ضرب ميناء “أوديسا” بعد توقيع اتفاقية “الحبوب” .. اتهام أوكراني ونفي “روسي-تركي” .. من الفاعل ولماذا الآن ؟

ضرب ميناء “أوديسا” بعد توقيع اتفاقية “الحبوب” .. اتهام أوكراني ونفي “روسي-تركي” .. من الفاعل ولماذا الآن ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد أقل من 24 ساعة على توقيع “أوكرانيا” و”روسيا”؛ في “إسطنبول”، اتفاقًا مع “تركيا” و”الأمم المتحدة”؛ بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في موانيء “البحر الأسود”، زعمت “أوكرانيا” أن الجيش الروسي قصف “ميناء أوديسا”، وهو ما اعتبرته “كييف” مؤشرًا على عدم احترام “موسكو” لتعهداتها.

وأدعت “أوكرانيا”، أمس السبت، أن الجيش الروسي قصف “ميناء أوديسا”، الميناء الرئيس على “البحر الأسود”، بصواريخ (كروز) من طراز (كاليبر)، حيث أسقطت الدفاعات الجوية صاروخين، وأصاب صاروخان البنية التحتية للميناء.

لطمة لاتفاقية الحبوب..

واعتبرت “أوكرانيا” الهجوم بأنه بمثابة لطمة للاتفاق، محمّلة الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، مسؤولية فشل الاتفاق على تصدير الحبوب الذي جرى توقيعه؛ أمس الأول، في “إسطنبول”.

ودعت “وزارة الخارجية” الأوكرانية؛ “الأمم المتحدة” و”تركيا”، إلى التأكد من إلتزام “روسيا” بتعهداتها وضمان حرية الحركة في ممر الحبوب.

وجرى توقيع هذا الاتفاق المهمّ؛ الذي تمّ التفاوض بشأنه بصعوبة برعاية “الأمم المتحدة”، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة؛ “أنطونيو غوتيريش”، والرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”.

ويزعم المتحدث باسم “وزارة الخارجية” الأوكرانية؛ “أوليغ نيكولينكو”، إنّ الرئيس الروسي: “بصق في وجه الأمين العام للأمم المتحدة؛ أنتونيو غوتيريش، والرئيس التركي؛ رجب طيب إردوغان، اللذين قاما بجهود للتوصل إلى اتفاق”، عبر إطلاق صواريخ على “ميناء أوديسا”.

ومن جهته؛ اتهم الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، مساء أمس السبت، “روسيا”، بأنها لا تفي بإلتزاماتها، وقال خلال اجتماع مع نواب أميركيين بحسب بيان صادر عن الرئاسة: “هذا يُثبت أمرًا واحدًا فقط، بغض النظر عما تقوله روسيا والوعود التي تُطلقها، ستجد طرقًا لعدم الوفاء بها”.

ولاحقًا، أدعت الرئاسة الأوكرانية، إن هجوم “روسيا” على “ميناء أوديسا”؛ بعد توقيع اتفاق تصدير الحبوب تناقض دبلوماسي، لافتة إلى أن “كييف” تحتاج إلى ما لا يقل عن: 50 منظومة صواريخ (MLRS) فعالة؛ مثل (هيمارس) ومئات من مدافع الـ (هاوتزر)، وذلك وفقًا لما نقلته قناة (سكاي نيوز).

و”أوديسا”؛ هي أكبر مدينة وأهم ميناء على ساحل “البحر الأسود” بأكمله، وبالتالي فهي ضرورية لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية.

إدانة أممية.. جاهزة في أي وقت !

وقال بيان صادر عن “الأمم المتحدة”؛ إن: “الأمين العام يُدين بشكل لا لبس فيه الضربات التي أفيد عنها اليوم على ميناء أوديسا الأوكراني، وإنه لا بد من التنفيذ الكامل للاتفاق من قِبل الاتحاد الروسي وأوكرانيا وتركيا”.

فيما أكد الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، الجمعة، أن “الأمم المتحدة” مسؤولة عن احترام الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية، والذي وقع في وقت سابق في “إسطنبول”.

وقال “زيلينسكي”: “الجميع يعلم أن روسيا يمكن أن تُمارس استفزازات وتُحاول تشويه صدقية الجهود الأوكرانية والدولية، لكننا نثق بالأمم المتحدة، مسؤوليتهم الآن أن يضمنوا احترام الاتفاق”.

وأكد “زيلينسكي” أن الاتفاق سيسمح بتصدير: 20 مليون طن تقريبًا من حصاد السنة الماضية؛ وكذلك حصاد العام الحالي، مضيفًا: “لدينا الآن حوالي: 10 مليارات دولار من الحبوب”.

وقال: “هناك فرصة لتخفيف خطورة الأزمة الغذائية التي تسببت بها روسيا ومنع كارثة عالمية، مجاعة قد تؤدي إلى فوضى سياسية في عدد كبير من دول العالم، خصوصًا في الدول التي تُساعدنا”.

إغراق أسطول “البحر الأسود” بأكمله..

إلى ذلك، كتب “أوليكسي هونشارنكو”، النائب الأوكراني، على (تليغرام)، زاعمًا: أنه كانت هناك ستة انفجارات في المدينة وأن ميناءها اشتعلت فيه النيران بعد الهجوم.

وأضاف “هونشارينكو”، مدعيًا: أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت عدة صواريخ أخرى وأن الطائرات المقاتلة اشتبكت في معارك عنيفة فوق المدينة.

زاعمًا: “هؤلاء المخادعون يوقعون عقودًا بيد ويوجهون الصواريخ باليد الأخرى”.

ذكر: “لذا، نحن بحاجة إلى طائرات ونحتاج إلى إغراق أسطول البحر الأسود بأكمله؛ التابع للاتحاد الروسي. سيكون هذا أفضل ترتيب لتصدير الحبوب”.

“تركيا” تنفي تورط “روسيا”..

ووسط كل تلك الاتهامات؛ نفى وزير الدفاع التركي؛ “خلوصي أكار”، أمس، استهداف “روسيا”؛ “ميناء أوديسا” الأوكراني؛ (جنوب البلاد)، وقال إن المسؤولين الروس أبلغوه بأن: “لا علاقة لموسكو” بتلك الضربات.

وأعلن وزير الدفاع التركي؛ في بيان أنه: “خلال اتصالاتنا مع روسيا، أخبرنا المسؤولون الروس بأن لا علاقة لهم على الإطلاق بهذا الهجوم، وأنهم يدرسون القضية بدقة وبالتفصيل”.

وأضاف: “حقيقة أن مثل هذا الحادث وقع مباشرة بعد الاتفاق الذي أبرمناه بالأمس، هو أمر يُثير قلقنا فعلاً”.

“زيلينسكي” يُحاول استغلال الأزمة..

تعليقًا على ذلك الحادث، قال الباحث السياسي الروسي؛ “آندريه مورتازين”، إنه لا يوجد دليل على أن “روسيا” قصفت “ميناء أوديسا”.

وأضاف “مورتازين”؛ أن الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، رجل استفزازي كبير، موضحًا أنه يُحاول استغلال أزمة الحبوب حول العالم.

وأشار “مورتازين” إلى أن “روسيا” لا تُريد إحداث أزمة عالمية بشأن الغذاء حول العالم، لذلك وقعت على استئناف تصدير الحبوب من الموانيء الأوكرانية برعاية تركية.

وكانتا “روسيا” و”أوكرانيا”، قد وقعتا في “إسطنبول”؛ الجمعة، اتفاقين منفصلين مع “تركيا” و”الأمم المتحدة”؛ بشأن تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية والأسمدة عبر “البحر الأسود”، استهدفا المساعدة في تجنب مجاعة عالمية، وذلك من خلال ضخ مزيد من: “القمح وزيت دوار الشمس والأسمدة” والمنتجات الأخرى في الأسواق العالمية، بما في ذلك تلبية احتياجات الإغاثة الإنسانية بأسعار رخيصة نسبيًا، عبر العودة إلى مستوى ما قبل الحرب في “أوكرانيا”، وهو تصدير خمسة ملايين طن متري شهريًا، حيث أعلن “برنامج الأغذية العالمي” أن نحو: 37 مليون شخص وصلوا إلى مرحلة من الجوع الشديد بسبب تبعات الحرب “الروسية-الأوكرانية”.

وتحتاج “أوكرانيا” إلى تفريغ صوامعها قبل موسم الحصاد المقبل، في حين سيكون من شأن زيادة صادرات الأسمدة من “روسيا” تجنب إنتاجية عالمية أقل في المواسم الزراعية المقبلة.

وتسري الاتفاقية لمدة: 120 يومًا، وتتوقع “الأمم المتحدة” تجديدها، إلا إذا انتهت الحرب بحلول ذلك التاريخ. وسيبدأ العمل فورًا لتشكيل فرق التفتيش وتعيين العاملين في مركز التنسيق المشترك في “إسطنبول”؛ الذي سيُشرف عليه أعضاء من كل الأطراف الأربعة الموقعة على الاتفاقية؛ (روسيا، وأوكرانيا، وتركيا والأمم المتحدة).

وتطلب الموانيء الأوكرانية نحو عشرة أيام للاستعداد، ولذلك ستمضي أسابيع قبل أن تتحرك السفن دخولاً وخروجًا. وتضمن الاتفاقية مرورًا آمنًا من وإلى “ميناء أوديسا”، وميناءين أوكرانيين آخرين، هما على الأرجح: “خريسون” و”ماريوبول”.

وعلى الرغم من تلغيم “أوكرانيا” المياه القريبة منها في إطار الدفاع عن نفسها، يقول خبراء إنه لا حاجة لنزع ألغام، ذلك لأن مرشدين أوكرانيين سيوجهون السفن إلى قنوات آمنة في المياه الإقليمية الأوكرانية. وستكون هناك كاسحة ألغام تحت التصرف إذا دعت الحاجة، لكن لن يُرافق عسكريون السفن التي سيتتبعها مركز التنسيق المشترك في “البحر الأسود” إلى “مضيق البوسفور”؛ في “إسطنبول”، ومنه إلى الأسواق العالمية.

واتفقت كل الأطراف على ألا تكون هناك هجمات على السفن أو المنشآت في الموانيء المخصصة للتصدير، وإذا ظهر نشاط محظور فسيتعين على مركز التنسيق المشترك في “إسطنبول” إيجاد الحل له.

وتعهد وزير الدفاع الروسي؛ “سيرغي شويغو”، عقب توقيع الاتفاقية، بأن بلاده لن تستغل إزالة الألغام وفتح الموانيء الأوكرانية، مؤكدًا أن “روسيا” أخذت على عاتقها الإلتزامات المنصوص عليها بوضوح في هذه الاتفاقية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة