وكالات : كتابات – بغداد :
حمل قائد (فيلق القدس) الإيراني، “إسماعيل قاآني”، مجموعة أوامر للميليشيات الموالية لـ”طهران” في العراق، خلال زيارته الأخيرة غير المعلنة لـ”بغداد”، هذا الأسبوع، وفقًا لمصادر مطلعة على الزيارة، في وقت رأى مراقبون أن خليفة، “قاسم سليماني”، يحاول ضبط إيقاع أتباع “طهران”، في “العراق”، خلال المرحلة المقبلة.
وتواجه الميليشيات الموالية لإيران في العراق مرحلة بالغة الصعوبة، منذ مقتل “سليماني”، القائد السابق لـ (فيلق القدس)، ونائب رئيس هيئة (الحشد الشعبي) العراقي، “أبومهدي المهندس”، في كانون ثان/يناير الماضي.
وقال مصدر سياسي مطلع على تفاصيل زيارة “قاآني”، لموقع (الحرة) الأميركي؛ إن المسؤول الإيراني اجتمع في “بغداد”؛ من قادة أربع ميليشيات في بغداد، وطلب منهم الاستعداد لشن هجمات على مصالح أميركية في العراق، في حال تم استهداف “إيران” من قِبل “الولايات المتحدة”.
والقادة الأربعة الذي جلسوا مع “قاآني”، وفقًا للمصدر، هم كل من زعيم (عصائب أهل الحق)، “قيس الخزعلي”، وأمين عام (كتائب الإمام علي)، “شبل الزيدي”، وقائد (كتائب حزب الله)، “أحمد الحميداوي”، وزعيم ميليشيا (النجباء)، “أكرم الكعبي”، وجميعهم مصنفون على قائمة الإرهاب من قِبل “الولايات المتحدة”.
إخلاء مقار الميليشيات !
من جهته؛ أكد مصدر سياسي من داخل هيئة (الحشد الشعبي)، التي تضم فصائل موالية لطهران، لموقع (الحرة)؛ أن الميليشيات المذكورة أعلاه عمدت، ومنذ خمسة أيام، إلى إفراغ مقراتها في “بغداد” وباقي مدن العراق، تحسبًا لأية ضربات أميركية محتملة.
وتزامنت زيارة “قاآني” للعراق مع هجوم، هو الأعنف منذ 10 أعوام، استهدف، الأحد، السفارة الأميركية في “بغداد”؛ بواسطة نحو 21 صاروخ (كاتيوشا)، لكنه لم يُسفر عن خسائر بشرية.
العراق.. رهينة..
وقال الباحث والمحلل السياسي، “إياد العناز”، إن: “المشهد السياسي العراقي يبقى رهينة تجاذبات إقليمية ودولية؛ ورهينة للمليشيات الولائية المرتبطة بالنظام الإيراني، والتي تعمل على أن تكون جزءًا حيويًا من رسم ملامح المشروع السياسي الإيراني في العراق، بما يحقق مصالح وأهداف طهران في مجمل علاقتها الحالية والإرهاصات والمناكفات مع الولايات المتحدة الأميركية.”
ورأى “العناز”، في حديث لموقع (الحرة)؛ أن: “إنفاذ الإجراءات المتخذة من قِبل حكومة بغداد، بالسيطرة على الأوضاع الأمنية ومسك الأرض ومنع الفصائل المسلحة من أي إجراءات ميدانية تؤثر على طبيعة الحالة القائمة”.
زيارة لضبط الإيقاع !
وأشار “العناز” إلى أن زيارة “قاآني” إلى بغداد: “تأتي جزءًا مكملاً للدور الإيراني، ولذلك تصاعدت الأحداث والتهديدات المباشرة بعد الزيارة”.
ودعا الحكومة العراقية؛ إلى أن تلعب “دورًا حاسمًا”، معتبرًا أن: “الواقع الميداني يؤشر إلى عدم إمكانية تحقيق الغايات المطلوبة بسبب استمرار الهيمنة والنفوذ الإيراني واستمرار دعمها للميليشيات الولائية”.
بدوره، اعتبر الصحافي والمحلل السياسي، “أحمد الياسري”، أن: “زيارة قاآني إلى العراق جاءت لضبط إيقاع فصائل الحشد الشعبي، إذ أن ضابط الإيقاع، وهو سليماني، قُتل، والميليشيات تواجه اليوم خطر فسخ العقد الذي يربطها ببعضها البعض”.
واعتبر “الياسري” أن: “قاآني لا يمتلك الخبرة الكافية في العراق، إذ انحصر عمله الميداني والعسكري في سوريا، ونزوله إلى بغداد هو محاولة لضبط داخلي بعد مؤشرات حول إنفلات عقد الميليشيات في الداخل العراقي”.
ولفت إلى أن: “هناك حظرًا مؤقتًا لاستهداف البعثات والمصالح الأميركية في العراق، وذلك حتى تولي بايدن منصبه، إذ يخشى الإيرانيون استهداف العمق الأمني الخاص بهم من قِبل إدارة ترامب، لاسيما بعد مقتل العالم النووي فخري زاده”، مضيفًا أن: “طهران تسعى جاهدة إلى محاولة ضبط استهداف البعثات الدبلوماسية لواشنطن”.
وقال “الياسري” إن: “هناك رسالة مزدوجة تنوي طهران إيصالها لبغداد وواشنطن، مفادها أن أمن العراق في يدنا، والثانية نيتها بضبط الملييشيات وتهدئة الأمور”.
وتأتي تحركات “قاآني” في ظل توتر العلاقات بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، بالتزامن مع استمرار استهداف المصالح الأميركية في “العراق” من قِبل ميليشيات موالية لـ”طهران”.
تصاعد مستمر..
واستُهدفت السفارة الأميركية، وغيرها من المواقع العسكرية والدبلوماسية الأجنبية، بعشرات الصواريخ والعبوات الناسفة، منذ خريف العام 2019.
وحمل مسؤولون غربيون وعراقيون، جماعات متشددة، بينها (كتائب حزب الله)، الموالية لإيران، مسؤوليتها.
وأعلنت جماعات يعتبرها مسؤولون أميركيون وعراقيون واجهة لفصائل مسلحة معروفة متحالفة مع إيران، مسؤوليتها عن الهجمات.
وكشف مسؤول أميركي لرويترز، الأربعاء، أن “كبار مسؤولي الأمن القومي اجتمعوا في البيت الأبيض واتفقوا على مجموعة من الخيارات المقترحة لردع أي هجوم على أفراد عسكريين أو دبلوماسيين أميركيين في العراق”.
وذكر موقع (أكسيوس) أن “الولايات المتحدة” تدرس إغلاق سفارتها في “بغداد” بسرعة؛ بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية على “المنطقة الخضراء” في العراق من قِبل فصائل تدعمها “إيران”، بحسب مصدرين مطلعين على المناقشات.
وأشار إلى أنه في حال تم إغلاق السفارة الأميركية في “بغداد”، سيتم نقل السفير الأميركي في العراق، “ماثيو تولر”، إلى مدينة “أربيل”، في “إقليم كُردستان” شمالي العراق، أو إلى “قاعدة الأسد” الجوية في غربي العراق.
والإثنين الماضي، أبحرت غواصة نووية أميركية في “مضيق هرمز”، في عرض جديد للقوة حيال إيران مع اقتراب ذكرى مقتل الجنرال الإيراني، “قاسم سليماني”، بطائرة مُسيرة أميركية في العراق.
كما تتواجد حاملة الطائرات (يو. إس. إس. نيميتز) في مياه الخليج، منذ نهاية تشرين ثان/نوفمبر الماضي، كما حلقت قاذفتان أميركيتان من طراز (بي-52)، في المنطقة مؤخرًا؛ في استعراض للقوة موجه لـ”إيران” وحلفائها.