20 سبتمبر، 2024 12:07 ص
Search
Close this search box.

طرد الصدر لـ”أزهريون” يكشف .. التحديات أمام إدارة التنظيمات المسلحة داخل التيار !

طرد الصدر لـ”أزهريون” يكشف .. التحديات أمام إدارة التنظيمات المسلحة داخل التيار !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

طلب زعيم (التيار الصدري)؛ “مقتدى الصدر”، الذي يتمتع بقاعدة شعبية ضخمة في “العراق”، طرد من وصفهم: “ميليشيا وقحة” من داخل صفوف (سرايا السلام)، الجناح العسكري لـ (التيار الصدري).

ونشر ما يُعرف: بـ”وزير الصدر”؛ “صالح محمد العراقي”، بيانًا على منصة (إكس)، قال فيه إن على: “تحسين الحميداوي؛ طرد كل المنتمين للمليشيا الوقحة: (أزهريون) من تشكيلات (سرايا السلام)”.

وأضاف “العراقي”: “بل وعلى (التيار الوطني الشيعي) مقاطعتهم وتبليغ الجهات الأمنية عنهم وعن أفعالهم المشينة؛ التي تُزعزع أمن الوطن”.

ويشغل “الحميداوي” منصب قائد (سرايا السلام)؛ القوة العسكرية لتيار رجل الدين الشيعي “مقتدى الصدر”، الذي يُعرف اليوم باسم (التيار الوطني الشيعي).

ولا تتوفر الكثير من المعلومات الموثوقة حول ميليشيا (أزهريون)؛ أو السبب الذي دعا “الصدر” لاتخاذ هذه الخطوة تجاههم.

ليست المرة الأولى !

واستخدم “الصدر” كلمة: “ميليشيا وقحة”، قبل عدة سنوات، في إشارة منه إلى ميليشيا (عصائب أهل الحق)؛ التي يتزعمها “قيس الخزعلي”، المصُّنف ضمن قوائم الإرهاب في “الولايات المتحدة”.

وكان “الخزعلي”؛ سابقًا، متحدثًا باسم “الصدر”، لكنه انشق عن (جيش المهدي)؛ (سرايا السلام حاليًا)، في أواخر عام 2005، ليُشّكل ميليشيا (عصائب الحق).

ومنذ ذلك الحين؛ بدأ زعيم (التيار الصدري) بتوجيه نقد لاذع للفصائل الشيعية المسلحة المقربة من “إيران”، وأطلق عليها مرارًا وصف: “الميليشيات الوقحة”.

اعتراض موكب وزير الداخلية..

وكشف مصدر مسؤول في الحكومة العراقية؛ في حديث لـ (العين الإخبارية)، عن أن عناصر من (أزهريون) اعترضوا موكب وزير الداخلية العراقي؛ “عبدالأمير الشمري”، عند مدخل الجسر القديم في مدينة “سامراء”، التابعة لمحافظة “صلاح الدين”، يوم الجمعة.

وقال المصدر إن: “احتكاكًا حصل بين طاقم حراسة وزير الداخلية وعناصر من (سرايا السلام)، أدى إلى اشتباكات بالأسلحة والأيدي، أصيب خلالها وزير الداخلية بلكمات بوجهه وكتفه، كما أصيب سائقه بكسّر في الأنف”، لافتًا إلى أن هناك جرحى بين حُراس الوزير، الذي تم منعه من دخول مرقد الإمامين العسكريين في “سامراء”.

وكان وزير الداخلية يقوم بجولة في “سامراء” لضمان انسيابية حركة الزوار الشيعة، لمرقد الإمامين العسكريين.

وأوضح المصدر؛ أن: “الصدر؛ اتصل الليلة الماضية، بوزير الداخلية؛ الشمري، وقدم له اعتذارًا عما حصل معه من قبل قوة عسكرية تدعي الانتماء له”.

تحديات كبيرة تواجه تطهير “التيار”..

وبحسّب (إرم نيوز)؛ فإن طرد (أزهريون) قد يكون إشارة إلى رغبة “الصدر” في تطهير (التيار) من العناصر التي يراها مفسُّدة أو غير منضبطة، التي بطبيعة الحال تُظهر تقاربًا مع الميليشيات الموالية لـ”إيران”.

هذا القرار يحمل أيضًا رسالة إلى الفصائل المسلحة الأخرى في “العراق”، بأن (التيار الصدري) لا يتسامح مع التصرفات التي يمكن أن تضُر (التيار) وتخرج عن أهدافه.

والتوترات داخل الفصائل المسلحة التابعة لـ (التيار الصدري) ليست جديدة، ولكن قرار طرد (أزهريون) قد يعكس تحديات أكبر تتعلق بإدارة التنظيمات المسلحة داخل (التيار)، خصوصًا مع وجود تباينات داخلية في الرؤى والأهداف.

طريقة عمل “أزهريون”..

أوضح الخبير في شؤون الجماعات والفصائل المسلحة بالعراق؛ “عدنان الحسيني”، في حديث لـ (العين الإخبارية)؛ أن تشكيل (أزهريون) برُز قبل سنوات في المناطق الشيعية الفقيرة والخاضعة لسيّطرة (التيار الصدري).

وأضاف أن: “(أزهريون)؛ جماعة تنتمي عقائديًا وحركيًا إلى (التيار الصدري)، لكنها عملت خلال الفترة الماضية ضمن أنشطة وفعاليات خاصة، وهي أشبه بالخطوة الانعزالية التي قد تُمهد الطريق إلى الانشقاق عن (التيار الصدري) مستقبلاً، كما انشقت ميليشيات (عصائب أهل الحق) عام 2006 عن ميليشيات (جيش المهدي)؛ الجناح العسكري لـ (التيار الصدري) في حينها”.

وقالت مصادر مقربة من (التيار الصدري)؛ في حديث لـ (العين الإخبارية)، إن: “اسم التشكيل يعود إلى؛ الشيخ أزهر الدليمي، الذي قُتل عام 2007″، لافتًا إلى أن: “الجماعة يتزعمها منذ عام 2014؛ شخص يُدعى: صمد أبوكاظم الفرطوسي، الذي يدعي انتماءه لفصائل (التيار الصدري)، ومعه مجموعة من الأفراد بعضهم ينتمي إلى تشكيلات (سرايا السلام) كأفراد”.

وقتلت القوات الأميركية؛ “أزهر الدليمي”، في آيار/مايو عام 2007، بوصفه المنُّفذ والعقل المدبر لعملية “مجلس محافظة كربلاء” خلال ذلك العام، التي نفذتها (عصائب أهل الحق)، لأسر جنود وضباط أميركيين، ونجحوا في ذلك.

ووفق المصادر؛ فإن: “زعيم (التيار)؛ مقتدى الصدر، لا يسمح بوجود عناوين فردية داخل العمل المؤسساتي حفاظًا عليه، فضلاً عن وجود معلومات تُشير إلى انعزال (أزهريون) عن باقي الأفراد، مع وجود نوايا بانشقاقهم عن (التيار)”.

وتابعت المصادر أن: “تكليف تحسين الحميداوي؛ المسؤول العام لـ (السرايا) بطرد كل المنتمين لجماعة (أزهريون)، يأتي لأهمية الموضوع من الناحية الأمنية والعسكرية لـ (التيار) و(سرايا السلام)”.

ووفق المصادر؛ فإن “الصدر” يُدرك أن: “كل حركة منشُّقة ستتحول فيما بعد إلى مليشيات، شأنها شأن الفصائل الأخرى، وأن وصفه لهذه الجماعة بالمليشيات الوقحة، ودعوته إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية عنهم يؤكد أهمية الأمر من الناحية الأمنية”.

وفور صدور توجيه “الصدر”؛ قرر المسؤول العام عن (سرايا السلام) طرد؛ “صمد أبوكاظم الفرطوسي”، من تشكيلات (السرايا(، وعدم التعامل معه ومقاطعته، فيما برزت دعوات من داخل (التيار الصدري) لعدم شمول كل المنتمين للمجموعة بهذا الإجراء، لأن بينهم من ينتمي بشكلٍ حقيقي وعقائدي لـ (التيار) وزعيمه، وقد غرر بهم دون علم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة