9 أبريل، 2024 3:22 م
Search
Close this search box.

عاد بخفي حنين .. “نتنياهو” يفشل في إقتناص موافقة الاتحاد الأوروبي على إعلان “ترامب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

لم يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتنياهو”، ما كان يتوقعه عند ذهابه إلى الاتحاد الأوروبي، فقد كان يتوقع أن يُحمل على الأكتاف وكأنه قد أنتصر وفاز بما كان يريد بعد إعلان الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” بأن “القدس” عاصمة الكيان الصهيوني (إسرائيل)، إلا أنه رجع بخفي حنين، بعد استقباله استقبالاً فاتراً، فقد أعترف مسؤولون إسرائيليون بأن جميع المسؤولين الأوروبيين الذي التقاهم “نتنياهو”، خلال زيارته فرنسا وبلجيكا، رفضوا توجهه السياسي، وأنه فشل في تسويق إعلان الرئيس الأميركي بأن القدس عاصمة لإسرائيل.

وخابت مساعي “نتنياهو” لحث الأوروبيين على تغيير رأيهم ونقل سفارات بلدانهم إلى “القدس”، كما أُبلغ بأن اعتماده على “ترمب” وتوجهه إزاء الفلسطينيين يثير لديهم قلقاً شديداً.

الاتحاد الأوروبي يرفض..

رفضت وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، “فيديريكا موغيريني”، خلال المؤتمر الصحافي مع “نتنياهو”، الإثنين 11 كانون أول/ديسمبر 2017، الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارات الأوروبية إليها، وقالت إن الاتحاد الأوروبي متمسك بحل الدولتين وفق القوانين والمواثيق الدولية، على حدود 1967، ويرى في “القدس” عاصمتين للدولتين.

داعية إلى وقف التوسع الإستيطاني، مضيفة أنه “كشركاء وأصدقاء لإسرائيل، نعتقد أن مصالحها الأمنية تقتضي إيجاد حل قابل للاستمرار وشامل” للقضية الفلسطينية.

مخاوف من إنعكاسها على آفاق السلام..

عبرت “موغيريني” عن قلق عميق، مشيرة إلى أنها تخشى “إنعكاسات” قرار الولايات المتحدة على “آفاق السلام” في الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي “سيكثف جهوده من أجل إحلال السلام” وسيجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” الشهر المقبل.

يرفض موقف الاتحاد الأوروبي..

بدوره، رفض “نتنياهو” الموقف الأوروبي، وأستهل كلمته بالتذكير بالدور الإسرائيلي الأمني “ضد الإرهاب دفاعاً عن أوروبا”، قائلاً إن “أوروبا وإسرائيل شريكتان مهمتان في 3 مجالات محورية: في المجال الأمني وفي مجال الإزدهار وفي مجال السلام”.

وأوضح أن “المعلومات الإستخباراتية الإسرائيلية أسهمت في إحباط العشرات من العمليات الإرهابية، كثير منها على أرض أوروبا، وأعتقد أن حياة كثير من الناس تم إنقاذها بفضل ذلك التعاون الذي تعرفه جيداً الأجهزة الأمنية التابعة لكثير من الحكومات الأوروبية. وسنواصل القيام بذلك في إطار كفاحنا المشترك ضد الإرهاب”.

ورأى أن “المشكلة الأساسية التي تواجهها أوروبا تتمثل في تدفق الأناس الهاربين من ميادين المعارك في الشرق الأوسط … إسرائيل لا تحول دون الهجمات التي يخطط (داعش) لتنفيذها في أوروبا فحسب، وإنما يمنع كذلك إنهيار مناطق كاملة بمحاذاة الحدود الإسرائيلية، كانت لولا ذلك ستسقط في أيادي أولئك الإسلاميين المتطرفين ممن يشردون ملايين الناس إلى أوروبا”.

مضيفاً، “إننا نقوم بذلك بطبيعة الحال من أجل الدفاع عن أنفسنا، وفي إطار ذلك أعتقد أن إسرائيل تلعب دوراً أمنياً مهماً جداً بالنسبة إلى الشعوب الأوروبية، وبطرق يصعب إدراكها في بعض الأحيان، إلا أنها تنال مزيداً ومزيداً من تقدير الحكومات المعنية”.

يشيد بالقدرات التكنولوجية..

كما أشاد “نتنياهو” بقدرات إسرائيل التكنولوجية والعلمية والاقتصادية، ثم انتقل إلى الحديث عن موضوع السلام، زاعماً أن “يد إسرائيل ممدودة لإحلال سلام مع جيرانها الفلسطينيين منذ مئة عام. وخلال 50 عاماً وقبل أن يتم بناء ولو مستوطنة واحدة، كنا نتعرض لإعتداءات متواصلة. وتم الإعتداء علينا ليس بسبب قطعة أرض معيّنة، وإنما بسبب رفض جيراننا لمجرد فكرة قيام دولة يهودية ووطن قومي للشعب اليهودي على قطعة أرض، أياً كانت، ما أدى إلى إندلاع الصراع وما يجعله مستداماً”.

يدافع عن قرار “ترامب”..

دافع “نتنياهو” عن قرار “ترمب”، معتبراً أنه “ما هو إلا طرح للحقائق البسيطة على الطاولة. إن السلام يستند إلى الإعتراف بالواقع، فأعتقد أن حقيقة كون القدس عاصمة لإسرائيل واضحة وضوح الشمس بالنسبة لكل من يزور إسرائيل من بينكم ويشاهد مكان وجود مقر الكنيست الخاص بنا ومكان وجود مقر حكومتنا ومكتبي ومكتب الرئيس والمحكمة العليا. إن القدس عاصمة إسرائيل ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك. وهذا لا يتعارض مع السلام، وإنما يتيح إحلاله، لأن الإعتراف بالواقع يشكل جوهر السلام”.

مضيفاً “نتنياهو” أن “الإدارة الأميركية تبذل حالياً جهوداً بغرض طرح مشروع سلام جديد. فأعتقد أنه يجب إعطاء السلام فرصة. كما أعتقد أنه يجب رؤية ما هو مطروح على الطاولة وإن كان المضي قدماً بالسلام أمراً وارداً. وعلى كل حال، يجب الإنطلاق من مكان واحد وهو الإعتراف بالدولة اليهودية. إن أصل القضية كان دوماً الدولة اليهودية، فحان الوقت ليعترف الفلسطينيون بالدولة اليهودية، ولأن يعترفوا بحقيقة أن لها عاصمة تسمى (القدس). وأعتقد أنه رغم عدم إنجاز أي اتفاقية بيننا، فإن ذلك الذي سيحدث مستقبلاً. وأعتقد أن معظم الدول الأوروبية ستنقل سفاراتها إلى القدس وستعترف بها عاصمة لإسرائيل وستعمل إلى جانبنا من أجل الأمن والإزدهار والسلام”.

لا نتفق على إعلان القدس عاصمة لإسرائيل..

وزير الخارجية البريطاني، “بوريس جونسون”، قال خلال مؤتمر صحافي قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع “نتنياهو”: “لا نتفق مع إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، لا سيما أنها تنقسم بين الشرق والغرب، كما أن القدس الشرقية ليست بالتأكيد جزءاً من إسرائيل”.

حل الدولتين..

متفقاً معه نظيره البلجيكي، “ديدير رايندرز”، قائلاً: “إننا عازمون على مواصلة العمل من أجل حل الدولتين”، معرباً عن أمله في “التمكن من إجراء مناقشة صريحة حول الوضع في القدس وضرورة وقف المستوطنات وتدمير البنى التحتية الإنسانية”، و”أن يلتزم نتنياهو بالدخول في حوار حقيقي وأن يكون على إستعداد لتقديم بعض التنازلات … نأمل أن يكون اليوم بداية لحوار حقيقي وأن يكون للاتحاد الأوروبي دور أكبر في هذا الحوار”.

نفاق ومعايير مزدوجة..

بعد إنتهاء الاجتماع، هاجم “نتنياهو” رد الفعل الأوروبى على قرار “ترامب” الإعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وقال إن هذا الرد أتسم بـ”النفاق” والمعايير المزدوجة، حسب قوله، وذلك بعد أن وصفت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبى، “فيديريكا موغيريني”، قرار “ترامب” بأنه يعيدنا إلى أوقات أكثر قتامة مما نعيش فيها حالياً.

قائلاً، قبل مغادرته: “أحترم أوروبا، ولكنى لست مستعداً لقبول إزدواجية المعايير”، مضيفاً: “أولى أهمية كبيرة جداً لأوروبا وأحترمها، ولكن لن أقبل بمعاييرها المزدوجة، أسمع من أوروبا أصواتاً أدانت إعلان ترامب التاريخي، ولكنني لم أسمع أصواتاً أدانت إطلاق الصواريخ على إسرائيل التي تلاه والتحريض المروِّع ضدنا”.

وتابع قائلاً: “لست مستعداً لقبول هذا النفاق، ولذلك كالعادة، سأمثل الحقيقة الإسرائيلية”.

تلقى الدعوة بطريقة غير شرعية..

كشفت صحيفة (هاأرتس) عن مفاجأة كبرى، وهي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان قد تلقى دعوته لزيارة مقر الاتحاد الأوروبي بطريقة غير شرعية ومخالفة للبروتوكول المتعارف عليه، وهو ما يبرر استقباله الفاتر من قبل وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد تلقيه دعوة من مندوب “ليتوانيا”، وهي دولة لها علاقات ودية مع إسرائيل.

تظاهرات رافضة للزيارة..

كان قد وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتنياهو”، إلى فرنسا قبل زيارته لبروكسل وسط تظاهرات المئات من الفرنسسين الرافضين لزيارته، حيث تجمع أكثر من 500 شخص في ساحة الجمهورية يهتفون باسم فلسطين ويرددون “القدس عاصمة فلسطين، وعار عار على ترامب”، رافعين لافتات كتب عليها “فلسطين ستحيا، فلسطين ستنتصر”.

قرار غير مسؤول وأحادي..

نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية، عن “أوليفيا زيمور”، من منظمة “يور  بالستاين” الفرنسية، قولها: “ليس الرئيس الأميركى ترامب من يقرر القانون الدولي”، كما اعتبرت المنظمة أن قرار “ترامب غير مسؤول وأحادي يضرب عرض الحائط بالقانون الدولي، ولا يوجد “شعب الله المختار”.

مجرم حرب..

فيما قامت العديد من الجمعيات البلجيكية، المدافعة عن حقوق الفلسطينيين، بالتظاهر ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتانياهو”، الذي وصفه الإعلام البلجيكي بأنه “مجرم حرب”، كما استقبله برلمانيون من الاتحاد الأوروبي بموجه من الاحتجاجات تزامناً مع وصوله يطالبونه بالتعويض عن المباني المهدمة من قبل حكومته في المنطقة (ج) بالضفة الغربية، والتي سبق ومولها الاتحاد الأوروبي، ودفع تعويضات قدرها 30 ألف يورو لقاء مصادرة وهدم المباني ومرافق البنية التحتية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قال، قبل زيارته، إنه يتوقع أن تحذو الدول الأوروبية حذو الولايات المتحدة في الإعتراف بالقدس عاصمة لبلاده.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب