19 نوفمبر، 2024 1:41 ص
Search
Close this search box.

عاشق للحياة ومحب للابتسامة .. كرار نوشي أبدع في كوميديا الخوف فهل مزق أصنامها جسده النحيل ؟

عاشق للحياة ومحب للابتسامة .. كرار نوشي أبدع في كوميديا الخوف فهل مزق أصنامها جسده النحيل ؟

قالوا عنه إنه مرشح للقب ملك جمال العراق .. فرد عليهم أبدا لست الملك .. بل الملك هو كل شاب عراقي يقف بشرف يدافع عن وطنه ليلا ونهارا وفي الصيف والشتاء.
إلفيس بريسلي العرب
منحه الخالق جمالا وأبدع في خلقه حتى لقبه من حوله بأنه “إلفيس بريسلي” العرب.. تمنى أن يصبح فنانا شهيرا يرفع اسم العراق في كل مكان .. لكنكعادة بلاد الرافدين منذ سقطت في ظلمة التناحرات، يبدو أن الأحلام تقتل ولا تتحقق في العراق .
الأم تبكي صغيرها .. الجهلاء مزقوا جسده
تبكي أمه حرقة على فلذة كبدها.. صارخة ما ذنب هذا الصغير الذي كان يحمل أحلاما وطموحات وطريقا للمستقبل لم يكتمل… فقد مزق جسده الجهلاء في بغداد.
الفنان الصغير كرار نوشي المؤلف والمخرج والممثل ، طالما عرف رغم سنه الصغيرة التي لم تتجاوز العشرين عاما، وسط أصدقاءه بالفنان صاحب القلب النابض بالحياة، لكنه لم يعرف أنه يعيش بين أعداء الحياة.
مفكر في آلام جميع من حوله وداعيا للابتسامة
كان يتمنى أن يجد دواءً لمنع التفكير كي لا يفكر في أشياء تؤلمه، رغم ذلك كانت رسالته لأصدقائه ومحبيه أن تباهو بخلقكم وابتسموا دائما.. هذه طبيعته محب للمرح مفكر في أحوال وطنه ومن حوله.
عاشق لتراب وطنه
طالما تغنى لجيش بلده، وكتب كلماته داعما إياه لتحقيق النصر على الإرهاب بقوله : عاش جيش الوطن عاش العراق.. تحية حب للجيش العراقي.. تحيه حب لقادة الجيش العراقي.. تحية لمكافحة الإرهاب.. وتحية حب للشرطة الاتحادية.. النصر يارب.
هكذا كانت كلماته، رافعة للمعنويات طامحة لوأد الإرهاب والتطرف، وكأنه كان يعرف أن بينهم من يتربص به وكل فنان عاشق لتراب الوطن يجد في فنه وكتاباته وسيلة للتقرب من تفاصيل الحياة.
قريب من فناني العراق والعرب
كرار نوشي محب للموسيقى، عازف للبيانو وأجمل الألحان كان قريبا من الفنانين الكبار من العراق وخارج العراق، فجع العراقيون بنبأ موته بطعنات غادرة ببغداد في الثالث من تموز 2017، بعد يومين من اختطافه وبعد أيام من تهديدات تلقاها بالعقاب لتشبهه بالنساء، حسبما ذكرت بعض وسائل الإعلام.
ميليشيات مسلحة .. أم تطرف ديني ؟
لكن تقارير أخرى تتحدث عن ضلوع مليشيات مسلحة في هذا الحادث بعد أن رفض الترويج والانتماء لها، بينما ذهب آخرون للقول بأنه مثلي الجنس وأن هناك من عاقبه على ذلك!.
أين الحقيقة؟ من هؤلاء الذين يملكون في أيديهم عقود الحياة، يمنحونها لمن يشاؤون وينزعونها عمن يخالفهم في العقيدة والرأي حتى الملابس؟.
كان يشعر بقرب أجله !
قالها في الخامس والعشرين من شباط / فبراير 2017: طوال حياتي وأنا أخاف من فقدان أشخاص أحبهم لكن يا ترى هل هناك من يخاف أن يفقدني !، نعم سأل وتعجب.. وجاءت الإجابة متأخرة شيئا ما.
إذ إن ما كتب على صفحته على موقع التواصل الجتماعي من رثاء وكلمات حمل كل ود وتقدير لشخصه وفنه وترحم على روح عشقت التصوير والإبداع، فهل لأفكاره التي ترفض تقييد الحريات وتكميم الأفواه وانتشار الموت بين الأحياء، أي سبب في وفاته؟
رثاء زبيدة ثروت ومحمود عبد العزيز.. كلمات فنان يتمتع برقي الألحان
لقد كتب كرار نوشي في كانون أول / ديسمبر 2016 يرثي زبيدة ثروت الفنانة المصرية بقوله: ورحلت صاحبة أجمل عيون زرقاء في تاريخ السينما المصرية .. تلك التي غنى لها عبد الحليم : “وانا وعيونك الحلوة .. نعيش قصة غرام حلوة” .. وداعاً #زبيدة_ثروت، وقبلها كتب يرثي أيضا الفنان المصري محمود عبد العزيز بقوله ” رحمة الله على الساحر محمود عبد العزيز”، ما يبين أنه كان مهتما بالفن بجميع أشكاله، بل ومتعمق فيه ومتباع للسينما والدراما المصرية.
كوميديا الخوف أثرت في شخصيته.. صنم العراق تحول لأصنام !
أدى المبدع الصغير الراحل مسرحية لاقت نجاحا كبيرا وهي ” كوميديا الخوف” هاجم خلالها الأنظمة الاستبدادية وكأنه يتحدث عن عراق اليوم بعد سقوط صدام وإلى ماذا تحول، فكتب يقول: سقط الصنم وتناثرت أحجارهفأصبحت كل حجارة صنم جديد!، فهل لامست كلمات “كرار” وأفكاره واعتراضه على أوضاع يعيشها العراق، كبرياء أحد المستبدين ورأى في الانتقام من جسد الفنان النحيل إسكاتا لصوت الحق؟!
إشعال فتنة !
أم أن أحدهم اراد إشعال مزيد من الفتنة بين مكونات العراق، بقتل فنان محبوب شيعي محب لمزاراته المقدسة؛ لإلصاقها بجماعات سنية متشددة لإزكاء روح التطرف والمغالاة ورفضا لهدوء العراق بعد أن قارب على لفظ آخر عنصر من داعش تحت ترابه؟!

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة