24 سبتمبر، 2024 7:19 ص
Search
Close this search box.

ظلال الحكام العرب الثقيلة .. على ردود أفعال علماء المسلمين تجاه “غزة” (1)

ظلال الحكام العرب الثقيلة .. على ردود أفعال علماء المسلمين تجاه “غزة” (1)

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

أفادت التقارير؛ الأحد الماضي، عن استشهاد: (700) فلسطينيًا بغضون الأربع وعشرين ساعة الماضية؛ حيث تجاوز إجمالي عدد القتلى في “غزة”: (18000)؛ بينهم: (12000) امرأة وطفل. وعلى مدى الشهرين الماضيين، برزت موجة من التعاطف العالمي مع: (2.2) مليون مدني فلسطيني في “غزة” تعرضوا لأعباء هذا الهجوم الشديد. كما يستهل “أسامة الأعظمي”؛ مدرس في قسم الدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة “إكسفورد”، في مقاله التحليلي المنشور على موقع (سياق) الفارسي نقلًا عن (ميدل إيست آي-Middle East Eye) البريطانية.

أكبر معسكر اعتقال في العالم..

وغالبًا ما يُشار إلى “غزة” بعبارة أكبر سجن مفتوح في العالم، ووصفها طبيب بريطاني بقوله: “مقبرة للأطفال داخل معسكر اعتقال مفتوح”. وقد تظاهر الملايين حول العالم؛ حيث يدعمون بشكلٍ غير مسّبوق الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الصهيوني الوحشي. وقد أثار التدفق المستمر للصور ومقاطع الفيديو عن “غزة”، حزن وغضب عميق تجاه النظام العالمي الذي يبدو أنه يقدم دعم غير مشروط للعقاب الجماعي الصهيوني للفلسطينيين.

في السّياق ذاته؛ صدرت عن علماء الدين المسلمين، بشكلٍ غير متوقع غالبًا. كنا نتوقع من بعض علماء الدين في عدد لا يتجاوز أصابع اليد من الدول العربية الاستبدادية التي كانت تسّعى إلى تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، دعم “تل أبيب”، لكن لم يكن هذا الحال دائمًا فيما يخص حرب “غزة”.

وفي عموم العالم العربي، دان الكثير من العلماء البارزين الهجوم الصهيوني على “غزة”. وهم عبارة عن علماء مصريين كانوا قد اتخذوا في الماضي القريب خيارات سياسية مشكوك فيها؛ لا سيما في التعامل مع انقلاب 2013م، وهي خيارات لطالما فحصتها بشكلٍ منهجي في كتابي (الإسلام والثورات العربية).

مواقف مفاجأة من علماء الدين..

على سبيل المثال؛ الشيخ “علي جمعة”، الذي دعم بقوة النظام العسكري للديكتاتور المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، في العام 2013م، كان من أشد المؤيدين لـ”المقاومة الفلسطينية” ضد “الكيان الصهيوني”. وفي خطابه بـ”البرلمان المصري”، تحدث ساخرًا عن “الكيان الصهيوني”؛ وهو المصطلح الذي غالبًا ما يستخدمه أولئك الذين لا يعتبرون الدولة الإسرائيلية شرعية. ووصف قتلى “غزة” بالشهداء وأن مصيرهم الجنة، وأوصى شعب “غزة” بالصبر في المقاومة حتى: “يمن الله عليهم بالنصر”.

وبعد ذلك بأسابيع وصف بشكلٍ استفزازي في خطبة الجمعة؛ الصهيونية: بـ”الحركة النازية”.

في حين أن لـ”جمعة” تاريخ من معارضة “الإخوان المسلمين”؛ في “مصر”، لكنه دقيق بشكلٍ مثير للدهشة فيما يخص “فلسطين”. وهو يعترف باشتراك (حماس)؛ (المصّنفة كمنظمة إرهابية في بريطانيا وسائر الدول)، تاريخيًا مع “الإخوان المسلمين”؛ (رُغم أن الأولى نأت بنفسها عن الأخيرة في ميثاقها للعام 2017م).

مع هذا على ضرورة دعم (حماس)، ويُصّر على شرعية “المقاومة الفلسطينية”. كما أعلن في فيديو منشور على منصة (يوتيوب)؛ مطلع تشرين ثان/نوفمبر، دعمه الصريح لـ (حماس) على خلفية نضال هذه الحركة ضد تجاوزات “الكيان الصهيوني”.

رُغم ذلك، تُجدر الإشارة إلى أن “جمعة” هو أحد أبرز العلماء المصريين الذين ترعاهم الدولة، في حين أن الحكومة المصرية كانت قد نسّقت منذ فترة طويلة؛ وحتى الآن، مع “الكيان الصهيوني” للحفاظ على حصار “غزة”. إلا أن “جمعة” التزام؛ وغيره من العلماء الذين ترعاهم الدولة، الصمت التام.

إدارة للغضب الشعبي..

وتفاوت مواقف العلماء في “مصر والسعودية”؛ يؤشر إلى حقيقة سّعي هؤلاء العلماء لإدارة الغضب الشعبي إزاء جرائم “الكيان الصهيوني”، إلى جانب دعم الأنظمة الاستبدادية في بلدانهم.

ويتردد صدى الاعتقاد في انخراط الفلسطينيين في نضالٍ عادل ضد الاحتلال الإسرائيلي، في أنحاء العالم الإسلامي بين الناس من مختلف الميول الإيديولوجية.

هناك أيضًا دعم متزايد لـ”القضية الفلسطينية” في جميع أنحاء “أميركا الشمالية” و”أوروبا”. وتعترف أغلب دول العالم، بما في ذلك الغالبية العظمى من دول الجنوب العالمي؛ (أي إفريقيا وأميركا اللاتينية والدولة النامية في آسيا)، بـ”الدولة الفلسطينية”.

وبالتالي؛ ليس من المسّتغرب أن أعرب أغلب علماء المسلمين الذين تناولوا هذه القضايا، عن الغضب من دعم الشمال العالمي المنهجي للعدوان الصهيوني المستمر على “غزة”.

جدير بالذكر أن قلة من الدول الغربية؛ (مثل إسبانيا وبلجيكا وإيرلندا)، قد عارضت بوضوح المذبحة الإسرائيلية في “غزة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة