شهد سوق النفط خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار لم تشهده منذ سنوات، فقد صعدت أسعار الذهب الأسود لأعلي قيمة خلال 7 سنوات، ومن المتوقع أن تشهد الأسعار ارتفاعًا جديدًا على إثر تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقف صادرات النفط عبر أنابيب القزوين لمدة شهرين
توقع نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، توقف صادرات النفط عبر خط أنابيب القزوين لمدة 1.5 شهر على الأقل، وذلك بسبب أعمال الصيانة في محطة النفط في ميناء نوفوروسيسك الروسي.
وتسببت حادثة وقعت الأسبوع الجاري في محطة لضخ النفط في ميناء نوفوروسيسك الروسي بتعطل إمدادات الخام عبر هذا المسار، وأوضحت تقارير أن عاصفة شديدة ضربت منطقة ميناء نوفوروسيسك الروسي المطل على البحر الأسود، أدت إلى تضرر محطة ضخ خام تابعة لشركة “كونسورتيوم خط أنابيب القزوين”، الأمر الذي انعكس على إمدادات الذهب الأسود.
وفي كلمة أمام مجلس النواب الروسي اليوم الأربعاء، أشار نوفاك إلى أنه خلال أعمال الصيانة التي ستستمر ما لا يقل عن 1.5 شهرًا ستتوقف صادرات النفط عبر خط أنابيب القزوين.
وتابع: “هذا الكونسورتيوم (خط أنابيب القزوين) يديره مستثمرون أجانب مثل “شيفرون” وشركات أخرى، كما يتم توفير الصيانة من قبل الشركات الأجنبية ذات الصلة، ومن جانبنا نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان تقديم الدعم في أقرب وقت ممكن من أجل استئناف ضخ النفط، الأمر سيستغرق بعض الوقت وبحسب خبراء سيتطلب ذلك 1.5 إلى شهرين، وخلال هذه الفترة قد لا يتم توفير النفط للأسواق العالمية (عبر هذا المسار)”.
وأشار نائب رئيس الوزراء الروسي إلى أنه خلال أعمال الصيانة سيتم إعطاء أولوية لحماية البيئة، لضمان عدم حدوث تسرب نفطي.
فيما قال رئيس “كونسورتيوم خط أنابيب القزوين” نيكولاي غوربان إن تحميل النفط عبر محطة خطوط أنابيب بحر قزوين قد توقف بشكل كامل، ونتيجة لك قد تنخفض شحنات النفط في مارس وأبريل من هذا العام بنحو 5 مرات.
وأمس حذر نائب وزير الطاقة الروسي بافيل سوروكين من أن تعليق عمل المحطة البحرية يحمل تداعيات خطيرة على إمدادات النفط وتقليصها بنحو مليون برميل يوميًا، مشيرًا إلى أن أعمال الصيانة من المحتمل أن تستغرق شهرًا، لافتًا إلى أن الحادثة ستؤثر على صادرات النفط من روسيا وكازاخستان عبر خط أنابيب بحر قزوين.
ويعتبر خط أنابيب بحر قزوين أحد أكبر خطوط أنابيب النفط في العالم وينقل النفط من كازاخستان وروسيا إلى الأسواق العالمية، ويتوقع الخبراء أن يصل سعر الخام إلى 150 دولارًا للبرميل على إثر الحادث.
“توتال” توقف شراء النفط من روسيا
وعلى صعيد آخر أعلنت شركة النفط الفرنسية “توتال”، أنها قررت وقف شراء النفط والمنتجات البترولية الروسية بحلول نهاية عام 2022 على أقصى تقدير.
وقالت الشركة، في بيان: “نظرًا إلى تدهور الوضع في أوكرانيا ووجود مصادر بديلة لتزويد أوروبا، قررت شركة توتال إنرجي من جانب واحد عدم الدخول في عقود أو تجديدها لشراء النفط والمنتجات البترولية الروسية، بما يضمن سلامة أفرادها”.
وأكدت أنها ستعمل على تعبئة المنتجات النفطية من أماكن أخرى، وخاصة الديزل الذي تنتجه مصفاة “ساتورب” في السعودية.
كما قررت الشركة تعليق تطوراتها التجارية في مجالات البطاريات ومواد التشحيم في روسيا.
من جهة أخرى قررت “توتال” الحفاظ على إمدادات الغاز الروسي في هذه المرحلة، قائلة: “على عكس النفط من الواضح أن القدرات اللوجستية للغاز في أوروبا تجعل من الصعب الامتناع عن استيراد الغاز الروسي في العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة دون التأثير على إمدادات الطاقة بالقارة”.
