14 يوليو، 2025 10:24 م

طعون “ترامب” .. محاولة لقنص الفوز أم تخفيفًا لآلام الخروج من “البيت الأبيض” ؟

طعون “ترامب” .. محاولة لقنص الفوز أم تخفيفًا لآلام الخروج من “البيت الأبيض” ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مع تزايد أسهم المرشح الأميركي، “جون بايدن”، والتي وصلت إلى 264 صوت من أصوات “المجمع الانتخابي”، ويحتاج إلى إضافة 6 أصوات فقط لإعلان فوزه النهائي، مع تواصل فرز أوراق الإقتراع في ولايات “نيفادا وبنسلفانيا وغورغيا وآلاسكا ونورث كارولينا”. مقابل 214 صوت للرئيس، “دونالد ترامب”، بدأت الطعون والدعاوى القضائية من حملة “ترامب” طريقها لمواجهة الشبهات التي تحدث عنها خلال الانتخابات الرئاسية، خاصة التزوير من خلال البريد الإلكتروني، وهو الأمر الذي دائمًا ما يحدث في أي انتخابات أميركية، ولكن هل تؤثر تلك الطعون والدعاوى القضائية على نتيجة الانتخابات ؟.

الخبير في الشؤون الدولية، “نزار الجليدي”، يقول إننا الآن نعيش عمليًا فصولاً من الديموقراطية الأميركية بشكل آخر، ومتوقع أن يطول مسلسل المحاكم، وكذلك الاتهامات والتراشق المتبادل، حتى بعد أن تحسم الأمور في بقية الأماكن الموجودة، وأصبح من الواضح أن “جو بايدن” سيكون ساكن “البيت الأبيض” قريبًا، مع الإشارة إلى أن هذه الانتخابات ستكون فريدة من نوعها، لأن معارك كبيرة ستكون في الشارع والقضاء.

يبرر فشله..

بدوره؛ يقول الخبير في الشؤون الأميركية، “عدنان نقَول”؛ إن المرشح للرئاسة، “جو بايدن”، أعطى أمس تصريحات مطمئنة بأنه سيكون رئيسًا لكل الأميركيين في حال فوزه، وسوف يتجاوز مسألة الخلافات السياسية بين الحزبين، وأعتقد أن الرئيس “ترامب” لجأ إلى تقديم الاعتراضات لتبرير فشله في الفوز في الانتخابات الحالية.

فرصه أقل للفوز..

وقال عضو اللجنة الديمقراطية في مقاطعة ألباني، “أنطون كونيف”، إن “ترامب” أمامه فرصة أقل للفوز في معركة قضائية بشأن نتائج الانتخابات المتنازع عليها؛ مقارنة بـ”جورج دبليو بوش”، في عام 2000.

في عام 2000، فاز “جورج دبليو بوش”، بالانتخابات بعد معركة قانونية طويلة حول فرز الأصوات في ولاية “فلوريدا”. وبعد عشرين عامًا، بدأ “ترامب” في تقديم طعون لوقف فرز الأصوات في عدة ولايات، متهمًا المسؤولين المحليين بإنتهاك القوانين. كما هدد الرئيس برفع الدعوى القانونية إلى المحكمة العليا.

وقال إن: “ترامب ليس لديه أساس للفوز في المحاكم. معظم الولايات التي يتنافس فيها يسيطر عليها الديمقراطيون؛ على عكس قضية فلوريدا، حيث سمح قرار مسؤولي الانتخابات بالوصول إلى المحكمة العليا، وحتى المحكمة العليا غير قادرة على قلب إرادة الناخبين”.

موضحًا أن “ترامب” يثير الجدل من لا شيء لمحاولة تشويه النتائج. لسوء الحظ، حتى مراقبو استطلاعات الرأي في (الحزب الجمهوري) لم يجدوا أي أخطاء خلال هذه الانتخابات، مشيرًا إلى أن المراقبين الدوليين لم يجدوا أي خطأ.

فيما قال مسؤولون من ولايتي “نيفادا” و”نورث كارولينا”، إن النتائج النهائية لن تعلن حتى منتصف الأسبوع المقبل، في حين قد تظهر النتائج في “غورغيا” و”أريزونا”، في وقت لاحق من يوم الخميس.

وأضاف “كونيف”: “إذا ذهبت كل من غورغيا وأريزونا إلى بايدن؛ فإن نيفادا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا لن تكون مهمة”.

محاولة لتمديد عملية الفرز..

من جانبه؛ قال “روبرت يابلون”، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة “ويسكونسن ماديسون”: “المناورة القانونية الحالية هي في الأساس وسيلة لحملة ترامب لمحاولة تمديد العملية على أمل ظهور بعض الشذوذ الخطير. لكن حتى الآن، لم نر أي مؤشر على وجود مخالفات منهجية في فرز الأصوات”.

لضمان عد الأصوات..

وكان مدير حملة ترامب، “بيل ستيبين”، قد قال أمس الأول، إن الدعاوى القضائية تهدف إلى ضمان عد الأصوات القانونية. فيما قال “بوب باور”، من الفريق القانوني لـ”بايدن”: الدعاوى القضائية لا أساس لها من الصحة. إنها تهدف إلى منح “حملة ترامب” الفرصة للمطالبة بإيقاف فرز الأصوات. إنها لن تتوقف.

يتوقف السباق على ولاية أو إثنتين..

ومن خلال تأكيدات الخبراء، فإنه لكي يترتب أثر على الدعاوى القضائية، يتعين أن يكون السباق معلقًا على نتيجة ولاية أو ولايتين بفارق بضعة آلاف من الأصوات.

فقد طلب “ترامب”، في “ميشيغان” و”بنسلفانيا”، من المحاكم وقف فرز الأصوات مؤقتًا؛ لأن مراقبي الحملة مُنعوا من الإطلاع على سير عملية الفرز.

وتسعى الحملة، في “المحكمة العليا”، إلى إبطال الأصوات المرسلة بالبريد في ولاية “بنسلفانيا”؛ والتي تحمل ختم “يوم الانتخابات”، ولكن ستصل بنهاية يوم الجمعة.

ليواصل جهوده الخطابية..

وقال “جوشوا غيلتزر”، الأستاذ في معهد الدفاع والحماية الدستورية بجامعة “جورج تاون”؛ إن: “هذا التقاضي أشبه ما يكون بمحاولة لإتاحة الفرصة لترامب ليواصل جهوده الخطابية من أجل نزع الشرعية عن انتخابات خسرها”.

وخسرت “حملة ترامب”، أمس الخميس، الدعوى القضائية في “ميشيغان”، لكن محكمة في “بنسلفانيا” أمرت بتمكين مراقبي “حملة ترامب” من حضور عملية فرز الأصوات في “فيلادلفيا”.

وفي “غورغيا”، طلبت “حملة ترامب” من القاضي إصدار أمر لمقاطعة “تشاتام” بفصل بطاقات الإقتراع التي تصل متأخرة لضمان عدم احتسابها. لكن المحكمة رفضت قبول الدعوى أمس الخميس.

وما تزال “حملة ترامب” تطعن في بطاقات الإقتراع التي تصل متأخرة عبر البريد في ولاية “بنسلفانيا”، والتي تقدرها وسائل الإعلام حتى الآن بالمئات وهي أرقام أصغر من أن يكون لها تأثير ملموس.

وعلاوة على ذلك، يبدو أن بإمكان “بايدن” الفوز بسباق الرئاسة حتى لو خسر الولاية. ويتوقع مركز “أديسون” للأبحاث فوز “بايدن”، في “ميشيغان”، ويقول خبراء إن وقف الفرز لن يساعد “ترامب” في شيء.

وقال الخبراء إن الدعاوى القضائية ومزاعم التزوير ربما يكون الهدف منها تخفيف حدة ألم الخروج من “البيت الأبيض” عبر التشكيك في نزاهة العملية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة