24 سبتمبر، 2024 1:24 م
Search
Close this search box.

ظلال الحكام العرب الثقيلة .. على ردود أفعال علماء المسلمين تجاه “غزة” (2)

ظلال الحكام العرب الثقيلة .. على ردود أفعال علماء المسلمين تجاه “غزة” (2)

خاص: ترجمة-  د. محمد بناية:

لم يقتصر هذا الغضب على العلماء المرتبطون بـ”الإخوان المسلمين” والحركات التي تشترك معها في الأفكار والإيديولوجية، وإنما نبع كذلك عن علماء أمثال: “على جمعة”، وكذلك أكبر مسؤول ديني في “مصر”، الشيخ “أحمد الطيب”، حيث اتسّمت تصريحاته الأخيرة الداعمة لـ”المقاومة الفلسطينية” بالتكرار. كما يكمل “أسامة الأعظمي”؛ مدرس في قسم الدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة “إكسفورد”، الجزء الثاني من مقاله التحليلي المنشور على موقع (سياق) الفارسي نقلًا عن (ميدل إيست آي-Middle East Eye) البريطانية.

مع هذا يجب أن أذكر هنا أن شيخ “الأزهر” موظف حكومي، وإن كان لا يتبع تمامًا نظام “عبدالفتاح السيسي”؛ لكنه لم يوجه مطلقًا انتقادات مباشرة للحكومة المصرية؛ (رب العمل الرسّمي)، على خلفية التنسّيق النشط مع “الكيان الصهيوني” في حصار “غزة”.

المقاومة الفلسطينية وموقف الأزهر..

هذا الأمر الذي دفع بعض النقاد إلى دعوة “الطيب” للسفر إلى “معبر رفح” رفُقة الكثير من المصريين، لإثبات دعم الفلسطينيين في “غزة”. وبعد أسابيع هجوم “غزة” كتبت عشرات المنظمات الإسلامية رسالة إلى شيخ “الأزهر” تطلب إليه اثبات دعمه لـ”المقاومة الفلسطينية” بتلك الطريقة والاستفادة من نفوذها باعتباره الشيخ الأكبر لـ”الأزهر” للمساعدة في فتح المعبر.

لكنه مازال يمتنع عن هذا العمل حتى الآن، ويستمر في تناقضاته بشأن دعم “فلسطين” من جهة ودعم حكومة “السيسي” من جهة أخرى.

وبدا علماء مسلمون آخرون أقل حماسًا في ما يخص دعم “فلسطين”، مما أدى إلى انتقادات واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي من المسلمين العاديين والعلماء العاديين على حدٍ سواء.

وأظهر العديد من الزعماء الدينيين في الأنظمة الاستبدادية التي عارضت الثورات العربية عام 2013م، مستوى غير مسّبوق من الخضوع للسلطة في الآونة الأخيرة.

في السعودية..

وفي “المملكة العربية السعودية”، يُعرف هذا التوجه باسم: “الاتجاه المدخلي” تيمنًا باسم؛ “ربيع المدخلي”، وهو شيخ سعودي يعتقد بشدة في أن أي شيء غير آخر غير الخضوع المطلق للحكام هو من قبيل البدعة.

ويمكن مشاهدة النموذج الأبرز على هذا التيار في الشيخ؛ “عبدالرحمن السديس”، إمام الحرم المكي، الذي دعم بقوة خلال السنوات الأخيرة أجندة “الرياض” للتطبّيع مع “الكيان الصهيوني”، وقد تعرض للنقد الشديد بسبب أنه لم يتخذ موقفًا من الأحداث الأخيرة في “غزة”.

علاوة على ذلك، هو يصر على أن الحرب التي أشار إليها بشكلٍ غامض على أنها: “فتنة” لا يجب أن تتسبب في تشّكيك المحكومين بقرارات الحاكم السياسية، بما في ذلك تطبيع العلاقات مع “الكيان الصهيوني”.

الطريف أن “السديس”؛ أعلن بعد مرور أسبوع على تصريحاته السابقة، دعم “غزة” بقوة، وانتقد “إسرائيل” بشكلٍ صريح باعتبارها: “معتدي محتل ظالم صهيوني”، وأثار بذلك استحسّان النقاد السابقين. ومن المسّتبعد أن يخرج عن إملاءات الحكومة السعودية، لذلك فإن خطوته الأخيرة بمثابة إثبات على جهود “الرياض” الموازنة بين الغضب العام من الاعتداءات الإسرائيلية، وأجندة “المملكة العربية السعودية” للاستمرار في التحرك باتجاه التطبيع مع “الكيان الصهيوني”.

وقد أسّفر هجوم (حماس)؛ بتاريخ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، وما تلاه من تركيز عسكري إسرائيلي على: “الضرر وليس الدقة”، عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في “غزة”.

انحسار التعاطف الغربي العام مع إسرائيل..

ورُغم التعاطف الغربي الواسع مع “إسرائيل” عقب السابع من تشرين أول/أكتوبر مباشرة، فقد سّاهم القصف العشوائي على “غزة” في انحسّار من الحماس الغربي للهجوم الإسرائيلي بشكلٍ ملحوظ. وتعكس المعارضة العلمية للحرب إلى حدٍ كبير المعارضة الشعبية للهجوم الإسرائيلي.

تعتزم “إسرائيل” الاستمرار في قصف الشعب في “غزة” حتى القضاء على (حماس)، وهذا لن يُساّهم إلا في زيادة أعداد القتلى الفلسطينيين، وحجم المعارضة الغربية للعمليات الإسرائيلية. ويبقى أن نرى ما إذا كان الرأي العام قادرًا على ممارسة ضغوط كافية على القيادات السياسية الغربية وإعادة ضبط الدعم غير المشروط لـ”الكيان الإسرائيلي”، على الرُغم مما وصفه العديد من العلماء والخبراء القانونيين بالإبادة الجماعية في “غزة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة