28 مارس، 2024 8:37 م
Search
Close this search box.

“طهران” واستقالة “نيكي هايلي” .. الحلم الذي ربما لم يُفسّر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تحولت “نيكي هايلي” من معارض للرئيس “دونالد ترامب” إلى مستشارٍ له وأحد المقربين منه، ولعبت دورًا رئيسًا في تشديد سياسات “واشنطن” تجاه “طهران”.. واستقالتها حاليًا تحظى بالسعادة في “طهران”، ولكن ربما لا مبرر لتلكم السعادة.

مسيرة “هايلي” السياسية..

والواقع إن دخول “هايلي” عالم السياسة كان من تدبير “الديمقراطيين”.. هي نفسها قالت إنها تعلقت بالسياسة عام 2003، بعد سماع خطاب “هيلاري كلينتون”. بعدها تحولت إلى “الجمهوريين” وأضحت الأكثر تشددًا بين “الجمهوريين”.

اختيرت “هايلي”، بمساعدة الجمهوريين، (وهي أول امرأة وأول مهاجرة غير بيضاء)، لرئاسة ولاية “كارولينا” الجنوبية. وتنتمي “هايلي” إلى الطيف المحافظ المتشدد داخل “تيار الجمهوريين”، وهي مدافع شرس عن حق المواطن في امتلاك سلاح، ومن المعارضين بشدة لإسقاط الأجنة والمثلية، لكن كانت لها ملاحظات على سياسات الهجرة؛ باعتبارها فتاة لأسرة هندية من “طائفة السيخ”، مع هذا فقد وقعت بعد رئاستها ولاية “كارولينا” عام 2010، أحد أصعب قوانين الهجرة.

لكن هذا لا يمنع أنها أصرت، في العام 2015، وبعدما أقدم شخص على قتل 9 من السود داخل كنيسة في مدينة “تشارلستون” بولاية “كارولينا” الجنوبية، على إزالة علم الكونفيدرالية داخل فناء مجلس الولاية رغم المعارضة الشديدة من الجمهوريين، وبالفعل صدر قانون بإزالة العلم الذي يمثل رمز العبودية والعنصرية.

لكن؛ وفي آتون الحملة الانتخابية، اتهم “ترامب”، السيدة “هايلي”، بتبني سياسة ناعمة حيال الهجرة والمهاجرين وطالب بتشديد القوانين. وهذا سر انتقادها للسيد “ترامب” ودعم المرشح الآخر عن الجمهوريين. وقد وصفت سياسات “ترامب” بشأن الهجرة بـ”غير المسؤولة”..

المعارضة التي تم سحبها..

بالأخذ في الاعتبار لتلكم التحديات والاختلافات؛ كان مستبعدًا أن تضطلع “نيكي هايلي” بأي دور في حكومة “ترامب”، بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية. لذا كان اختيار “هايلي” كـ”مندوب للولايات المتحدة في الأمم المتحدة” مثيرًا للدهشة، واتهمت التحليلات “ترامب” بالسعي لإسكات معارضيه، لاسيما بعد إلغاء عضوية “هايلي” في مؤسسة مهمة مثل “مجلس الأمن الأميركي”.

وفي مهمتها بـ”الأمم المتحدة” اتسمت “هايلي” بالتشدد في ثلاثة مواقف، الأول الضغط لإجراء تعديل وإصلاح على “الأمم المتحدة”، والحرص على مصالح “إسرائيل”، ومن ثم معارضة سياسات “الجمهورية الإيرانية”.

تعارض كامل مع “الجمهورية الإيرانية”..   

في الحقيقة؛ كان لمنهج “هايلي” المتشدد بـ”الأمم المتحدة” شق أكثر تشددًا، وهو معارضة “الجمهورية الإيرانية” في قضايا من مثل “الاتفاق النووي”، وتوجهات “إيران” الإقليمية والصاروخية.

ولا يكاد يمر شهر على وجود “هايلي”، بـ”الأمم المتحدة”، حتى تشن حملة ضد “إيران”. ولم تكن في البداية تؤيد فكرة انسحاب “الولايات المتحدة” من “الاتفاق النووي”، وإنما كانت تؤكد على إصلاح الاتفاقية، لاسيما فيما يتعلق بإحتواء السياسات الصاروخية والإقليمية للجمهورية الإيرانية.

وفي إطار مساعيها لإقناع دول الـ (5+1)؛ قامت “هايلي”، في خطوة غير مسبوقة، باستعراض أجزاء من صاروخ صُنع في “إيران”، (كما قالت)، أطلقه “الحوثيون” على “المملكة العربية السعودية”. وكانت من أشد المؤيدين لفرض عقوبات على “إيران” بسبب إرسالها أسلحة وصواريخ إلى “الحوثيين”، هذا القرار الذي ووجه بـ”الفيتو الروسي”، لتتصدر بعدها هجمات “هايلي” الشديدة ضد “موسكو”.. وبعد انسحاب “أميركا” من “الاتفاق النووي” إنضمت “نيكي هايلي” بحشد الإمكانيات الدولية إلى مسألة فرض عقوبات موسعة على “إيران”، وبذلت كل جهدها في حزيران/يونيو الماضي؛ لإقناع “الهند” بوقف مشترياتها النفطية من “إيران”، وقد حققت نجاحًا نسبيًا في هذا المسعى.

ذهاب “هايلي” مختلف..

رغم رفضها الإدعاءات التي تتحدث عن رغبة الحكومة الأميركية في تغيير النظام في “إيران”، لكنها لم تتورع عن الدعوة لاجتماع خاص بـ”مجلس الأمن”، (رغم الانتقادات الروسية والصينية وحتى الفرنسية)، لمناقشة الاحتجاجات الإيرانية وطالبت بدعم هذه الاحتجاجات.

كما سعت، أثناء إنعقاد “الجمعية العامة للأمم المتحدة” برئاسة “ترامب”، إلى التركيز على موضوع “إيران” عبر استغلال مكانة “الولايات المتحدة” باعتبارها رئيس “مجلس الأمن”، لكن جدول أعمال الجلسة تغيير في وقت لاحق بعد وضوح موافقة حلفاء “أميركا” الأوربيين على الاتفاق النووي.. الآن ذهبت “نيكي هايلي” والأمل في “طهران” معقود على أن يكون “خلیل ‌زادگونه‌” أقل تشددًا منها وهو حلم ربما لم يُفسّر لأن استبدال “هايلي” بشخص غير مبالي ربما لن يؤدي إلى تغيير في سياسات “واشنطن” العامة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب