7 أبريل، 2024 2:43 م
Search
Close this search box.

طهران مازالت تقتفي أثر أميركا في بغداد .. هوامش خطيرة للاحتجاجات العراقية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

خيم الهدوء النسبي على سماء الاحتجاجات في “بغداد”، لكن هل يستمر الهدوء أم أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة ؟.. كيف سيكون مصير “العراق”؟.. فـ”العراق”، الذي يحقق عوائد بقيمة 89 مليار دولار، يعاني عجز في الميزانية بحوالي 23 مليار دولار.

إن عدم تحقيق مطالب معيشية وعامة على مدى عقود؛ بخلاف استشراء الفساد في تخصيص ميزانية المشروعات العمرانية، كان سببًا في وصول البلاد إلى مرحلة متردية. ورغم العوائد النفطية الكبيرة لم تدخل الكثير من مشروعات توصيل المياه والكهرباء في مناطق، مثل “البصرة”، حيز التنفيذ بعد مرور سنوات؛ رغم تخصيص الميزانية. بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.

المشروع الأميركي بالعراق..

والواقع أن الاقتصاد العراقي يقوم على الاستيراد، فالكثير من الشركات الأجنبية تعزف عن استخدام العمالة العراقية في تنفيذ المشروعات الداخلية. والحيلولة دون الاستيراد ورفع التعرفة الجمركية، كان سببًا في رفع الأسعار والاستياء العام.

وهذا الاستياء، وإن كان ذا جذور داخلية ونشأ عن بعض المطالب الشعبية المشروعة، لكن بعض التحركات؛ ومنها على سبيل المثال استهداف المقار والشخصيات المحسوبة على “محور المقاومة” كاغتيال، “وسام العلياوي”، أحد قيادات الحرب على (داعش)، من جانب بعض المندسين وليس المتظاهرين.

وعليه فالهم الدقيق للأوضاع العراقية يستدعي دراسة هيكل إتخاذ القرار في “العراق” من جانب “الولايات المتحدة” وحكومة “عادل عبدالمهدي”؛ باعتبارهما الطرف الرئيس في المعادلة العراقية الراهنة، لكن السؤال: ما هي طبيعة مشروع الإدارة الأميركية باعتبارها أهم طرف أجنبي ؟..

للإجابة؛ يجب الإعتراف بأن المشروع الأميركي بـ”العراق” يستهدف تغيير الهيكل السياسي للدولة، ومن ثم القضاء على قوة الشيعة.

وهذا القرار محسوم.. والواقع أن الأميركيون، بعد 2003، لا يريدون تطبيق النظام البرلماني في “العراق”؛ لأنه يتعارض و”الولايات المتحدة” بسبب الرؤية المختلفة والمتجذرة بين الطوائف الشيعية والحكومية.

القضاء على الشيعة والسيناريوهات الأميركية..

وعليه هم يضعون البلاد بمختلف السيناريوهات، مثل تنظيم (داعش) الإرهابي؛ للقضاء على، (الحكومة الشيعية)، بأي شكل، وتشكيل حكومة علمانية غير تابعة للتيار الشيعي ودون مراعاة الأغلبية الشيعية في “العراق”.

مع العلم أن سيناريو (داعش) لم يكن السيناريو الوحيد للأميركيين. ولكن عمدوا في الغالب إلى تسكين الكثير من العناصر المحسوبة على “حزب البعث” في الجيش؛ بغرض تنفيذ انقلاب عسكري، لكن يقظة المؤسسات الأمنية العراقية أحبطت المحاولة.

والحقيقة أن الأميركيون، في “العراق”، يشكلون جبهة مشتركة مع “السعودية والإمارات والكيان الصهيوني”، يستهدف بالأساس التيار الشيعي والمرجعية و”محور المقاومة”. ولكل من أعضاء هذه الجبهة مهمة محددة.

فـ”الرياض” مكلفة بدعم عناصر التنظيمات الإرهابية في “العراق” بسبب انسجام المخابرات السعودية مع هذه التنظيمات. وتم تكليف “الكيان الصهيوني” و”الموساد” باغتيال القيادات والشخصيات البارزة داخل (الحشد الشعبي)، في حين عُهد إلى “أبوظبي” بتوجيه شبكة “حزب البعث” وركوب موجة الاحتجاجات الشعبية.

من جهة أخرى، تضطلع قاعدة “عين الأسد” العراقية، التي تمثل نوعًا ما مركز قيادات القوات الأميركية في “العراق” بتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع الدول الثلاث بغرض توجيه الاضطرابات والأنشطة المناهضة للحكومة العراقية، على مدى الأشهر القليلة الماضية والمقبلة.

الملفت للإنتباه عودة عناصر دورة، “صناعة القيادات العراقية المستقبلية”، من “تكساس”، والمشاركة بدور فعال في الاضطرابات الراهنة. وكانت “السفارة الأميركية”، في “بغداد”، قد أوفدت هذه العناصر إلى مدينة “تكساس” الأميركية بعد التنسيق مع “الخارجية الأميركية” وجامعة “تكساس”، وقد عادت إلى “العراق” قبل أشهر؛ وأسست شبكة قوية للإطاحة بالنظام العراقي.

ويمكن القول إن “البيت الأبيض” لجأ إلى فكرة الانقلاب العسكري بعد اليأس من التغيير بواسطة الحرب وإقصاء العناصر الأساسية داخل “محور المقاومة”، خلال الفترة 2003 – 2004، وإطلاق الفتن الطائفية، خلال العام 2005، وتدعيم تنظيم (داعش).

ولجأ “البيت الأبيض”، هذه المرة، للانقلاب الناعم حتى يتمكن من أن يستفيد باستمرار من الملف العراقي بخلق صدمة هائلة ويقضي بالنهاية على وحدة “العراق”.

في المقابل؛ إتخذت الحكومة العراقية قرارًا جريئًا بشأن القيام بمجموعة من التدابير الوقائية للحيلولة دون الإطاحة بالحكومة بعد القضاء على المشكلات الراهنة وتلبية المطالب الاجتماعية، ينص على إصلاح الدستور والعودة للنظام الرئاسي. وثمة حديث عن إنهاء الوجود العسكري الأميركي في البلاد أيضًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب