10 أبريل، 2024 12:14 ص
Search
Close this search box.

ظاهرة يترصدها الحاخامات بقلق .. الإباحية تتفشى في الجيش الإسرائيلي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبد العزيز :

نشر موقع “سروجيم”, المعبر عن الطائفة الدينية في إسرائيل, مقالاً مهماً للحاخام “يوسيف بن شالوم”, وهو أحد أبرز حاخامات اليهود في إسرائيل، يستعرض فيه انتشار الإباحية والرذيلة في الجيش الإسرائيلي، وأن هذا المرض الأخلاقي الخطير سيكون السبب الأهم في هزيمة إسرائيل في أي حرب مقبلة.

طهارة الجيش مفتاح النصر..

يقول الحاخام “بن شالوم”: “إن أحد أهم المبادئ التأسيسية التي وضعتها التوراة في سياق حديثها عن خروج بني إسرائيل إلى الحرب المقدسة هو “طهارة الجيش من الذنوب والآثام”، ومصداق ذلك ما جاء من أمر قاطع جازم في سفر التثنية 23: 19 (إن الرب إلهك سائر في وسط جيشك لكي ينقذك ويدفع أعداءك مهزومين أمامك، فليكن جيشك طاهراً، واحذر أن يرى فيك الرب إلهك رجساً أو نجاسة فيرجع عنك ويذرك)”.

ويؤكد الحاخام قائلاً: “إن أحد أهم شروط تحقيق النصر في المعارك لا يتعلق مطلقاً بكفاءة المقاتلين أو قدراتهم البدنية، وإنما يتعلق بالأساس بحالتهم المعنوية الروحية. ولو قدَّر الرب أن يخرج فينا نبي الآن فيكاد يكون معلوماً ما سيقوله عن جيشنا الإسرائيلي وعن الاختلاط الذي عمّ معظم كتائبه، ولكان النبي لم يقتصر في نقده وشجبه وإدانته على الجوانب الشخصية الخاصة فقط، بل كان سيوضح بشكل لا لبس فيه أن التأييد الإلهي – الذي لا تستطيع دولة إسرائيل الاستغناء عنه في الشرق الأوسط – بات على المحك بل وأصبح مستبعداً في ظل الأوضاع السائدة حالياً في الجيش”.

ويضيف “بن شالوم”: “ينبغي علينا ألا ننسى هذه القاعدة البديهية القائلة “إننا لا ننتصر بعدد ولا عدة وإنما ننتصر بطهارتنا وقلة ذنوبنا”، لا سيما وأن الجيش قام في الأسبوع الماضي بفصل قائد كتيبة “كاراكال” المختلطة على خلفية تورطه في علاقة جنسية مع ضابطة مستغلاً كونها تحت إمرته، ورغم ذلك لم تدرك قيادة الجيش الكارثة وإذا بها تحتفل بتعيين أول نائبة قائد كتيبة مقاتلة في تاريخ الجيش الإسرائيلي”.

جيش مختلط يعني هزيمة عسكرية..

يلفت الحاخام “بن شالوم” إلى: “إن هذا التعيين الذي احتفت به وأبرزته جميع وسائل الإعلام بصورة فجة، يعتبر استكمالاً لتوجه شامل يقضي بتحويل الجيش بأكمله إلى جيش مختلط، وتنفيذ الأجندة النسوية الراديكالية في المساواة بين الجنسين في كل مكان من المجتمع الإسرائيلي”.

مضيفاً: “إن المجتمع الإسرائيلي قد انحدر إلى هوة سحيقة لدرجة أن شكاوى التحرش والإضرار الجسدي بالفتيات وشكاوى الحسبة ضد تفشي الإباحية الجنسية المفرطة، يتم إنكارها برعونة ووصفها بأنها غير حداثية وغير مناسبة. كما أن نتائج واستطلاعات دمج الفتيات في الجيوش الغربية والتي تشير إلى عدم رغبة غالبية الفتيات دخول الجيش وتشير إلى أن من التحقن بالجيش يواجهن مشكلات صعبة، يتم التستر عليها وحجبها عن الرأي العام الإسرائيلي. بينما في المقابل يُفرض على دولة إسرائيل توجه ثقافي وأخلاقي هدّام ومنبت الصلة عن أخلاقيات الشعب اليهودي، ويؤدي حتماً إلى  ضرب كفاءة الجيش الإسرائيلي وتقليل قدرته على الفوز بأي حرب قادمة”.

الصهيونية الدينية تتحمل وزر السكوت عن الحق..

في نبرة متحسرة يستطرد الحاخام الإسرائيلي: “إن كتمان الحق الذي نعاني منه والذي استمرأه للأسف الشديد كثير من أتباع الصهيونية الدينية بدوافع تحقيق مصالحهم، هو حصاد مر لتنازلنا المستمر عن الانشغال الفعال بقضايا العفة والحياء في المجتمع الإسرائيلي. ينبغي علينا أن نعترف بكل وضوح وصراحة أننا قبلنا ووافقنا على أن تكون شوارع إسرائيل مليئة بمن لا يرتدون إلا الحد الأدنى من الملابس التي لا تستر عوراتهم. لقد اعتدنا على ثقافة مريضة وخبيثة تكرس للنهم الجنسي على حساب عفة الأسرة وطهارتها، وتعرض علاقات الزنا بين المتزوجين وكأنها أمر طبيعي، وتضرب في صميم قيم المجتمع التي تضمن له حياة عفيفة طاهرة. لقد أغمضنا أعيننا عن هذا الوضع غير الأخلاقي وبلعنا ألسنتنا، بل الأدهى من ذلك أن هذه الثقافة المغتربة قد ابتلعتنا نحن عندما تركناها وسكتنا عنها”.

ويعترف “بن شالوم” أن هذا السكوت يعتبر السبب الأساسي وراء تفشي هذا المرض الأخلاقي وتفاقمه في السنوات الأخيرة، لدرجة أن الزنا أخذ ينتشر بيننا نحن المتدينين أنفسهم ويقضي على بقايا الخير فيهم، ويضيف: “لقد فقدنا نحن أبناء الصهيونية الدينية واحدة من أهم ركائزنا ومقوماتنا في عالمنا الديني وهو إنكار المنكر، فقد حال هذا الطاعون الأخلاقي بيننا وبين قدرتنا على مواجهته والتصدي له”.

دماء جنودنا في رقبتنا..

ختاماً يقول الحاخام “يوسيف بن شالوم”: “لا قيمة لجيش إسرائيل ولا قيمة لدولة إسرائيل ولا قيمة ولا حق لوجود شعب إسرائيل على أرض إسرائيل، لو أننا تخلينا عن كوننا أمة طاهرة عفيفة وقبلنا بأن يتفشى فينا مثل هذا المرض الأخلاقي الهدام. وبالتالي يتوجب علينا الخروج على الملأ ومصارحة أنفسنا بما أصابنا من مرض أخلاقي، وبالتدني الذي أصاب الأسرة اليهودية، وبانفصالنا عن أحد أهم قيمنا الأخلاقية التي تميزنا عن أرجاس الأغيار”.

ويضيف: “قد يقول قائل: كيف نفعل ذلك ومعظم شعب إسرائيل علماني ولن يستجيب لنا ؟.. ولكني أقول إن شعب إسرائيل يؤمن بالرب، ويريد حياة عفيفة، ويريد أن يثق ويطمئن إلى حياته الأسرية، ويريد أن يعيش حياة سعيدة، فها قد حان الوقت لأن يخوض المجتمع حرباً ضروساً ضد هذا المرض، وتلك هي مسؤوليتنا الحقيقية عن شعب إسرائيل. ومن دون خوض مثل هذه الحرب المجتمعية، فإننا نحن أبناء الصهيونية الدينية سنكون مسؤولين أمام الرب عن دماء جنودنا الذي سيسقطون في الحرب القادمة ضد أعدائنا، وعن الأسر التي ستستمر في طريق التحلل والفساد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب