14 أبريل، 2024 4:35 ص
Search
Close this search box.

ظاهرة داخل “إيران” .. انتشار “المهن الكاذبة” في المدن الكبرى !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

انتعشت قبل سنوات؛ سوق المهن الكاذبة في ظل تطور الحياة الحضرية ورواج الهجرة إلى المدن الكبرى؛ داخل “إيران”، هذه المهن لا تحتاج إلى تخصص أو خبرة ولا حتى استثمار ودورة مالية، وإنما تتطلب فقط القدرة الكبيرة على بناء علاقات اجتماعية جيدة وتلبية رغبات الزبائن.

وفي السابق كان مثل هؤلاء يُعّبرون عن وجودهم من خلال لصق الإعلانات على أبواب وجدران المدن سعيًا لإنعاش مجالات أعمالهم، لكن حاليًا ومع انتشار التطبيقات الإلكترونية ومواقع الدعاية أصبح بمقدورهم إدارة هذه السوق بسهولة أكبر؛ بحسب “فاطمة عسگري نیا”؛ في تقريرها المنشور بصحيفة (همشهري) المحسوبة على بلدية “طهران”.

احتراف البكاء حرفة الحصول على المال..

عند الحديث عن المهن الكاذبة؛ يتذكر الجميع فيلم (كم تأخذ لتبكي)؛ للمخرج “شاهد أحمد لو”، وانخراط جماعة العمل في البكاء؛ حيث لم يكن من السهولة على الناس؛ آنذاك، تصديق وجود مثل هذه الجماعات في الواقع، لكن حاليًا هي من جملة المهن التي تحظى بالكثير من المعجبين.

والأموال التي تحصل عليها الشركات لقاء تقديم خدمات البكاء، ترتبط بنوع البكاء إذا كان في مراسم الدفن أو الكفن أو الجنازة أو غيرها.

يقول “رسول”؛ مدير إحدى هذه الشركات: “تتشكل فرق البكاء غالبًا من النساء. وقد كان لدينا في السابق فتيات بمنتصف العمر للقيام بهذا العمل، لكن حاليًا إقبال الشابات على هذا المجال يزداد”.

تقول إحداهن وتُدعى: “صحرا”، وهي تُشارك مرتين أو ثلاث أسبوعيًا في مجالس العزاء: “أنا طالبة في قسم الكمبيوتر، كنت أفشل كلما بحثت عن عمل بسبب ساعات العمل، حتى أرشدتني إحدى صديقاتي إلى هذه الشركة. كانت الأيام الأولى صعبة، لكن الآن وبعد مرور 03 سنوات أستطيع الإدعاء أنني أحترف البكاء. وكلما تزداد احترافًا تحصل على أموال أكثر”.

وتحصل الفتيات لقاء البكاء والنحيب في مجالس العزاء على مبالغ تبدأ من مليون و500 ألف طومان؛ وتصل حتى: 06 مليون طومان بحسب مكانة أصحاب المجالس الاجتماعية.

بعبارة أخرى، كلما ارتفعت مكانت المتوفي وأسرته الاجتماعية، تحصل “المِعَدِّدَة” على أموال أكثر !

الشهادة في المحكمة بسعر اليوم !

تزداد أهمية شهود الزور المنتشرين أمام الهيئات القضائية، ويُمارسون هذا العمل بحرية؛ لدرجة تُمّكنهم من نشر الإعلانات على الشبكات المجازية.

ويتربط سعر شهادة الزور بنوع القضية؛ حيث تسبب شهادات هؤلاء في إنتهاء القضية لصالح من يدفع. وللإطلاع على أسعار هذا العمل السري كان علينا الدردشة مع أحدهم، ولذلك توجهنا إلى أحد الهيئات القضائية بمدينة “طهران”.

أغلبهم يتكيء على جدار المحكمة أمام أعين الجميع. عددهم يتجاوز أصابع اليدين؛ ويتخذون هيئة معينة.

يقول أحدهم وقد أطلق على نفسه اسم “سجاد”: “حدثني قليلًا فقط على قضيتك، وأترك الباقي علينا”. وهو لا يعبأ بمسألة أن عليه القسم قبل الشهادة، ويُبرر بقوله: “عملنا يقتضي حل مشكلات الناس”.

ويحصل شاهد الزور على مبالغ مالية تبدأ من: 500 ألف طومان؛ وتصل حتى عشرات الملايين.

يضيف “سجاد”: “نحصل لقاء الشهادة في ملفات بسيطة مثل النزاعات والطلاق وغيرها على: 500 ألف طومان، لكن حين تكون القضية والعقوبة أكبر تلعب شهاداتنا دورًا محددًا في مصير الأفراد، ويرتفع سعر الشهادة إلى الرقم الذي يُرضينا”.

ووفق أقواله فقد حصل في إحدى المرات على: 50 مليون طومان مقابل حضور: 10 دقائق في إحدى جلسات المحكمة.

رعاية الكلاب..

مقولة الحق مع من يُدافع عن عمله يُثبت حقيقة عدم وجود مشكلة بحق من يبحث عن كسب حلال. يصرخ للحصول على الخبز لقاء اقتطاع ساعتين إلى ثلاثة من وقته يومين لتنزيه الكلاب في شوارع المدينة.

“رويا”؛ هي إحدى الفتيات التي تعمل في مجال تنزيه الكلاب، وهي تُفضل هذا العمل على ما سواه وتقول: “العمل الذي أقوم به مميز وأنا أعشقه، لأنني أحب الحيوانات”.

كانت “رويا” تعمل يومًا بإحدى الشركات التجارية، وكانت تقضي بعض ساعات راحتها في تنزيه الكلاب.

وهي تحصل لقاء هذا العمل على مبلغ: 07 مليون و500 ألف طومان شهريًا.

صحيح أن هذا العمل يفتقر إلى الوجاهة القانونية، لكن بعض القوانين المفروضة على العائد تؤثر عليها ورفاقها، تضيف: “كل مرة يُعلنون فيها قانون منع تنزيه الكلاب في المجتمع، تتضاعف أجورنا بسبب ارتفاع معدلات الخطر. وقبل فترة وضعت قوانين في باب تنزيه الكلاب، وسارع الكثير من رفاقي بالعمل إلى مضاعفة أجورهم”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب