللازمة” لمواجهة الأزمة.

وإتخذت الحكومات، في مختلف أنحاء العالم، إجراءات لإبطاء تفشي الوباء، بما في ذلك إغلاق البلدان.

وقال مدير الخزانة الوطنية في جنوب إفريقيا، “دوندو موغاجاني”، لوكالة (بلومبرغ)؛ بعد المكالمة، إن “مجموعة العشرين” تهدف لإتمام خطة عمل خلال الاجتماع الفعلي المُقبل في الربيع.

وأوضح أن من بين البنود المدرجة على جدول الأعمال دفع المؤسسات الدولية، ومن بينها “صندوق النقد الدولي”، و”البنك الدولي” للمساعدة في التصدي للفيروس.

كما ناشد “موغاجاني”، دول المجموعة، تقديم مزيد من الدعم للدول منخفضة الدخل، خاصةً الدول الإفريقية في جنوب الصحراء.

وأضاف: “مع وقوع تأثير هذا الوباء، ومن الواضح أنه سيقع، تلك الدول ربما تكون غير مستعدة.. من المهم أن تكون دول مجموعة العشرين مستعدة للمساعدة”.

اقتراح عقد قمة استثنائية..

إلى ذلك، أعلنت الرئاسة الفرنسية، الإثنين، أن الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، ونظيره الصيني، “شي جين بينغ”، اقترحا عقد قمة استثنائية لقادة “مجموعة العشرين” حول فيروس “كورونا” الجديد.

وحسب الرئاسة الفرنسية؛ اتفق الزعيمان في اتصال هاتفي بينهما على أن القمة المقترحة يمكن أن تبحث الجهود المشتركة مع “منظمة الصحة العالمية” لتطوير علاجات، ولقاح للفيروس.

واتفق الزعيمان على مناقشة التنسيق حول تدابير الميزانية والتدابير النقدية لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي، ومساعدة إلى “الدول الأكثر ضعفًا”.

ويأتي الاقتراح “الفرنسي-الصيني” بعد أيام من إعلان “السعودية”، التي تتولى الرئاسة الدورية لـ”مجموعة العشرين”، أنها تعتزم عقد: “قمة افتراضية استثنائية” لقادة المجموعة.

هدنة عالمية.. وتأسيس صندوق..

كما دعا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريس”، إلى إعلان هدنة فورية في مختلف أنحاء العالم، لحماية مناطق الصراع من خطر تفشي فيروس “كورونا” المُستجد.

وحث “غوتيريش”، الأطراف المتحاربة، على إنهاء “مرض الحرب ومكافحة المرض الذي يجتاح عالمنا.. وهذه المسألة تبدأ عن طريق وقف القتال في كل مكان الآن”.

وذكر أنه من المهم المساعدة في فتح ممرات لتوصيل المساعدات التي تنقذ الأرواح وفتح قنوات دبلوماسية.

من جهتها؛ قالت “وزارة الخارجية” النرويجية، الإثنين، إن “الأمم المتحدة” ستؤسس صندوقًا لدعم علاج مرضى فيروس “كورونا” في مختلف أنحاء العالم.

وذكرت وزيرة الخارجية، “إينه إريكسن سوريدي”، في بيان؛ أن: “صندوقًا متعدد المانحين، تحت رعاية الأمم المتحدة، سيوفر لشركائنا القدرة على استشراف الأمور وسيساعد في جعل الجهود أكثر فاعلية”.

وقالت الوزارة إن: “الغرض من الصندوق هو مساعدة البلدان النامية التي تُعاني من ضعف الأنظمة الصحية في مواجهة الأزمة، وكذلك معالجة العواقب طويلة الأمد”.

وأضافت إن: “إعلانًا رسميًا قد يُصدر في وقت لاحق هذا الأسبوع”.

من خلال تلك التحركات يبدو أن هناك صحوة عالمية في مواجهة هذا الخطر الذي قد يقضي على ثُلثي سكان العالم، ومع هذه الخسائر البشرية سيصل الأمر إلى إنهيار اقتصادي كامل قد يقضي على البقية المتبقية بعد هذا الوباء، وهو ما يجعل عالم ما قبل “كورونا” مغايرًا تمامًا لعالم ما بعد “كورونا”.

وفي هذا؛ تناول الكُتّاب في الصحف العربية عددًا من الموضوعات أبرزها أهمية التضامن ونشر الوعي للتصدي للفيروس، وحاول البعض منهم الخوض في قضايا مستقبلية بالتساؤل عن مستقبل العالم بعد القضاء على الوباء.

التضامن حق واجب..

فدعا “حمد الكعبي”، في (الاتحاد) الإماراتية، إلى تضامن الدول والشعوب فيما بينها للتصدي للوباء: “دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، فالخلافات السياسية تحدث بين الدول، ولكن من غير الطبيعي أن تنعكس على المواقف الإنسانية في الشدائد والمحن”، مضيفًا أن: “كثير من دول العالم في هذه الأيام الحرجة وضعت خلافاتها السياسية المزمنة جانبًا، وأنهمكت في التعاون والتنسيق للحيلولة دون انتشار الوباء، فعندما يهلك الناس، وتضغط الظروف الصحية الحرجة على إمكانات الحكومات، فالتضامن حق وواجب”.

كما يرى “عبدالله الأيوبي”، في (أخبار الخليج) البحرينية؛ أن التعامل الصحيح مع الوباء: “يجب أن يكون جماعيًا ومن منطلق إنساني فقط؛ لأن هذا الخطر لا يُهدد إنسانًا دون آخر ولا أمة دون أخرى، بعيدًا عن أي حسابات أخرى”.

ويُضيف أنه لا يمكن حصر مسؤولية التصدي للفيروس والعمل على إحتوائه في الجهود التي تقوم بها الأجهزة المختلفة التابعة للدولة أو تلك الجهود التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني، وإنما هي مسؤولية تقع على عاتق كل فرد من أفراد المجتمع من أجل المساهمة في هذه الجهود وتحويلها إلى جهود جماعية لتحييد هذا الخطر ومن ثم هزيمته”.

وفي سياق متصل؛ يقول “حسام ميرو”، في (الخليج) الإماراتية: “إن العالم بهيئاته الكبرى، وحكوماته ونُخبه ومفكريه، وكل من له علاقة بالشأن العام، أمام فرصة كبرى للتفكير في إعادة ترتيب الأولويات من جديد، ففي ظل النظام العولمي أصبحت التحديات مشتركة، ولا يمكن التعاطي معها بشكل منفرد، كما لا يمكن العودة إلى الأنظمة الحمائية القديمة التي أصبحت جزءًا من الماضي، وليس هناك من حلول ناجحة سوى إعادة بناء مفاهيم جديدة للعيش المشترك، والمسؤوليات المشتركة، وإعادة إيلاء مفهوم السلم العالمي أهمية كبرى، ليس قولاً وإنما فعلاً”.

فرصة للإستئثار بالسلطة السياسية..

ويرى “سمير العيطة”، في (الشروق) المصرية؛ أن أزمة “كورونا” سيكون لها تداعيات سياسية: “إذ يُشكِل فرض حجر المواطنين والمقيمين فى المنازل، وكذلك حالة الطواريء والأحكام العرفية فى بعض البلدان فرصة غير مسبوقة للإستئثار بالسلطة السياسية قد يجنح إليها بعض قادة الدول. كما ستفتح مرحلة ما بعد الأزمة فرصة محاسبة سياسية كبيرة حول طريقة إدارة السلطة للأزمة؛ الأمر الذي لا تبرُزه اليوم لكثرة المخاوف”.

ويُضيف: “لن يكون ما بعد الوباء كما قبله فى العالم، وخاصة فى البلدان العربية، وبالأخص فى تلك التي تعيش حربًا. الناجون من الوباء سيُحاسبون بقسوة تصرفات الجميع عما فعلوه لإنقاذ النفوس والمجتمع والاقتصاد وكيف استغلوا، أو أضاعوا، الفرصة لوقف العبث بمصير البشر”.

وفي نفس السياق؛ يقول “مأمون فندي”، في (الشرق الأوسط) اللندنية: “شكل مؤسسات الدول من الداخل سيختلف، فهناك دول كثيرة كشف كورونا قدراتها وتحتاج إلى إعادة هيكلة مؤسساتها”.

ويتساءل الكاتب: “كيف يستقيم أن يكون الإنكماش والإنغلاق هو الحل في مواجهة وباء عابر لتلك الحدود المدّعاة ؟.. أسئلة كثيرة سيطرحها العالم الجديد ستكون لها تبعات على جميع الدول دونما استثناءات. العالم ما بعد كورونا سيكون بلا شك غير العالم قبله”.

وفي المواقع الأجنبية، نشر موقع (بوليتكو) استطلاعًا أجراه مع عدد من الخبراء في العالم حول تأثير فيروس “كورونا” على المجالات المختلفة في حياتنا.

تغييرات مجتمعية..

فيرى “مارك لورانس” – أستاذ العلوم السياسية – أن نوعًا جديدًا من الوطنية سينُتج عن هذا الوباء. فمن يواجه الفيروس مباشرة ليس العسكريون، ولكن الأطباء والعلماء والصيادلة إلى جانب فئات أخرى فجأة بدأت فى مواجهة مهام جديدة عليها. يجب أن نبدأ الآن فى تحية أطبائنا وممرضينا الذين يُضحون بحياتهم من أجلنا، وسنبني لهم التماثيل.

أما “بيتير كوليمان” ـ أستاذ علم النفس بجامعة “كولومبيا” ـ فيرى أن وجود عدو مشترك، (فيروس كورونا)، سيساعد الناس على تجاوز خلافاتهم؛ وبالتالي معالجة الانقسامات في المجتمع. وفي ظل الأوضاع السيئة التي تعيشها مجتمعاتنا، من الأرجح أن تكون دافعًا لإصلاح الخطاب السياسي والثقافي.

ويرى “إيريك كليننبيرغ” ـ أستاذ الاجتماع في جامعة “نيويورك” ـ أن نموذج “الكورونا” سيُمثل نهاية النماذج المعتمدة على إيديولوجية السوق للتنظيم الاجتماعي، باعتبار أن أولوية الاهتمام بالذات على حساب سلوكيات أخرى تُزيد من خطورة الأزمة. عندما ينتهي هذا، سوف نُعيد توجيه سياستنا ونقوم باستثمارات جديدة في المنافع والخدمات العامة. لا يعتقد “إيريك” أننا سنُصبح أقل طائفية، ولكن سنكون قادرين بشكل أفضل على رؤية كيف ترتبط مصائرنا. سينهار الاقتصاد إذا لم تضمن الحكومة الدخل لملايين العمال المعرضين لفقدان وظائفهم في حالة ركود أو كساد. هذه الجائحة ستتسبب فى آلام ومعاناة، ولكنها ستُعاود اكتشاف النسخة الأفضل منا.

اللجوء إلى التكنولوجيا..

ترى “كاثرين مانغووارد” ـ رئيسة تحرير مجلة (reason) ـ أن وباء “الكورونا” سيُزيل الكثير من الحواجز الافتراضية وسيفرض الكثير من التغييرات في مؤسسات وفواعل؛ لطالما كانت تعتمد على البيروقراطية وإجبارها على استخدام الإنترنت. لم يُعد هناك مقاومة لوجود التعليم المنزلي أو التعليم عن بُعد أو العمل من المنزل، وسيكون من الصعب حرمان الناس من هذه الخيارات.

وتقول “شيري توركلي” ـ أستاذة الدراسات الاجتماعية للعلوم والتكنولوجيا في معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا ـ أننا ربما يُمكننا استخدام وقتنا مع أجهزتنا لإعادة التفكير في أنواع المجتمعات التي يُمكننا إنشاؤها. ففي الأيام الأولى من تجربة التباعد الاجتماعي رأينا أمثلة أولية ملهمة من حفلات موسيقية ومسرحيات ودروس لليوغا. وتضيف “إليزابيث برادلي ـ رئيسة كلية “فاسار” وباحثة في الصحة العالمية ـ أن الواقع الافتراضي سمح لنا بالحصول على المعلومات التي نُريدها حتى لو كنا إنطوائيين، ومن المُرجح أن نرى برامج للواقع الافتراضي يمكن من خلالها أن نُصبح داخل فصل أو أي مكان آخر مما يُساعد هؤلاء الذين سيُعانون من مشاكل عقلية أو اجتماعية.

كشف فشل النظام القائم على السوق..

تقول “آى جين بو” ـ مديرة “التحالف الوطني للعمالة المنزلية” وتحالف “الرعاية عبر الأجيال” ـ أن جائحة “الكورونا” أظهرت ثغرات كبيرة في البنية التحتية لنظام الرعاية الصحية، فالكثيرون لا يملكون التأمين الصحي واضطروا إلى تحمل مصاريف كبيرة لإنقاذ أحبائهم والقليل تمكنوا من أخذ إجازة طبية مدفوعة الأجر. وفقدان العمل أصبح يعني فقدان الدخل. وقد سلط الفيروس الضوء على العديد من كبار السن الذين لا تُلبي احتياجاتهم. ويضيف “ستيف ستيرلنغ” ـ نائب رئيس فى معهد “روزفلت” ـ أن فيروس “كورونا” كشف عن فشل نظامنا القائم على السوق لتطوير وتصنيع الأدوية واللقاحات. لن تقوم شركات الأدوية الخاصة بإعطاء أولوية للقاح أو أي إجراء مضاد آخر حتى يتم ضمان ربحيته، وأصبح هناك إجماع على أن القطاع العام هو الأكثر كفاءة في تطوير وصناعة الأدوية. وترى “سونغا تراوس” ـ المديرة التنفيذية في مشروع “YIMBY law” ـ أن خطاب السياسيين حول انتشار فيروس “كورونا” أوضح سيطرة الخطاب السياسي على العلم، إلا أن مع انتشار الفيروس كشف هذا الخلل وتم الرجوع إلى العلم والعلماء.

إعادة تدوير السلطة السياسية..

يتفق “إيثان زوكرمان” ـ ناشط حقوق الإنسان الأميركي ـ و”مارغريت أومارا” ـ أستاذة التاريخ فى جامعة “واشنطن” ـ أن فيروس “كورونا” سيجعل العديد من المؤسسات السياسية مرئية للناس وموجودة على الواقع الافتراضى.. وهذا ما يراه “إيثان” أيضًا فرصة لأعضاء البرلمان للذهاب إلى دوائرهم والتقرب من ناخبيهم ويصبحون أكثر حساسية تجاه قضاياهم المحلية.

أشارت “ليليانا ماسون” ـ أستاذة فى جامعة “ماريلاند” ـ أن هذه الأزمة أوضحت أهمية وجود مؤسسات حكومية فعالة حتى يكون هناك مجتمع سليم، فما يأمل الناس فى سماعه الآن هو صوت الحكومة. وبالنسبة لـ”آرشون فانغ” ـ أستاذ المواطنة والحكم الذاتي في كلية “جون إف كينيدي” بجامعة “هارفارد” ـ فإن الفيروس خلق روحًا جديدة من التضامن بين الحكومة والشعب، وأصبح هناك إحساس بأهمية مساندة الحكومة ومساندة الفئات المتضررة من الشعب بسبب الحجر المنزلي.

أضافت المخرجة، “أسترا تايلور”، أن الفيروس كشف عن أن المطالب التي رفضها المسؤولون لكونها مستحيلة لم تكن كذلك، فالآن نحن نعلم أن القواعد التي نتبعها لم تكن ضرورية وجعلت المجتمع أكثر هشاشة وظلمًا.

كما ألقى تقرير لوكالة (بلومبرغ) الضوء على بعض التغيرات الجذرية التي سيشهدها العالم خلال السنوات المقبلة في عالم ما بعد “كورونا”، عندما يتم تخفيف تدابير العزل للوقاية من الفيروس.

العمل من المنزل..

فتتوقع “كارين هارين”، العضو المنتدب لدى شركة “ماكرو تريندز غروب”، بـ”نيويورك”، أن تترسخ سياسات العمل من المنزل وستُصبح نهجًا يوميًّا معتادًا.

ومن المُرجح أن تُقبل الجامعات على تعظيم إعتمادها على خيار التعليم عن بُعد.

أما المدارس فسوف تعمل على تجهيز نفسها بشكل أفضل؛ حتى تكون مستعدّة للتدريس عن بُعد، وذلك عندما تُجبرها الأوبئة المتفشية على إغلاق أبوابها أمام الطلاب.

لكن أكبر الأضرار ستُلحق بقطاع السياحة جراء إلغاء رحلات الطيران والرحلات البحرية وإغلاق الفنادق؛ فالسيُاح لن يُصبحوا راغبين في استكشاف العالم والإسترخاء على الشواطيء. والسياحة التي توظف فردًا واحدًا من كل 10 أشخاص في العالم، لن تعود لسابق عهدها إلا بعد مضيّ بعض الوقت.

عالم بلا حيوانات برية..

وفي “الصين” تمّ فرض حظر على التجارة واستهلاك الحيوانات البرية؛ وسط تحذيرات بانتقال فيروس “كورونا” من الحيوانات للبشر.

ومن المتوقع فرض قواعد إضافية صارمة للحفاظ على الصحة العامة؛ مما يُحفز المستهلكين على الشراء عبر الإنترنت.

وكان فيروس “سارس”، الذي ضرب العالم عام 2003، قد تسبّب في تغيير عادات الناس الشرائية ودفَعهم  إلى تجنب الذهاب للمولات التجارية وتكثيف الشراء عن بُعد.

وحسب دراسة جديدة لمؤسسة (بروكلينز)، ستلجأ الحكومات إلى زيادة إنفاقها على الرعاية الصحية؛ لتجنب التكاليف الباهظة الناجمة عن الأوبئة.

ضخ استثمارات في البلدان الفقيرة..

وقال “وورويك ميكبين”، الأستاذ بجامعة “أستراليا” الوطنية، المشارك في الدراسة، إن المجتمع العالمي ينبغي أن يضخ المزيد في مجال الوقاية من الأمراض بالبلدان الفقيرة.

وكانت دراسة سابقة؛ قد كشفت تكبد الاقتصاد العالمي خسائر بقيمة 40 مليار دولار جراء عدوى فيروس “سارس” عام 2003.

وحرص “فابريتسو باغاني”، المستشار السابق لرئيس وزراء “إيطاليا”، على رسم صورة للأوضاع العالمية استنادًا إلى الصدمات العالمية السابقة.

وقال “باغاني”: “أدت صدمة نقص المعروض النفطي في سبعينيات القرن الماضي؛ إلى تزايد الإتجاه صوب تقليص ترشيد وتعظيم كفاءة استهلاك الطاقة”.

وأدّت صدمة تراجع الطلب، خلال الأزمة المالية العالمية، أواخر العقد الماضي، إلى وضع ضوابط جديدة جذرية في القطاعات المالية والبنوك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب