خاص : ترجمة – آية حسين علي :
شرع ولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، في إنشاء عدد من الشركات العملاقة التي سوف تُجر البلاد إلى وضع شديد التعقيد دون أدنى مؤشر على نتائج هذه الخطوة، ورغم أن خططه تحظى بدعم خفي ومعلن من جانب “الولايات المتحدة” و”إسرائيل”، إلا أن قدرته على إرتكاب الأخطاء تُمثل خطرًا متزايدًا يضع مستقبله على المحك، وذكرت صحيفة (الغارديان) البريطانية، في مقال نُشر هذا الأسبوع، أن “محمد بن سلمان” قد يكون في حاجة إلى وجود شخص رشيد إلى جانيه لمراقبة تصرفاته.
ولي العهد سلك الطريق الخاطيء..
بحسب صحيفة (بوبليكو) الإسبانية؛ فإن ولي العهد لا يُضيع أي فرصة من أجل إرتكاب الأخطاء، ويبدو أنه خصص وقته من أجل هذا، وكان آخر فصل من فصول أخطاءه المتكررة؛ التجسس على الهاتف الشخصي لمالك شركة “آمازون”، “جيف بيزوس”، أغنى رجل في العالم، تلك الواقعة التي لا تزال الرياض تنفيها بإصرار.
وذكرت مجلة (ذا آتلنتك) أن “محمد بن سلمان” يطمح في أن يحكم البلاد، سواء في وجود والده، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، أو بعد توليه السلطة، على مدار نصف قرن، أي مدى الحياة، لكن (بوبليكو) ترى أنه بدأ مشواره من الطريق الخاطيء.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن الأمير السعودي لم يخترق هاتف “بيزوس” لأنه رجل الأعمال القوي صاحب شركة “آمازون”، وإنما لأنه أيضًا مالك صحيفة (واشنطن بوست)، التي كان يعمل بها الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، الذي تعرض لعملية اغتيال داخل “قنصلية الرياض” في “إسطنبول”، في تشرين أول/أكتوبر من العام 2018، وقد يكون “بن سلمان”، الذي لم يهتم قط بمقالات “خاشقجي”، قد سعى إلى التجسس على “بيزوس” من أجل تجميع بيانات شخصية حوله يمكن من خلالها إبتزازه فيما يخص تغطية الصحيفة للأوضاع في المملكة.
وتُجدر الإشارة إلى أن عملية التجسس نُفذت قبل مقتل “خاشقجي”، ما يعني أن “محمد بن سلمان” كان يشعر بقوة هائلة نتيجة الدعم الأميركي غير المحدود له، وفي الواقع يُعد هذا الدعم ضروريًا وحاسمًا من أجل الدفاع عن السياسات المثيرة للجدل التي تمارسها المملكة في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن “إسرائيل” أيضًا كانت حاضرة منذ البداية، إذ استخدمت المملكة في تنفيذ عملية الاختراق، فيروسًا إسرائيليًا طورته شركة إسرائيلية لها علاقات قوية وودية مع جهاز المخابرات السعودي، وتتعاون معها في التجسس على مواطنين سعوديين داخل وخارج البلاد.
ماذا لو خسر “ترامب” في الانتخابات ؟
ذكرت الصحيفة الإسبانية أنه يكفي أن يخسر “ترامب” في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حتى ينقطع عن ولي العهد السعودي الدعم الأميركي؛ ليجد نفسه أمام مشكلات عميقة سواء في الداخل السعودي أو على المستوى الخارجي.
وتابعت الصحيفة أن “بن سلمان” أعتقد أن “واشنطن” قد تمنحه نفس الدعم الذي تقدمه إلى “إسرائيل”، لكنه نسي أن المملكة ليست “إسرائيل”؛ إذ يتبرع اليهود الأميركيين بنصف رواتب أعضاء “الكونغرس” و”مجلس الشيوخ”، بحسب القناة (12) الإسرائيلية، بينما من غير الممكن أن يمنحهم “بن سلمان”، “الريال” السعودي، بدلًا من “الدولار” كما أن البرلمان الأميركي لا يعتبر المال السعودي نقيًا مثل الأموال التي تتبرع بها الجالية اليهودية صاحبة النفوذ، وهو ما يعني أنه لن يأتي اليوم الذي يصوت فيه “مجلس الشيوخ”، بتأييد جميع أعضاءه، على مسألة متعلقة بالمملكة كما يحدث عادة فيما يخص “إسرائيل”.
ماذا جنى ولي العهد من الصراع مع إيران وحرب اليمن ؟
أضافت (بوبليكو) أنه ربما يحتاج “بن سلمان” إلى الإستماع لنصيحة (الغارديان)، لأن تصرفاته غير محسوبة، ومثال عليها أن صراعه مع “إيران” لم يجلب له أية مكاسب؛ بل على العكس فهو مضطر إلى دفع فاتورة وجود القوات الأميركية على أرضه، رغم أن “ترامب” لم يُحرك له ساكنًا من أجل معاقبة “طهران” على أفعالها المفترضة ضد السعوديين، ومن ناحية أخرى يجب أن يتوقف تدخله العسكري الكارثي في “اليمن” في أقرب وقت ممكن.
ويأمل ولي العهد أن تنسى “واشنطن” سريعًا تأثير عملية التجسس على “بيزوس”، كما يتمنى أن يواري الزمن جريمة قتل “خاشقجي”، ومن المحتمل أن يحدث أمله الأول لأن الإدارة الأميركية لا تُكن أي تقدير للصحيفة نظرًا لانتقادها المستمر للرئيس ولمن حوله.