صواريخ أربيل وأزمة الحكم في كردستان .. المشكة اسمها مسرور!

صواريخ أربيل وأزمة الحكم في كردستان .. المشكة اسمها مسرور!

لم تستطع أربيل الاستفادة من التعاطف الذي حظيت به في أوساط دولية عندما تعرضت لقصف صاروخي من ميلشيات يعتقد أنها موالية لإيران، وبدلا من أن تستغل أربيل هذه الحادثة في الاقتراب من الإدارة الأمريكية مثلا أدى الممارسات التي تقوم بها حكومة كردستان في ملف حقوق الإنسان إلى المزيد من الحنق على الأسرة الحاكمة في البلاد التي أصبح فسادها محل الأنظار.

فمؤخرا حكمت محكمة على صحفيين معارضين بالسجن لمدة 6 سنوات بعد أن صورهم الادعاء على أنهم جواسيس، وشملت هذه الأحكام الجائرة أيضا نشطاء حقوقيين، وبدلا من أن يحاول مسرور بارزاني تهدئة ردود الأفعال من جانب حقوقيين انزعجوا بعد صدور هذه الأحكام غرد عبر موقع التدوين المصغر تويتر ليطالب المنتقدين بالصمت !

ووفقا لمعهد أمريكان إنتربرايز لأبحاث السياسة العامة فلا يمكن وصف الأزمة الحقيقية التي تعتري القيادة في كردستان إلا من خلال وصف الظروف الاجتماعية والمناخ الذي نشأ فيه مسرور بارزاني الذي سلمه والده مسعود منصب رئيس الوزراء في الإقليم ضمن عملية توريث للسلطة متعارف عليها في كثير من البلدان العربية.

ويشير تقرير للمعهد إلى أنه في حقيقة الأمر  أن أزمة كردستان ليست في مسرور ولكن في مسعود بارزاني الأب الذي فشل في تربية ابنه مسرور تربية اجتماعية طبيعية، فبدلاً من اختلاط أطفاله ، قام بعزلهم عن أقرانهم. وأنشاء لهم مدرسة خاصة لأطفاله وأبناء عمومتهم مما منعهم من تطوير علاقات ذات مغزى مع النخب الكردية الأخرى ، ولم يختلطوا أبدا بالمواطنين العاديين. ولم يتفوق مسرور على الإطلاق في الدراسة، وحتى عندما درس في الجامعة الأمريكية للحصول على درجة البكالوريوس ، ظل منعزلاً  يعيش في شقة فاخرة خارج الحرم الجامعي.

أدت عزلة مسرور والتنشئة الاجتماعية السيئة له إلى أن يصبح في فترة من الفترات نحيف البشرة بشكل لا يصدق قبل أن يسترد صحته لاحله. لقد حولت القوة الهائلة التي يتمتع بها بين يديه كرئيس لجهاز المخابرات مكتبه إلى مصدر رعب للسكان وكانت عصبيته مبالغ فيها وكارثية . ففورات غضب مسرور ، سواء كرئيس للوزراء أو قبلها كرئيس للمخابرات ،  قوضت كردستان وصورتها كتجربة ديمقراطية يمكن أن يحتذى بها في العراق أو داخله خاصة مع القمع الشديد الذي وصل أحيانا لحد اختطاف المنتقدين لفساد عائلة بارزاني وإعدام المختطفين بدون محاكمة خارج القانون.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة