صيف عراقي يتصاعد غضبا في مدن الجنوب

صيف عراقي يتصاعد غضبا في مدن الجنوب

رووداو – اربيل : دفع تردي الخدمات وخاصة في ما يتعلق بالطاقة الكهربائية بآلاف المواطنين إلى التظاهر يوميا في عدة مدن جنوبي العراق، مما قد يولد شرارة ربيع عربي ولكن بنكهة عراقية خاصة، في ظل مطالبات شعبية باقالة المقصرين.

البصرة بلا كهرباء منذ 3 ايام
وكانت الشرارة الاكبر في مدينة البصرة، إذ خرج العشرات من السكان في تظاهرة ليلية غاضبة، احتجاجا على انقطاع الكهرباء عن منطقتهم منذ ثلاثة أيام، وقالت مصادر إن بعض المتظاهرين قاموا بقطع عدد من الطرق كما أضرموا النار في اطارات سيارات أسفل أحد المجسرات ولما حاولت قوات الشرطة التدخل تم قذف بعض عناصرها بالحجارة.
 واضافت المصادر أن عددا من رجال الشرطة تعرضوا الى إصابات طفيفة جراء رشقهم بالحجارة من قبل بعض المحتجين، إلا أنهم تمكنوا لاحقا من فض التظاهرة وتفريق المحتجين.
كما جدد العشرات من اهالي قضاء شط العرب، شرق المدينة، التظاهر قرب جسر التنومة الجديد، وطالبوا بتحسين التيار الكهربائي والخدمات الاخرى، فيما اعتقلت قوة من مكافحة الشغب عددا منهم بعدما فرقتهم عن الجسر عن طريق اطلاق العيارات النارية في الهواء والضرب بـ”الهروات”، وباستخدام خراطيم المياه، بحسب احد المتظاهرين.
كما قام العشرات من المواطنين الغاضبين في منطقة الفيحاء التابعة لقضاء شط العرب شرق البصرة، بقطع حركة المرور على الجسر العائم (المحاذي لجسر خالد) الرابط بين ضفتي النهر احتجاجا على تردي الواقع الخدمي والتيار الكهربائي.

وضع الكهرباء “جيد جدا”
لكن قائم مقام قضاء شط العرب حيدر طعمة، وصف وضع الكهرباء في القضاء بأنه “جيد جدا”، مشيرا الى تحسنه بعد اكمال الكوادر الفنية التابعة لمديرية الكهرباء اغلب اعمالها لتحسين وضع المنظومة الكهربائية في القضاء، مبينا أن جميع مناطق القضاء تشهد تحسنا في التيار الكهربائي باستثناء منطقة التنومة التي ما زال تزويد التيار الكهربائي فيها دون  المستوى المطلوب لتأخر وصول القابلو.

“كلا للصمت”
وفي بابل، تظاهر العشرات من أهالي مدينة الحلة احتجاجاً على قلة تجهيز المحافظة بالطاقة، وأنشأوا تجمعا باسم “كلا الصمت”، ونظموا تظاهرات ليلية غاضبة وهددوا بالتواصل إلى أن تنفذ وزارة الكهرباء وعودها بتحسن الكهرباء خلال شهر رمضان.
بينما قال عضو مجلس المحافظة علي السلطاني في تصريح له إن “المحافظة تنتج أكثر من 2000 ميغاواط، بينما حصتها 400 ميغاواط، في حين بابل تحتاج الى ألف ميغاواط، وهذا يعد ظلم على المدينة”، مبينا أن “طلبات المواطنين سترفع الى الوزارة كي تجد لمعاناة المحافظة من قلة التجهيز”.

“وضع مأساوي كبير”
وفي ذي قار، أعلنت الحكومة المحلية في ناحية الطار جنوبي المحافظة أن الناحية بلا ماء ولا كهرباء وهددت بالخروج في تظاهرة ما لم يتم حل مشاكلها في أسرع وقت.
وقال عضو مجلس الناحية طالب كامل في تصريح إن “الناحية تمر بوضع مأساوي كبير نتيجة توقف محطات مياه وعطل محطة الطار الكهربائية الرئيسية بسبب قدمها”.
كما اعلنت مديرية تربية الرفاعي شمال الناصرية أن مديرية توزيع كهرباء ذي قار قطعت عنها الطاقة الكهربائية بحجة ديون متراكمة بلغت 11 مليار دينار عراقي، مهدد بخروج موظفيها بمظاهرات ضد الكهرباء في حال استمرار القطع.
وشهدت محافظة ذي قار على مدى السنوات الماضية تظاهرات عديدة احتجاجاً على تردي واقعها الكهربائي، لاسيما خلال الصيف، مما أدى إلى إعلان حظر للتجوال وتدخل قوات الجيش ومكافحة الشغب لتفريقها بالقوة كونها، بحسب الشرطة، “غير مرخصة”، وهو ما أدى إلى حصول صدامات مع المتظاهرين ووقوع قتيل واحد وحوالي 10 إصابات من جانب المتظاهرين، وست إصابات من جانب الشرطة، في حين تم اعتقال العشرات بتهمة “إثارة الشغب”، جرى إطلاق سراحهم باليوم التالي بكفالة.

“أنت تسرق ونحن نتقشف”
وفي ميسان، اقدم العشرات من اهالي منطقة الماجدية على حرق اطارات السيارات في احدى شوارع المحافظة احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي.
وقال مصدر محلي إن “العشرات من اهالي منطقة الماجدية في محافظة ميسان تظاهروا، احتجاجا على تزايد ساعات قطع التيار الكهربائي عن المحافظة”، وأضاف أن “المتظاهرين قاموا بحرق اطارات السيارات وسط الشارع تعبيرا عن احتجاجهم”.
والوضع في ميسان ليس وليد اليوم، ففي نيسان الماضي خرج عشرات من ابناء مدينة العمارة في مظاهرة شعبية حاشدة “تحت عنوان “انت تسرق ونحن نتقشف”.
وحمل المتظاهرون آنذاك، عدة شعارات تطالب بـ”إلغاء تسعيرة الكهرباء وكل انواع الضرائب التي تفرض على المواطن بينما لا نرى اي نوع من هذا التقشف على المسؤولين”.
وأكد المحتجون أنهم سيكررون التظاهر في ميسان حتى تتحقق مطالبهم، مطالبين المحافظات الاخرى باتخاذ موقف مشابه.
ويعاني العراق من نقص في إمدادات الطاقة الكهربائية منذ العام 1990 عقب فرض الأمم المتحدة حصارا عليه، وتفاقمت المشكلة بعد العام 2003 فازدادت ساعات انقطاع الكهرباء ما زاد من اعتماد الأهالي على مولدات الطاقة الصغيرة والأهلية، ورغم تحسن الطاقة الكهربائية في فصلي الربيع والخريف إلا أن عدد ساعات الانقطاع يزداد في الصيف، وهو ما يثير غضب العراقيين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة