26 أبريل، 2024 7:01 ص
Search
Close this search box.

طمعاً في “الكبسة” السعودية .. إيران توحد بين إسرائيل والدول العربية السنية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

حاول الكاتب الإسرائيلي “عاموس جلبواع” استشراف مستقبل العلاقات الإسرائيلية الخليجية في ضوء المستجدات الإقليمية والتهديد الإيراني المشترك على الطرفين، خلال أحدث مقالاته التحليلية التي نشرها مؤخراً الموقع الإلكتروني لصحيفة “معاريف” العبرية.

مساعدة الدول السنية المعتدلة.. فكرة من الخيال

فيقول الكاتب الإسرائيلي ابتداءً “من يظن أن الدول العربية السنية المعتدلة ستضغط على الفلسطينيين لحلحلة مواقفهم من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، يعيش في الوهم.. وكذلك من يظن أنه يمكن تحقيق سلام مع الدول السنية كالسعودية ودول الخليج دون التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين يعيش هو الآخر في وهم كبير”. مؤكداً على وجود فكرة بات لها معتنقون ومؤيدون داخل إسرائيل، تتلخص في إمكانية التوصل إلى حلف أو اتفاقيات أمنية مع الدول العربية السنية “المعتدلة” في مواجهة التهديد الإيراني المشترك. بل إن هناك فكرة أخرى هي أشبه بالخيال، ومع ذلك فقد صارت تلقى صدى كبيراً على الساحة السياسية الإسرائيلية، مؤداها أنه باستطاعة إسرائيل تحقيق سلام مع الفلسطينيين بمساعدة الدول السنية المعتدلة وحينئذ لن تتوصل إسرائيل إلى اتفاقيات سلام مع السعودية ودول الخليج فحسب، وإنما ستتمكن مع هذه الدول من تأسيس حلف عسكري ضد العدو الإيراني.

ويخلص جلبواع من ذلك إلى أن “إيران باتت هي العدو الأول لإسرائيل وللدول العربية وعلى رأسها السعودية ودول الخليج”. ولذلك فإن مصلحة إسرائيل تتطابق مع مصلحة دول الخليج وتتلخص في ردع إيران وأذنابها، وعلى ذلك ينبغي لإسرائيل أن تكون لها مصلحة في إجراء حوار أمني هادئ مع السعودية وبقية الدول التي تدور في فلكها. كما يرى الكاتب الإسرائيلي أنه ينبغي للسعودية أن تكون لها مصلحة في الاستعانة بإسرائيل بطرق مختلفة تحت الطاولة. ولكنه يعتقد بوجود اختلافات جوهرية بين الواقع الأمني الذي تواجهه السعودية وبين ذاك الذي تواجهه إسرائيل فيما يتعلق بإيران. وتلك اختلافات تفرض من وجهة نظر “جلبواع” قيوداً على التعاون الأمني الشامل والمعلن بين إسرائيل وبين السعودية.

الإختلافات بين الوضع الامني الإسرائيلي والسعودي

يستعرض “عاموس جلبواع” أبرز تلك الاختلافات فيقول: “أولاً.. إن التهديد الإيراني الحالي على السعودية يتركز جله في التآمر الداخلي لإسقاط النظام السعودي عبر تحريك الكتلة الشيعية الكبيرة في شرق السعودية. كما تمارس إيران ضغوطاً عسكرية من الجبهة اليمنية عبر الإيعاز لأبناء الطائفة الحوثية الشيعية. وأخيراً فإن التهديد النووي هو تهديد بعيد المدى. أما بالنسبة لإسرائيل فليس ثمة تهديد إيراني بالتآمر. ولكن التهديد القريب والمحتمل هو تهديد عسكري عبر تنفيذ هجمات إرهابية وإطلاق صواريخ من هضبة الجولان عبر أذناب إيران. كما يمثل حزب الله اللبناني التهديد الإيراني الدائم والصداع الذي يعتمل في رأس إسرائيل. أما التهديد المستبعد جداً فهو بالطبع التهديد النووي”.

ثانياً.. إن التنافس بين السعودية وبقية الدول السنية كمصر والأردن ودول الخليج من جهة وبين إيران من جهة أخرى هو تنافس سياسي وديني، وهو صراع قديم بين السنة والشيعة، تحولت فيه إيران منذ مطلع القرن الـ16 إلى الدولة الشيعية الكبرى التي شنت على مدار300 سنة حروباً مسلحة ضد الخلافة العثمانية السنية. إن ذلك الصراع الذي يتخذ أبعاداً ثلاثة دينية وثقافية وسياسية هو اليوم أكبر أزمات المنطقة.

ويتساءل الكاتب الإسرائيلي: هل إسرائيل مضطرة لأن تقحم نفسها في هذا الصراع علناً؟.. ويا ترى أهي دولة سنية؟

ثالثاً.. حتى هذه اللحظة ليس ثمة حلف سني في المنطقة؛ فالسنة ممزقون. ولكن في المقابل هناك حلف شيعي معلن تقوده إيران. وهذا أمر واضح تماماً على ساحة القتال في سوريا.. فهل يا ترى سيصاب الإسرائيليون بالجنون ليقوموا بتوحيد السعودية وتركيا مثلاً في حلف مشترك ضد المحور الشيعي ؟.. هذا هراء

يقول الكاتب الإسرائيلي ختاماً: “إذا كان الأمر كذلك، فإن ما ينبغي على إسرائيل فعله هو الاستمرار في إقامة علاقات أمنية وغير أمنية مع الدول العربية المعادية لإيران خلف الكواليس شريطة إشراك إدارة ترامب. كما ينبغي على إسرائيل عدم إحراج الدول العربية “المعتدلة” باتخاذ إجراءات غير مسؤولة من قبيل ضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية، كما ينبغي ألا تبدو إسرائيل معارضة للحوارات السياسية مع الفلسطينيين إذا دعا ترامب إلى ذلك. والأهم ألا يتمادى الساسة الإسرائيليون في أوهام إقامة تحالف عسكري مع السعودية وأنهم سيأكلون الكبسة في الرياض قريباً”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب