خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
استعرضت الناشطة الإيرانية المدنية، “سبيده قليان”، على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)؛ صور من معاناة المرأة داخل “سجن بوشهر” العمومي، وأنهن يتعرضن لأبشع أنواع التعذيب وأكثر أنواع المعاملات غير الإنسانية؛ حيث يُجبرن على تقديم الخدمات الجنسية من خلال استعراض الأعضاء التناسلية.
تقول “قليان”؛ التي حصلت مؤخرًا على إفراج مشروط: “أخطرت المسؤولين شفهيًا وكتابيًا بأكثر من 20 حالة انتهاك صريح لحقوق السجناء، لكن لم أتلق أي إجابة سوى الصمت القاتل”. بحسب صحيفة (كيهان) اللندنية.
الحفرة السوداء..
وتصف “سجن بوشهر”: بـ”الحفرة السوداء”، وأي عصيان أو تمرد على الأوامر والسلوكيات غير الإنسانية لإدارة السجن؛ يتعرض للمزيد والمزيد من الدهس في هذا الجحيم؛ الذي لا تُصدر عنه أصوات.
وتضيف هذه الناشطة المدنية، التي نُقلت قبل نحو عام من “سجن أيفن” إلى “بوشهر” العمومي: “جريمة المسجونات في قسم النساء؛ أنهن نساء ويتعرضن لأبشع أنواع التعذيب”.
وتحكي “قليان” قصة 05 سجينات، بأسماء مستعارة، تعرضن للتعذيب الوحشي؛ وكتبت: “قدمن الخدمات الجنسية والزواج المؤقت بالتنسيق مع المسؤولين في السجن”.
وأضافت: “من لا تحصل على دعم مادي من أسرتها، تُرسل إلى قسم الرجال في السجن، ويحصلن على المال مقابل زواج المتعة. وكل من يعترض للمزيد من التعذيب، والتهديد بالكشف عن العضو الجنسي أمام طاقم إدارة السجن وجميع السجناء، بالإضافة إلى الضرب والإهانات، والحجر الصحي، ومنع الاتصالات الهاتفية والزيارات”.
عقوبات جنسية..
ثم تتحدث “قليان”؛ عن تعرض أطفال السجينات إلى التعذيب؛ وتقول: “قاموا بمراسم دفن وتكفين طفل سجينة أفغانية، إخافته وإجباره على النوم سريعًا”.
وعددت حالات التعريض بسجينات الجرائم العامة؛ وتشمل الإجبار على إرتداء الحجاب إلا في أوقات النوم، وتعرية السجينات وإجبارهن على عرض الألة التناسلية أمام الجميع، وإجبارهن على إرتداء حمالة الصدر حتى أثناء النوم.
وبعد اعتراض السجينات على أرتداء الملابس الداخلية بشكل دائم، قررت إدارة السجناء جمع كل الملابس الداخلية كنوع من التحذير؛ حيث خاطب المسؤول السجينات بلقب “بائعات الهوى بالمدينة”، وهددهن بخلع الملابس الداخلية عنهن بالقوة إذا رفضن تسليمها إلى الإدارة.
وأضحى أرتداء الملابس الداخلية، حتى في فترات الدورة الشهرية، محظور. كذلك تُعاقب السجينات بالبقاء عرايا أمام فتحات التهوية كعقوبة على الاستحمام في غير الوقت المحدد.
على سبيل المثال؛ قام المسؤول بنزع ملابس، “سحر”، وتركها عارية أمام فتحة التهوية، ثم صب عليها اللبن والمياه المعدنية، وأجبر جميع السجناء على مشاهدة الموقف والتشهير بها. ولو حاول أحدهم أن يغمض عينه عن المشاهدة؛ سوف يُحرم من حق المكالمات الهاتفية.
تُجبر عشرات العيون أن تنظر بغضب وحيرة إلى جسد امرأة عارية ومرتجفة، “وكلنا يفكر في حجم الوحدة التي نعيشها”.
تعتيم إعلامي كامل..
كل هذا؛ بينما تنتشر معلومات ضئيلة جدًا عن الوضع في السجون العامة مقارنة بسجون الجرائم الأمنية والسياسية، ولا يسمع أحد عن هذه السجون، لأن النزلاء غير مشهورين، إلا من بعض التقارير، ومن بينها تغريدة “قليان”؛ عن أبشع أنواع التعذيب في السجون العامة، حيث لا تتورع إدارة هذه السجون عن أي شيء، لأنها تتمتع بدعم جهات عليا أو لا تخضع للرقابة الحقوقية.
ومؤخرًا تم تسريب بعض الصور من داخل “سجن أيفن” والعنف ضد السجناء؛ ما تسبب في إثارة حساسية الرأي العام أكثر من ذي قبل تجاه ما يحدث خلف الأبواب المغلقة للسجون في “الجمهورية الإيرانية”.