25 أبريل، 2024 6:09 م
Search
Close this search box.

ظاهرة تكررت بكثرة مؤخراً .. حاخام إسرائيلي يدعو الشباب إلى التمرد على الجيش

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

تشير وقائع الاحداث داخل المجتمع السياسي الإسرائيلي ان الدولة العبرية في هذه الآونة مقدمة على ما يشبه التمرد ضد المؤسسة العسكرية والجيش يقوده الحاخامات اليهود.. فلا يكاد يمر يوم إلا ويشهد تصريحات من أحد الحاخامات يهاجم فيها المؤسسة العسكرية والحكومة بسبب فتح الباب على مصراعيه لتجنيد الفتيات في كل الوحدات العسكرية بما فيها الوحدات القتالية. وبعدما قال الحاخام “يجآل لفينشتاين” بأن “الخدمة العسكرية تفسد أخلاقيات الفتيات المتدينات وتفسد حياتهن الأسرية والاجتماعية”, جاء دور الحاخام “تسفي تاو” ليحذر من تداعيات القيم الأخلاقية الجديدة التي يتبناها الجيش الإسرائيلي، ويرى أنها ستأتي بالخراب على الدولة العبرية, بل وربما تتسبب في شتات الشعب الإسرائيلي من جديد.

إختلاط الجنسين داخل الجيش يؤدي إلى “الشتات” الجديد

فتيات جيش الدفاع الإسرائيلي

نقل موقع «نيوز وان» الإسرائيلي عن الحاخام “تاو” تأكيده، خلال أحد دروسه الدينية هذا الأسبوع، على إنه إذا أصبح الولع بالمثلية الجنسية وبالاختلاط بين الجنسين عرفاً اجتماعياً سائداً في الجيش وفي الدولة، فسيؤدي ذلك إلى أن يتشتت الشعب الإسرائيلي من جديد.

وشن الحاخام تاو – الذي يُعد من كبار حاخامات الصهيونية الدينية وأحد مفكريها – حملة شعواء ضد كل السلوكيات والإجراءات الجديدة التي يتخذها الجيش الإسرائيلي. حيث يرى أنها “قيم دخيلة” على المجتمع الإسرائيلي، وأنها من إفرازات ثقافة ما بعد الحداثة التي تدعو لاجتثاث كل الأخلاقيات.

يشير تاو إلى “إن سلوكيات الجيش الإسرائيلي, مثل النوم المختلط أو استخدام الحمامات المشتركة, تتنافي مع الأدب والحياة الإنسانية التي هي أرقى من الحياة البهيمية. كيف لا يستحيون؟.. فبعد الخطيئة الأولى التي أقترفها آدم  كان أول ما فعل أنه اكتسى. والقيم الجديدة تتعارض مع قاعدة أصيلة تتعلق بصورة الإنسان التي تميزه عن الحيوان.. وسيصبح ذلك عرفاً لمجتمع كامل ومن لا يعيش وفقاً له سيخالف القاعدة ولن يكون وفق عرف المجتمع أو وفق عرف الجيش. وحينما يعيش مجتمع بكامله وفق ذلك سنواجه إذاً مشكلة أخرى, لأنها ليست مجرد خطيئة فردية لهذا الشخص أو ذاك بل ستكون المشكلة وجودية تتعلق ببقاء الدولة والشعب بكامله.. نريد أن يعلم الشعب بكل ما يجري, وأن يعبر عن احتجاجه لأن التفويض الذي منحه للجيش لم يكن من أجل ذلك. إنه لم ينتخب النواب للكنيست ولم يختر شخصيات بعينها للمناصب العامة لكي يساعدوا على ذلك أو يريدوا غرس تلك السلوكيات الغريبة في مجتمعنا. لكن في أي دولة متحضرة لن يتحمل الشعب ذلك ولن يصبر عليه”.

الدعوة للعصيان المدني

وهنا يدعو الحاخام تاو الشعب الإسرائيلي لعدم السكوت على ما يجري، ويطالب الإسرائيليين بالنزول الى الشارع والقيام بعصيان مدني, لأن ما يحدث لا يقبله الشعب ولا يقبله الرب فهو ضد الطبيعة السوية, بل يمت إلى ما قبل اليهودية وما قبل الإنسانية. ويتساءل الحاخام: “هل نحن نعيش حياة الأنعام والبهائم أم نعيش حياة الإنسان.هذا الأمر يستوجب إجابة قاطعة”.

الحاخام ولفينشتاين

يرى الحاخام تاو أن تلك السلوكيات ستصبح  من أساسيات الجيش، بل والقيم الراسخة للدولة قاطبة، وأن جميع الشعوب ستأخذ تلك القيم عن إسرائيل.

يقول الحاخام الإسرائيلي: “أيها السادة، إن ذلك يعني فقدان العقل والبصيرة وضياع الأخلاق اليهودية وضياع المعالم الأساسية لفطرة الرب التي فطر الناس عليها قبل كل شئ”. متسائلاً “هل نحن بشر أم حيوانات?.. أليس هناك حياء، فلنمحوا الحياء إذاً من القاموس ومن القلب والنفس. هل تعلمون ماذا ستكون النتيجة، إننا سنتحول إلى وحوش وحيوانات مفترسة. كل شئ بعد ذلك سيكون مباحاً، إنها مشكلة بقاء. ولن تكون مشكلة للمتدينين فقط. ولكن كل ذلك سوف يتلاشى لأننا سنتخلص منه، فتلك الكوارث من علامات الخلاص. وهذا جنون عابر قد ألم بالبعض وسنتخلص منه”.

الدعوة لرفض تنفيذ الأوامر

يدعو الحاخام الشباب للالتحاق بالجيش الإسرائيلي وتأدية كل المهام لكن دون المشاركة في تنفيذ ما جد من سلوكيات, موضحاً: “نحن سنرفضها رفضاً باتاً، ولن ننفذ أي منها لأنها تهتك العفاف وتتعارض مع التوراة وتخدش الحياء, بل وتتنافى مع المبادئ الأنسانية. إننا لن نقبل ذلك ولن ننفذه أو نشارك فيه. لقد قلت لكم مراراً.. لو أمرك أحد بذلك، عليك أن ترفض الأمر، وقل للقائد المحترم: أنا لا أصدق.. أتريد أن تقنعني  بأنك غبي لهذه الدرجة, وأنك لا يمكنك أن تميز الفرق بين الأمر العسكري ببذل النفس دفاعاً عن أمن إسرائيل, وبين أمر كهذا يتنافى مع الإنسانية والضمير والتوراة والبديهيات الأساسية, إنني لا أستطيع أن اقترف ذلك. فهل هذا رفضاً للأمر? وهل هذا عصيان?.. إن رفض الأمر هو أن تدعو للتمرد على الجيش. والجميع يعلم أننا أول من يسارع ليخوض غمار القتال في المعركة. وهل من لا يذهب للاغتسال الجماعي أو للنوم المختلط يكون رافضاً للأوامر العسكرية. ليكن هذا ردنا في كل وقت وفي كل مكان. وهذا واجب كل فرد عاقل ولديه وعي إنساني وفخور بفطرة الله فيه. فلتعش وفق فطرة الله فيك ووفق الخيرية التي جعلها الله لشعب اسرائيل والروح الطاهرة التي بين جنبيك وهذا ليس غروراً وإنما هو احترام لقيمة الإنسان وخيرية الشعب الأسرائيلي وقيمتنا كجنود في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي”.

يختم الحاخام تاو درسه: “إن أمراً كهذا هو غير أخلاقي بالمرة وغير إنساني, لأنه يهدف لمحو أوجه الاختلاف بين الإنسان والحيوان. فإذا لم أكن حيواناً إذاً فلن ألتزم بقيم الجيش الإسرائيلي. إن الفرق شاسع, فهو كالفرق بين النور والظلام وبين الأبيض والأسود. فهل يمكن أن تقنعني أن النور مثل الظلام؟.. فلتفعل ما تشاء: اشنقني أو اطلق الرصاص علي أو ألقني في السجن, لكنني سأظل أحافظ على الفطرة الإلهية عندي, وسيظل شعب إسرائيل يحيى حياته الطبيعية الإنسانية  الخاصة في وطنه. وكل ذلك كابوس سوف يزول. وأخيراً: من ينوي منكم تنفيذ مثل تلك الأوامر, لا يأتي لسماع دروسي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب