ضرب شمال العراق .. وسيلة “إردوغان” لحشد مزيد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية !

ضرب شمال العراق .. وسيلة “إردوغان” لحشد مزيد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية !

خاص : كتيت – نشوى الحفني :

في محاولة منه لتوجيه الرأي العام التركي، هدد الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، بضرب شمال العراق لاستهداف معسكرات المسلحين “الأكراد”، إذا لم تقم الحكومة العراقية “بتطهير المنطقة”، معتبرًا أن “الوقت حان لتطهير جبال قنديل وسنجار ومخمور” من العناصر “الإرهابية” لحزب “العمال الكردستاني”، في حين دعت إدارة “إقليم كردستان العراق” عناصر الحزب إلى مغادرة البلاد.

وغالباً ما يذكر الرئيس التركي “جبال قنديل” و”سنجار” كأهداف محتملة لأي هجوم تركي على القواعد الخلفية لعناصر “حزب العمال الكردستاني” المحظور، لكنها المرة الأولى التي يذكر فيها “مخمور”، المنطقة الواقعة جنوب “الموصل”، والتي يقول “إردوغان” إنها “تغذي” القواعد الخلفية لـ”العمال الكردستاني” في “جبال قنديل”.

وسيلة لحشد مزيد من الأصوات..

المعارضة التركية انتقدت إعلان الحكومة عن العملية العسكرية الموسعة في شمال العراق؛ قبل 16 يوماً فقط من الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة في 24 حزيران/يونيو الحالي، معتبرة أنها “وسيلة لحشد مزيد من الأصوات”.

وقال “إردوغان”، في لقاء جماهيري لأنصار حزبه، الأربعاء 6 حزيران/يونيو 2018: “لن نتردد في القضاء على أي إرهابي يشكل تهديداً على أمن وسلامة المواطنين الأتراك، والقوات المسلحة التركية لن تتردد في التوجه نحو قضاء سنجار العراقي في حال إستدعى الأمر للإقدام على هذه الخطوة”.

وأضاف: “في عفرين استطاعت قواتنا تحييد 4 آلاف و500 إرهابي من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية وفي النهاية فروا مذعورين، والآن حان الوقت لتطهير جبل قنديل وقضاء سنجار من عناصر (العمال الكردستاني)”.

وهاجم “إردوغان”، رئيس أكبر أحزاب المعارضة التركية، “الشعب الجمهوري”، “كليتشدار أوغلو”، الذي اعتبر أن الإعلان عن عملية عسكرية في شمال العراق جاء لأسباب انتخابية. وقال الناطق باسم الحزب الحاكم، “ماهر أونال”: إن “العمليات، (في شمال العراق)، إنطلقت في آذار/مارس الماضي… عقب إنتهائنا من عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون في شمال سوريا، عُدنا إلى شمال العراق لتجفيف منابع الإرهاب”.

وتأتي تصريحات “إردوغان” مع بدء العد التنازلي نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية، المقررة 24   حزيران/يونيو الجاري، والتي ستجري في ظل فرض حالة الطواريء التي قال عنها أنها ربما ستمتد لما بعد الانتخابات أيضًا، واستمرار الاعتقالات وملاحقة من تتهمهم الحكومة بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016.

إقامة منطقة آمنة شمال العراق..

وكان وزير الداخلية التركي، “سليمان صويلو”، كشف الأربعاء الماضي عن أن بلاده تعمل على إقامة منطقة آمنة في شمال العراق بهدف “تجفيف منابع الإرهاب”، في إشارة إلى “حزب العمال الكردستاني”.

ومنذ 1984 يخوض “حزب العمال الكردستاني”، الذي تعتبره “أنقرة” و”واشنطن” و”الاتحاد الأوروبي” تنظيماً “إرهابياً”، تمرداً على الأراضي التركية، إلا أن قيادته العسكرية تتمركز في “جبال قنديل” شمال العراق قرب الحدود مع تركيا.

وتنشط القوات التركية في عمق 20 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية، في إطار عملياتها العسكرية ضد عناصر “العمال الكردستاني” في “جبال قنديل” والمناطق المحيطة بها.

المصادر العسكرية التركية قالت إن القوات “حيدت أكثر من 130 من العناصر الإرهابية”.

والأسبوع الماضي أعلنت تركيا مقتل أربعة من جنودها في إشتباكات مع “العمال الكردستاني” شمال العراق.

على غرار “درع الفرات” و”غصن الزيتون”..

كما أثارت أنقرة مراراً إمكان شن عملية عسكرية عبر الحدود في شمال العراق، على غرار عمليتي “درع الفرات”، في آب/أغسطس 2016، و”غصن الزيتون”، في كانون ثان/يناير 2018، ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

كذلك دعا “إردوغان” مراراً الحكومة العراقية إلى التحرك ضد القواعد الخلفية لـ”حزب العمال الكردستاني” في شمال العراق مهدداً بالتدخل إن لم تفعل.

وتشارك في العمليات الجارية مقاتلات حربية وطائرات من دون طيار، إضافة إلى قوات برية.

ويشهد جنوب شرق تركيا مواجهات شبه يومية بين قوات الأمن و”العمال الكردستاني”، منذ صيف 2015، حين إنهار وقف إطلاق النار كان يهدف إلى وضع حد لنزاع أوقع نحو 40 ألف قتيل منذ 1984.

مطالب بترك “العمال الكردستاني” لأراضي الإقليم..

وفي “أربيل”، دعت حكومة إقليم كردستان، “العمال الكردستاني”، إلى ترك أراضي الإقليم “وعدم إعطاء ذريعة لتوغل القوات التركية”، مطالبة تركيا بـ”احترام سيادة الأراضي العراقية”. وقال الناطق باسم الحكومة، “سفين دزي”، في مؤتمر صحافي؛ إن “وجود مسلحي حزب العمال الكردستاني داخل أراضي إقليم كردستان أدى إلى دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية مرات عدة وتسبب في اندلاع العنف والمواجهات”.

وأضاف: إن “حكومة الإقليم حاولت دائماً عدم تحويل تلك المناطق التي يتواجد فيها حزب العمال الكردستاني إلى ساحة حرب”.

مطالب باحترام سيادة العراق على أراضيها..

كما طالب رئيس الوزراء العراقي، “حيدر العبادي”، أنقرة، باحترام سيادة العراق، نافيًا وجود أي تنسيق بين بلاده وبين تركيا لدخول قوات تركية إلى الأراضي العراقية.

وقال “العبادي”، الثلاثاء 5 حزيران/يونيو 2018، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي: “حتى الآن لا يوجد لدينا أية معلومات أو تنسيق حول دخول قوات تركية إلى الأراضي العراقية”.

وأضاف: “لا نرضى بأي تجاوز على الأراضي العراقية ولا نرضى بأن يتم استخدام أراضينا للعدوان على أية دولة من دول الجوار بما فيها تركيا”.

وتابع رئيس الوزراء: “نطلب من دولة تركيا احترام السيادة العراقية”.

لدعمه في الانتخابات الرئاسية..

من جانبها؛ أشارت صحيفة (التايمز) في مقال للكاتبة، “لهنا لوسيندا”، تحت عنوان: “الأتراك جاهزون لشن هجمات على الكرد من 11 قاعدة عراقية جديدة”، إلى أن القوات التركية تتحضر لشن هجمات على الوحدات الكردية في شمال العراق، في خطوة يأمل فيها الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، بأن تشكل دعمًا له في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الشهر الجاري.

وأضافت الكاتبة أن الجيش التركي أنشأ 11 قاعدة جديدة في العراق أغلبيتها بالقرب من حدوده وإيران، لافتة إلى أن المنطقة تعد معقلاً لـ”حزب العمال الكردستاني”.

ونقلت كاتبة المقال عن رئيس الوزراء التركي، “بن علي يلدريم”، قوله: “ضاعفنا وجودنا في شمال العراق، وهدفنا إستئصال الإرهاب قبل أن يتمكن من التسلل عبر حدودنا”.

بدوره؛ حذّر مصدر في “الاتحاد الوطني الكردستاني” للصحيفة، من أن “هناك نحو 700 قرية في المنطقة التي يسيطر عليها الحزب”، مضيفاً: أنه “في حال شنت تركيا أي هجمات فيسبب ذلك أزمة لاجئين جديدة”.

ونقلت الكاتبة عن المحلل، “ماكس هوفمن”، قوله: إن “إردوغان لديه تاريخ في شن هجمات خارجية، لاسيما العسكرية منها، عندما يشعر بأي تهديد انتخابي”.

“إقليم كردستان” يدخل في صراع لا يد له فيه..

الكاتب والباحث السياسي، “كفاح محمود”، يقول حول التهديدات التركية: “لو عدنا قليلاً إلى الوراء، نرى أن ما يحصل الآن لا يُعد من التداعيات الجديدة في المنطقة، وإنما موضوع حزب العمال الكردستاني وجبال قنديل يعود إلى سنوات طويلة، ربما تمتد لفترة ما قبل سقوط النظام السابق”.

و”حزب العمال الكردستاني” هو واحد من الأحزاب التركية، وهو في صراع حاد مع الحكومة التركية، بسبب فشل الأخيرة في حل المسألة الكردية هناك.

وحاولت القيادة الكردية، وفي مقدمتها السيد، “مسعود بارزاني”، في “كردستان العراق”، أن تقرب وجهات النظر بين المتصارعين، ونجحت تلك المساعي في توقيع اتفاقية سلام بين الطرفين تمتعا خلالها بعامين من السلام، لكن ومع الأسف إنهارت تلك الاتفاقية وعاد الصراع بينهما.

و”حزب العمال الكردستاني” نقل قواعده إلى “جبال قنديل”، الواقعة في “إقليم كردستان العراق”، مع العلم أن قيادة الإقليم نصحت الحزب بالإبتعاد عن هذه المنطقة، لأن ذلك سوف يدخل العراق والإقليم في صراع لا ناقة لهم فيه ولاجمل. وللأسف لم يذعن “حزب العمال الكردستاني” لنصائح الإقليم، واضطرت القوات التركية، التي لربما مستندة على اتفاقيات سابقة مع “بغداد” للتوغل لعدة كيلومترات داخل الأراضي العراقية، مستخدمة أسلحتها الجوية في ضرب قواعد “حزب العمال”، على أساس أن الأتراك يعتبرون “حزب العمال الكردستاني” حزبًا إرهابيًا، مع تحفظي على هذا المصطلح بحق الحزب”، على حد قول “كفاح”، مضيفًا: والقصف التركي المستمر للحزب دفع فيه المواطنون العراقيون في الإقليم مئات الشهداء من الفلاحين وسكان القرى المتاخمة للجبل، بل عشرات القرى تم تدميرها بالكامل ونزح سكانها إلى مراكز المدن في “دهوك” و”أربيل”، فالحكومة العراقية لم تنجح في حل هذه الإشكالية مع “أنقرة” ولا مع “حزب العمال الكردستاني”، منذ العام 2005، بل تعقدت الأمور بشكل أن قيادة “الحشد الشعبي” إحتوت إحدى الفصائل المحسوبة على “حزب العمال الكردستاني” في “سنجار”، وفتحت له قواعد على قمة الجبل، مما دفع بالحكومة التركية إلى استخدام سلاح الجو في قصف قواعد الحزب في “سنجار”.

واعتقد “محمود”؛ “أنه  حتى الآن لم يحصل توغل جدي للقوات التركية داخل الأراضي العراقية لملاحقة حزب العمال، لكن سلاح الجو التركي يكاد لا يمضي أسبوع واحد دون قيامه بالقصف في أربيل ودهوك في المناطق التي يتواجد فيها حزب العمال الكردستاني”.

وسيلة للضغط على تركيا..

وفيما إذا كان العراق يستخدم “حزب العمال الكردستاني” كورقة ضغط على الجانب التركي، يقول “محمود”: “مع تحفظي الشديد على استخدام مثل هذه الأساليب في العلاقات الدولية، لكن هناك بعض المفاصل في الحكومة الاتحادية تستخدم هذا الأسلوب في تعاملها مع حزب العمال الكردستاني في سنجار، فهناك ما يتراوح بين الخمسمائة والألفين عنصر من عناصر حزب العمال الكردستاني ينضوون تحت مسمى الحشد الأيزيدي أو وحدات حماية سنجار، وهي واجهة عسكرية لحزب العمال، وهم يتقاضون رواتب من الحشد الشعبي ولديهم تعاون مشترك بينهما، وهذا يعني أن هناك من يستخدم حزب العمال الكردستاني للضغط لربما على الأتراك، مقابل ذلك فإن وجود القواعد التركية في بعشيقة وبعض القواعد في كردستان العراق، ربما يعقد الإشكالية مع بغداد أكثر”.

فالصراع بين “حزب العمال الكردستاني” والحكومة التركية هو صراع داخلي، والإثنان يصدرون مشاكلهما إلى “كردستان العراق”، وهو موضوع يعقد المشهد بشكل كبير”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة