طهران تُبارك تقاربا عراقيا مؤقتا مع تركيا .. “أردوغان” لا يتعجل الإطاحة ببارزاني كي لا يقع الإقليم في يد إيران !

طهران تُبارك تقاربا عراقيا مؤقتا مع تركيا .. “أردوغان” لا يتعجل الإطاحة ببارزاني كي لا يقع الإقليم في يد إيران !

خاص – كتابات :

تغيير كبير في المشهد، ذلك الذي أضحت عليه العلاقات فجأة بين العراق وتركيا.. فتأتي لحظة وفاق نادرة تظهر على الشاشات عند استقبال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” لرئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي”، في الخامس والعشرين من يشرين أول/أكتوبر عام 2017.

تلاقي المصالح.. ليس أقل من إلغاء الاستفتاء وليس تجميده..

لرد الفضل لأهله علينا أن نذكر أن “إقليم كردستان” كان له السبق حصراً في إعادة صياغة المواقف والصلات.. هكذا تلاقت مصلحة بغداد وأنقرة عند رفض مطامح الأكراد الانفصالية في الشمال العراقي، إذ لم يرض كلاهما بأقل من إلغاء الاستفتاء، الذي أعلن الأكراد تجميده بعد نحو شهر على إجرائه.

الناظر إلى المشهد السياسي هناك اليوم سيشق عليه استحضار ما قبله من مشاهد وتجاذبات، إذ أقبلت العلاقات التركية العراقية على تحسن نسبي بعد توتر استمر بين الجارين حتى الأمس القريب.

من قوات احتلال إلى الوفاق ولا ضرورة للحديث عن “الحشد الشعبي” الآن !

ذلك أن الأتراك أكدوا دعمهم لوحدة أراضي العراق ولعملية كركوك، وقد يبدو ذلك للبعض توافقاً حكمته المصالح والظروف، لكن الآن على الأقل لا مجال لاستدعاء أيام عدت فيها الحكومة العراقية لـ”حيدر العبادي”، القوات التركية في “بعشيقة” قوات احتلال.. حينها كان الحديث في بغداد يتجدد عن أطماع تركية تاريخية في جزء من الأراضي العراقية.

ولا ضرورة كذلك، فيما يبدو، للعودة إلى تحذيرات أنقرة من محاولات للتغيير الديموغرافي في مناطق من العراق، ولا إلى موقف “أردوغان” الصارم تجاه قوات “الحشد الشعبي”، التي عدها جزءاً من المشروع “الفارسي” ورفض دوماً إشراكها في المعارك ضد تنظيم “داعش”.

مخاوف تركية من “حزب العمال الكردستاني” وبغداد تتفهم..

تلك معارك لا تزال تركيا تخشى أن يستغلها عناصر “حزب العمال الكردستاني” لإيجاد موطيء قدم لهم في العراق.

يقول الأتراك إنهم سيواجهون تلك الخطط ويقول العراقيون إنها مخاوف محقة حول عناصر “العمال الكردستاني”، كما يتفهمون ما قد يشكله المشروع الكردي من خطر على أمن تركيا القومي، فمتى إذاً ما تغير ؟

بغداد تطمأن على حصتها من المياه وتبدي رغبتها في نقل غاز كركوك عبر تركيا..

إذا بنا نسمع اليوم طمأنة من الأتراك للعراق بشأن حصته من المياه العابرة لأراضيهم، ونسمع عن رغبة عراقية في تصدير الغاز من كركوك إلى تركيا مجدداً عبر خط “كركوك جيهان”، وعن مزيد من مشروعات التعاون وعن خطط للسيطرة على المعابر الحدودية.

فهل يرشح ذلك العلاقة بين بغداد وأنقرة لمزيد من التحسن تحت مظلة مواجهة الطموحات الانفصالية لكردستان العراق ؟

حراك إقليمي يتخطى الأتراك وفق شروط إيرانية !

بالنسبة لبغداد هذا حراك ليس نحو الأتراك وحدهم، مرتكزة على انتصاراتها على تنظيم “داعش”، تحاول تقديم “عراق جديد” منسجم مع محيطه الإقليمي يقفز على تراكمات الماضي.

يسعى “العبادي” إلى ذلك في خضم جولة إقليمية بدأها، قبل تركيا، بعدة دول عربية وأوربية، وهي تشمل إيران أيضاً.

لن يقبل الإيرانيون على الأرجح – وفق محللين متابعين للشأن العراقي الإيراني – بانسياق بغداد كلية وراء الرياض أو العودة الكاملة إلى الحضن العربي، ولن يخدمهم تقارب عراقي لا حدود له مع تركيا، إذ تطمح إيران وفق ما هو معلن إلى استخدام “نفط كركوك” وتصديره بالكامل عبر أراضيها، فضلاً عن أن قوات “الحشد الشعبي”، التي ترفع رايات مذهبية تميل إلى إيران وتتوعد تركيا هي الأخرى !

الأتراك يدركون أن مفاتيح القرار العراقي في طهران ولن يتعجلوا الإطاحة بـ”بارزاني” !

الأتراك أيضاً يعرفون بأن في طهران مفاتيح السياسة العراقية، لذلك ربما برغم رفضهم انفصال كردستان، فإنهم قد لا يستعجلون طي صفحة “مسعود بارزاني” رغم ضغوط قوى كردية تطالبه بالتنحي عن موقعه، لتنتقل علاقتهم معه من التحالف إلى التوتر، لكنهم مدركون أن البديل عن إضعاف قيادته هي الفوضى أو تيار في كردستان أكثر قرباً من إيران !

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة