عالم الرياضة .. “مضمار” ذكوري مغلق تكافح المرأة لإقتحامه

عالم الرياضة .. “مضمار” ذكوري مغلق تكافح المرأة لإقتحامه

كتبت – آيه حسين علي :

ترى المرأة أن عالم الرياضة لا يزال أيضاً فضاء حياتياً محتل من قبل الرجل الذي يسيطر على مجرياته ويتولى حتى تدريب الفرق النسائية.

بمناسبة “اليوم العالمي للمرأة”، الذي يوافق الثامن من آذار/مارس من كل عام، تسلط صحيفة “البايس” الإسبانية الضوء على وضع المرأة داخل عالم الرياضية، الذي مازال تسوده الأجواء الذكورية المغلقة والمخصصة فقط للرجال.

شيلا جوتيريس
تعتبر، متسابقة الدراجات الإسبانية “شيلا جوتيريس”، نموذجاً مشرقاً لريادة المرأة في هذا المجال كما أنها مناضلة مدافعة عن ضرورة إفساح المجال أمام العنصر النسوي ليشارك بشكل أكبر.

تذكر “جوتيريس” أنها طرحت هذا الموضوع منذ عدة أعوام، عندما كانت تشارك في مونديال لسباق الدرجات، حين قابلت بأحد فنادق مدينة ماستريخت الهولندية، حيث كانت تقام البطولة، “أوسيبيو أونثوي” رئيس فريق “موفيستار” أحد أكبر النوادي في إسبانيا. واستغلت المتسابقة الشابة الثواني القليلة لتقول إلى رئيس هذا الفريق بشكل مباشر: “لقد اقتربت من الوصول إلى المركز السابع في المونديال.. أرى أننا نحتاج إلى فريق نسائي لنواصل التطور.. لماذا لا تأخذ زمام المبادرة في إسبانيا وتشكل فريقاً للسيدات؟”.

مرت خمسة أعوام دون أن يشكل المسئول الرياضي أي فريق للسيدات، في حين أصبحت جوتيريس – 23 عاماً – واحدة من أفضل المتسابقات في العالم، وتلعب حالياً في فريق أميركي بولاية كاليفورنيا.

تؤكد الشابة العنيدة على أنها في النهاية تمكنت من تحقيق حلمها “وصلت إلى تحقيق حلمي.. أنا الآن متسابقة دراجات محترفة”.

إذا كان نوعك ذكراً سيكون مرحباً بك في عالم الرياضة، الذي تم تدشينه بواسطة الرجال ويقتصر فقط على الرجال، كما أنه أيضاً لا يزال يخضع لسيطرة الرجال.

من الواضح أن نوع اللاعب يكون بمثابة إمتياز في قطاع الرياضة، الذي يوصف بأنه عالم “الريادة والقيادة”.

المرأة تحتل 14% فقط من قيادة لإتحادات الرياضية
من جانبه، يقول البريطاني رئيس الإتحاد الدولي لألعاب القوى “سيباستيان كو”، في كانون أول/ديسمبر الماضي، “إنني سمعت رؤساء جميع إتحادات ألعاب القوى في العالم يقولون رغبات غاية في الروعة بشأن التطلع للمساواة في الرياضية”. وتابع أن ما يزيد عن 200 مسئول دولي قالوا لي: “أريد أن أرى المساواة في غضون أربع سنوات في جميع الهيئات واللجان والمناصب القيادية لإتحادنا”.

وتكشف دراسة صادرة عن “المعهد الأوروبي للمساواة بين الجنسين”، عن أن المرأة تحتل فقط 14% من المناصب القيادية في الإتحادات القارية للرياضات الـ28 المعتمدة في الألعاب الأوليمبية. وأن “في دولة أوروبية مثل إسبانيا، تنخفض النسبة إلى 12٪”.

جدير بالذكر أن غالبية من الرجال لا تزال تسيطر على مهام تدريب الفرق النسائية. وبحسب المعهد، تشغل المرأة في أوروبا فقط 20% من مهام التدريب، وتتركز أغلبهن في الرياضات النسوية مثل “الجمباز وركوب الخيل والسباحة التوقيعية”. كما يمثل الرجال الغالبية العظمى في تحرير الأخبار الرياضيين.

وتمثل الرياضة بالنسبة للذكور عالم الأحلام، فيظل الفتى يراوده الشعور بأن يصبح رمزاً معروفاً يوماً ما، ويطل كل يوم على صورة لاعبه المفضل ويبتسم له. يدرك الشاب الصغير أن عليه ترك دراسته بعد الحصول على درجة الدبلوم على الأكثر ليلتحق بالتدريبات ويبدأ عمله كلاعب ثم يشارك في المباريات العالمية.

على الجانب الآخر، تدرك الفتاة الراغبة في أن تصير لاعبة بشكل جيد أن عليها الإستمرار في الدراسة إلى جانب التدريبات، لأن كونها فتاة يعني أنها لن تستطيع أن تتكسب من وراء المشاركة في المباريات إلا في حالات إستثنائية، كما أن عليها البحث عن عمل آخر بعد إنتهاء الدراسة.

على سبيل المثال، كانت لاعبة ألعاب القوى “أنّا لوزانو”، تشارك في المباريات بينما تحضر دراسات عليا في علم الأحياء على مدار عامين في هولندا وفرنسا، كما كانت تتدرب وحدها مساء بعد إنتهاء فترات عملها في المعمل.

وكانت “جوتيريس” أيضاً تدرس تربية الأطفال وعلم النفس، حسبما ذكرت خالتها، “بيجونيا رويس”، التي أكدت على أن “إرادتها القوية وعملها الدؤوب مهدا لها من أجل الوصول إلى ما هي عليه الآن”. مضيفة “ركوب الدراجات النسائية في إسبانيا لا تكفي كمصدر للرزق حتى بالنسبة للرياضيات المشهورة”.

يعتبر المشوار الإحترافي لجوتيريس مليئاً بالمغامرات والعبر والقيم. وتقول المتسابقة التي إنتقلت للعب في نادي أميركي: “لا أعلم إذا ما كانت ستتغير الأمور معي إذا كنت رجلا”. وأوضحت الشابة الطموحة أن “الطريق متشابه أمام المرأة والرجل في عالم الرياضة، عليك أن تعمل وتجتهد وستجد فرصتك في النهاية مثل الذكور”. مردفة “نشارك وننافس بحب وليس للظهور أمام عدسات التلفاز أو الوصول إلى الشهرة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة