26 أبريل، 2024 11:14 م
Search
Close this search box.

ضاربة عرض الحائط برغبات أميركا ودول الخليج .. سوريا تعطي “إيران” جزء من كعكة إعادة الإعمار !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم كل المحاولات الأميركية والخليجية لإبعاد “إيران” عن “سوريا”؛ وإخراجها بشتى الطرق من أماكن نفوذها على الأرض السورية، إلا أن ما يحدث من الجانب السوري يعكس كل ذلك.. فقد وقعت “سوريا” و”إيران”، في “طهران”، الأحد 30 كانون أول/ديسمبر 2018، بالأحرف الأولى “اتفاقية التعاون الاقتصادي الإستراتيجي طويل الأمد” بين البلدين.

وتم توقيع الاتفاقية من قِبل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية رئيس الجانب السوري في اللجنة الاقتصادية الوزارية المشتركة بين البلدين، الدكتور “محمد سامر الخليل”، ووزير الطرق وبناء المدن، “محمد إسلامي”، رئيس الوفد الإيراني في اللجنة، بحضور السفير السوري في طهران، الدكتور “عدنان محمود”، والسفير الإيراني في دمشق، “جواد ترك آبادي”، وفقًا لوكالة (سانا).

الأولوية الأولى للشركات الإيرانية في إعادة الإعمار..

وأكد “الخليل”، خلال جلسة التوقيع، على أن: “العلاقات بين البلدين ممتازة على أصعدة كثيرة؛ وننتظر أن يرتقي التعاون في المجال الاقتصادي إلى مستوى المجالات الأخرى”، لافتًا إلى “الأهمية البالغة للمرحلة الراهنة التي يتم فيها توقيع الاتفاقية؛ كونها تتزامن مع انتصار سوريا على الإرهاب”.

وتابع رئيس الجانب السوري: “بالتوازي مع انتصارنا في الحرب نسطر اليوم في المجال الاقتصادي تعاونًا كبيرًا بين سوريا وإيران”.

ونوه “الخليل” إلى أن توقيع الاتفاق يشكل: “تعاونًا شاملاً على المستوى المالي والمصرفي سيتيح فرصة كبيرة للشركات الإيرانية، لأن تكون حاضرة في مجال الاستثمار في سوريا”، مؤكدًا على أن هذه الاتفاقية تسهم في تسهيل التبادلات التجارية وتذليل العقبات التي تحد من تطوير التعاون.

ولفت “الخليل” إلى أن الجانبين ينتظران عملاً جادًا من اللجنة التي ستشكل، وفق الاتفاقية، لوضع كل البنود حيز التنفيذ العملي.

مؤكدًا أن الأولوية في “إعادة الإعمار” في “سوريا” ستكون للشركات الإيرانية، سواء كانت على المستوى الحكومي أو على مستوى القطاع الخاص.

وكان “الخليل” قد قال، قبل المؤتمر، أن: “المجال الاقتصادي في التعاون بين البلدين؛ يجب أن يحظى بالأولوية، وخاصة فيما يتعرض له البلدان من إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب للنيل من إمكانياتهما”.

تحفيز القطاع الإيراني للعمل في سوريا..

بدوره أكد “إسلامي” على أن العلاقات التاريخية بين البلدين باتت الآن في أهم منعطفاتها، موضحًا أن جميع الجهود المبذولة والإجراءات من قِبل حكومتي وشعبي البلدين وتعاونهما الواسع ستؤدي إلى تحقيق الأمن المستدام والسلام في المنطقة وتحقيق حياة كريمة للشعبين الشقيقين.

وأعلن “إسلامي” أن: “خطة اليوم هي مقدمة للعمل الواسع بين البلدين مستقبلاً”، معربًا عن أمله في “إنجاز اتفاقية التعاون الاقتصادي الإستراتيجي طويل الأمد، وإعدادها بشكل نهائي”، مضيفًا أنه: “من أهم ضروريات هذه الاتفاقية تحفيز القطاع الإيراني للعمل في سوريا.. ويجب علينا تسيير الخط الائتماني لتسهيل قدوم القطاع الخاص الإيراني إلى سوريا”.

وكان مسؤول إيراني قد أعلن، في وقت سابق، عن رغبة بلده ربط “سوريا” بـ”إيران” عبر شبكة سكك حديدية مرورًا بـ”العراق”، وذلك ضمن مشروع ضخم على مستوى المنطقة يهدف إلى تسهيل النقل والتواصل بين الدول الثلاثة.

مشروع يربط إيران بسوريا..

وبحسب وكالة أنباء (فارس) الإيرانية؛ أعلن “محمد موسوي”، مدير عام شؤون الخطوط والمنشآت التقنية في شركة سكك الحديد الإيرانية، عن مشروع يربط “إيران” بـ”سوريا” بإنشاء جسر متحرك فوق جسر نهر “أروند” للربط السككي.

القطاع الخاص الإيراني مستعد لإعادة إعمار سوريا..

من جانبه؛ أعلن رئيس غرفة التجارة الإيرانية، “غلام حسين شافعي”، استعداد القطاع الخاص الإيراني للمشاركة في عملية إعادة البناء والإعمار في سوريا.

قائلاً، في تصريح أدلى به خلال الملتقى “الإيراني-السوري” المشترك المنعقد بـ”طهران”، إن هذه اللقاءات والزيارات تُبيّن بالتأكيد العمق الإستراتيجي للعلاقات الثنائية بين “إيران” و”سوريا”؛ وتثبت الإرادة الجدية لمسؤوليهما لتنمية التعاون الشامل بينهما.

وأعرب عن سروره للانتصارات الأخيرة التي تحققت في “سوريا” ضدّ إرهابيي (داعش)، مضيفًا: “نأمل بأن تشكل هذه الانتصارات بلسمًا لجراح وآلام الشعب السوري”.

كما أضاف “شافعي”؛ أن “غرفة التجارة الإيرانية” بادرت منذ عامين لتأسيس “لجنة إعادة إعمار سوريا” في مختلف مجالات الخدمات التقنية والهندسية والصناعية والزراعية والكهرباء وتسعى من أجل تطوير العلاقات في هذه المجالات.

وأشار إلى التوقيع على “اتفاقية التجارة الحرة” بين البلدين، لكنه أعرب عن أسفه لأنه لم تتم الاستفادة بصورة مناسبة من ذلك.

وأوضح بأنه؛ ما عدا عدد من السلع المهمة، فإن قيمة الرسوم الجمركية بين “إيران” و”سوريا”، تبلغ 4 بالمئة، مضيفًا؛ أن إبرام الاتفاقية والوثيقة الإستراتيجية للتعاون بين البلدين تشكل منعطفًا لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، “ونأمل؛ عبر التوقيع على هذه الاتفاقية، الإرتقاء بالأرضيات التجارية اللازمة بما يتناسب مع العلاقات السياسية”.

تسعى للحصول على نصيب الأسد..

تعليقًا على الخطوة “السورية-الإيرانية”، قال الباحث المتخصص في الشأن الإقليمي، “إسلام فكري نجم الدين”، لـ (كتابات)، أنه من الطبيعي جدًا أن تسعى “إيران” للحصول على نصيب الأسد من كعكة الإعمار السورية، خاصة أن الدولة السورية باتت في المراحل الأخيرة من إنهاء الصراع الدائر على أراضيها بالانتصار، ولا سيما مع إعلان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الانسحاب العسكري من “سوريا” والتنسيق مع “إدروغان”.

موضحًا أن “إيران” ترى أنها ساهمت، من خلال عناصر “الحرس الثوري”؛ وبعض المنتسبين العسكريين الإيرانيين، وكذلك فرق الفاطميين والشيعه الأفغانستانيين والشيعه الباكستنية، في الدعم العسكري والدخول في مواجهة مع الدول الأخرى المعارضة لـ”بشار”، بل وزاد الأمر تحمل العقوبات العسكرية الأميركية واتهامات لا حصر لها ضد “إيران” ومشروعها التوسعي.

فهي ترى أنها قادرة على “إعمار سوريا” والاستفادة من الأموال التي ستدخل تحت بند “الإعمار”، وأيضًا إيجاد آليات مصرفية جديدة لتداول الأموال بعد العقوبات المالية الأخيرة الأميركية علي “إيران” وأثرها على الاقتصاد الإيراني بالسلب، كما أنها قالت، قبل ذلك، أنها في طريقها لإنهاء العقوبات.

وأضاف “نجم الدين”؛ أن “سوريا” ترى أن “إيران” الحليف الأكثر ثباتًا بعد “روسيا” وهي من تحملت معها الحرب الأهلية وشاركت بكل قوتها، وهذا الموقف جعل “الأسد” يرى مكأفاة حلفاءه بشكل لن يفهمه الغرب، ولكنه رسالة أن الصديق الحقيقي هو من سيحصل على “تورته إعادة الإعمار”؛ وليس فقط من يوازن العلاقات الدولية، وأن “سوريا” لن تكون للأميركان لقمة سائغة، بل لها أعداء ولمصالحها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب