ضابط مقرب من “صدام حسين” : ابنه “قصي” كان دموياً وأفكاره أسقطت بغداد في يد الأميركان !

ضابط مقرب من “صدام حسين” : ابنه “قصي” كان دموياً وأفكاره أسقطت بغداد في يد الأميركان !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

نشر محلل الشؤون الخارجية وأحد المشاركين ببرنامج المخابرات المركزية الأميركية لقلب نظام حكم “صدام حسين” في العراق، “مارك بيري”، مقالاً يروي فيه كواليس غزو أميركا للعراق عام 2003 وردود أفعال الرئيس الأسبق “صدام حسين” من خلال الفريق الركن “رعد الحمداني”، واحد من أشد المقربين لـ”صدام”.

وينقل الكاتب الأميركي عن “الحمداني” أسراراً عن عقلية “صدام حسين” ورؤيته لغزو الأميركان للعراق، من خلال عدة حوارات أجراها معه لإطلاق كتابه الشهير “حروب البنتاغون”.

يقول “الحمداني” عن نفسه إنه كان من الضباط القلة الذين كان يثق بهم “صدام” إلى أبعد الحدود، حيث كان قائد إحدى الفرق النخبوية في قوات الحرس الجمهوري التابع لصدام، كسب “حمداني” هذه الثقة من خلال خدمته لمدة خمسة وعشرين عاماً في الجيش العراقي, وقتاله في ستة من الحروب التي خاضتها بلاده, حيث أصبح معترفًا به باعتباره أحد أكثر الضباط موالاةً للنظام.

لقد كان “حمداني” المفكر والاستراتيجي الأبرز في الجيش العراقي. وهذا ما يفسر سبب إستمتاع “صدام” بالتحدث إليه.

عبرة من حرب سابقة..

بينما كان الجنرال الأميركي، “تومي فرانك”، في عام 2002، يضع الخطة لغزو العراق، إستدعى صدام “الحمداني” للتشاور معه بالأمر، حينها قص “الحمداني” على “صدام” رواية معركة الاستيلاء على جسر “لوديندورف” أثناء الحرب العالمية الثانية في عام 1945، حيث حيث كان هذا الجسر يمرّ فوق نهر الراين في مدينة ريماغين و كان الحلفاء يدركون أنه لو دمّر الألمان الجسر, فإن الأمر قد يستغرق أسابيع لاختراق الحدود الألمانية، ولكن حدث ما لم يكن متوقعاً حيث قام مهندسو الجيش الألماني بتفخيخ أعمدة الجسر بالمتفجرات، لكن الشحنات لم تنفجر, واقتحم الأميركيون الجسر، وقضي على أمر الألمان، حسبما وصف “الحمداني”.

عندما شرح “الحمداني” لصدام تلك الرواية، لم يفهم الأخير مقصده، فناقشه “الحمداني” بأمر الخطة المرتقبة إذا فكر الأميركان بغزو البلاد عبر الطرق السريعة الواصلة بين الكويت والناصرية للوصول إلى الجسور على نهر الفرات، ورأى “الحمداني”, أن القوات العراقية ستكون مضطرة للسيطرة على الجسور فوق نهر الفرات لإبعاد الأميركيين غربًا باتجاه الصحراء, حيث سيكون من الصعب عليهم المناورة.

ويمضي “الحمداني” قائلاً: “عندما سيأتون, سندمّر تلك الجسور”. لكن “صدام” رفض ما قاله، مبراً ذلك بأن الأميركيون لن يأتوا, ولكن “صدام” كان مخطئاً بشأن ذلك.

نبوءة تتحقق..

بالفعل، إنطلقت عملية “حرية العراق” في التاسع عشر من آذار/مارس 2003, بحملة قصف جوية استهدفت القيادة السياسية للعراق وتلى حملة القصف تلك غزو بري للعراق في فجر العشرين من آذار/مارس، وكان هدف القوات الأساسي “نهر الفرات”، كما توقع الجنرال “الحمداني” ورفض نظريته “صدام”.

وفي يوم 2 نيسان/أبريل، يروي “الحمداني” للكاتب الأميركي، أن “صدام حسين” إستدعاه وقت الحرب من منطقة الناصرية إلى مقر “صدام” في بغداد، وبحضور نجله “قصي”، الذي كان يصفه “الحمداني” بأنه “دموياً ويؤثر على والده بأفكاره”، ناقش “صدام” الحمداني في خطة الحرب وقتها وطلب منه تقريراً وافياً عن التحركات العسكرية لصد زحف الأميركيين، قال “الحمداني” إن الأميركيين قادمون بسرعة من ناحية الجنوب, وإنهم يتقدمون من ناحية الغرب بوحدات عسكرية أكبر.

كان “الحمداني” يخطط للتصدي لاندفاعة الأميركيين, ومن ثم يفجر الجسور فوق النهر, ويدكّهم بالمدفعية من الضفة الأخرى للنهر. كان العنصر الأساسي في دفاعات “الحمداني” هو “جسر القائد” على نهر الفرات, في شمال غرب الناصرية. كان “الحمداني” يؤكد على ضرورة تدمير ذلك الجسر، ولكن “صدام” رفض فكرة تدمير الجسور تماماً وهو ما أثار إعتراض “الحمداني”، ولكنه عاد إلى مقره بعد ثلاث ساعات من النقاش الذي لا جدوى منه مع القائد العراقي ونجله.

يقول “الحمداني” أنه يتذكر تلك المحادثة ويرويها كثيراً للزوار الأميركيين في منفاه بعمان، قائلاً أن عدم تدمير الجسور كانت فكرة “قصي”, ما أدى في النهاية لسقوط بغداد، مضيفاً: “لم أكن أحب قصي مطلقاً.. ولكن كان هناك سبباً لوجوده بذلك الإجتماع”.

ويتابع قائلاً: “صدام لم يكن أحمقًا. وبالرغم من أنه كان يتوقع انتصارنا, وكان يردّد ذلك عادة, ويقنع العديد من الأشخاص به, إلا أنه كان يعرف الحقيقة. وهي أن الأميركيين سيندفعون بدباباتهم نحو بغداد ويحتفلون بانتصارهم. لكن هل سينجحون ؟.. هم لن ينجحوا أبداً. سيفعلون كما فعل الكثيرون من قبلهم. وكما فعل الجنرال فريدريك ستانلي مود. سيكسبون ثم سيفشلون.

ويختتم “الحمداني” حديثه قائلاً: “وقد كان محقًا في ذلك”، مضيفًا: “لقد إنتصرتم, لكنكم فشلتم بعد ذلك”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة