7 مارس، 2024 11:19 ص
Search
Close this search box.

ضريبة الجلوس على عرش المملكة .. “أدفع تجد الحماية” فلسفة ترامبية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

مشاهد هي الأولى من نوعها في عالم السياسية؛ تلك التي خرجت علينا في أثناء لقاء الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، وولي العهد السعودي الأمير الطامح إلى السلطة، “محمد بن سلمان” !

لوحة مزايدات.. عليك أن تدفع لديك الكثير..

فقد أحضر “ترامب” لوحة؛ أقل ما توصف بأنها “لوحة مزايدات استثمارية”، تجلب المليارات لأميركا وفرضها على “بن سلمان”.. ولسان حاله يقول إنك ستشتري هذه الأسلحة والطائرات بالأمر بأي مقابل نمليه عليك، بل وصل الأمر بأن سخر الرئيس الأميركي بقوله: “إنها مجرد، «تسالي»، أو حبات فول سوداني بالنسبة إلى ولي عهد السعودي”.. ولم يملك “بن سلمان” سوى الضحك أمام هذه الكلمات.. وأكتفى بإيماءة رأسه معلناً إلتزامه بكل كلمة يفرضها “ترامب” !

صفقات ثم صفقات.. كلام السياسة لا يُجدي..

الأمر الذي أثار وسائل إعلام تتابع زيارة “بن سلمان”، فقد بات واضحاً أن العلاقات بين الدول تدار في “البيت الأبيض” بإدارة أشبه برجال الأعمال، إذ لا حديث سوى عن صفقات تأتي بالربح ولا شيء آخر يعنيهم مثل الإستراتيجيات الكبرى والسياسات التي يفترض أن يناقشها السياسيون !

“ترامب” و”بن سلمان” يتحدثان عن الصفقات؛ وكم وفر أحدهما للآخر من فرص عمل؛ وكم إبتاع من سلاح ؟!.. لا يتحدثان، أحدهما أو كلاهما، إلا قليلاً عن العلاقات والتحديات إذا وجدت، وعن عالم ما بعد “البريكسيت”، وحقبة الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، الممتدة، وزعيم كوريا الشمالية المنتصر، ودلالات ذلك على الأمن الدولي وعلى طرق إمدادات الطاقة عبر القارات والمضائق والبحار !

تحصل على أموالنا.. لكن عليك أن تلبي ما أطلب !

“محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، على خلاف من سبقوه ممن كانوا يزورون “البيت الأبيض” وهم في السبعينيات من العمر يريد الكثير من “ترامب” مقابل ما يدفعه من أموال، وإذا كان ثمة من ثمن يكلفه أكثر فإنه على إستعداد لسداد ما يريده “ترامب”.

يقول ذلك وهو يبتسم والآخر يضحك.. ويتابع؛ لقد وفرنا لكم أكثر من 4 ملايين فرصة عمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة !

المال مقابل الحماية.. بزنس “ترامب”..

للوهلة الأولى يبدو اللقاء بين “بن سلمان” و”ترامب”، وكأنه لقاء بين رجلي أعمال.. لكنه ليس كذلك.. هو لقاء بين رئيس، يقول كثيرون إنه يبتز حلفاءه مقابل ما يرى إنها حماية يؤمنها لهم، وبين شاب طموح أصبح في وقت قصير ولياً للعهد في دولة من بين الأغنى في العالم !

ما بات في حكم اليقين أن ولي العهد الشاب الطامح للسلطة، يسعى بكل جهده لمباركة “البيت الأبيض” على خطوته القادمة، وهي أن يصبح ملكاً، ويرى “بن سلمان” أن ثمة عدواً في المنطقة يهدده؛ وهو “إيران”، وقد غامر، وفقاً لمحللين ومتابعين للشأن اليمني والخليجي.. وخاض حرباً تحولت إلى مجزرة متنقلة في الجوار اليمني ويريد غطاءًا سياسياً لكل هذا، وليس أفضل من رضا “بريطانيا” و”أميركا” !

صفقات سلاح تكفي لحرب عالمية ثالثة !

غير ذلك؛ هناك ما يملكه الأمير الطموح وهو “المال”، لينفق على ما يعتقده أمور لا غنى عنها، إذ بدأ “بن سلمان” جولته في “مصر”، وهناك دفع أموالاً في صيغة استثمارات، قيل إنها وقعت بقيمة 16 مليار دولار، وبعدها إتجه إلى “بريطانيا” وعقد صفقات أخرى تجاوزت قيمتها الـ 100 مليار دولار، وأخيراً “واشنطن”.. ما جعل الجميع يتساءل إذا ما كان الرجل بصفقات السلاح الضخمة هذه يستعد لحرب عالمية ثالثة، أم ثمة ما يريب حقاً يتجهز له “بن سلمان” ؟!

التفريط في الأصول.. ليست ثروات العائلة..

يقول متابعون إن تفسيرات “بن سلمان” تظل قاصرة، فبلاد الأمير، الطامح للسلطة، ليست مهددة بالنووي الإيراني حتى يتحدث عن خطط لبناء المفاعلات النووية، و”المال” ليس له، بل لبلاده.. وثمة فروق حاسمة بين ثروة يرثها بالولادة والقرابة؛ وأخرى تمثل أصولاً لبلاده وشعبه، وبالنسبة للبعض فإن الرجل يفرط في الأصول لبلاد تعاني فعلياً من ارتفاع معدلات البطالة وتزايد رقعة الفقر وتوحشه !

وبالتوازي مع ذلك، يصدر الأمير، الطامح للسلطة، خطاباً يغازل المنظومة الفكرية والأخلاقية للغرب، بأنه حدثي ومع المرأة وضد الظلامية والفهم المتشدد للإسلام، وكذلك أنه ضد الفساد ومع نقل بلاده إلى القرن الحادي والعشرين !

شراء الصمت يتطلب إنفاقاً كثيراً..

لكن كل ما سبق يتم تحت كم من الصفقات الضخمة والمجزية بالنسبة لكثيرين؛ بهدف شراء الصمت وفقاً لمنظمات حقوقية تقول إن أي نظرة متفحصة لمقولاته وسلوكياته تخلص إلى أنه لا يختلف كثيراً عن أي “مستبد” صغير في المنطقة، لكن ما يميزه أنه يملك مالاً يغطي به على حملات الإنتقاد التي تلاحقه، وذاك يكفي في “البيت البيض”.. حيث رئيس يدير السياسات في رأي البعض كما لو أنه يدير العقارات بيعاً وشراءً وتأجيراً.

نادل يعرض قائمة “طعام” أم “بقرة حلوب” ؟!

المؤيدون لـ”بن سلمان”؛ يرون أنه هو من كان صاحب الكلمة في زيارته إلى “البيت الأبيض”، التي جرت مع نهايات الأسبوع الثالث من آذار/مارس 2018، وأن اللوحة التي عرضها “ترامب” عليه أمام وسائل الإعلام أشبه بـ”نادل” يعرض قائمة طعامه ومشروباته في أحد المطاعم على أبرز زبائنه !

بينما يرى منتقدوه في النهاية.. أن الأمير الطامح للسلطة، “محمد بن سلمان”، عليه أن يتذكر جيداً ما قاله “ترامب” سابقاً حول بلاده، من أنها أشبه بـ”البقرة الحلوب”؛ نأخذ حليبها ومن ثم نذبحها، وأنه فيما يبدو سيتم استنزاف أموال المملكة ومن ثم إعطاء إشارة التخلص منها !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب