20 أبريل، 2024 10:07 ص
Search
Close this search box.

صندوق الانتخابات ينقذها .. “هولندا” أول الفارين من مركب اليمين المتطرف

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – ابتهال مخلوف :

اكتسبت الانتخابات الهولندية الأخيرة أهمية كبيرة لما أفرزته من مشاعر القلق في العالم خشية عودة صعود اليمين المناهض للأخر إلى سدة الحكم في قارة أوروبا.. خاصة أن البعض اعتبر احتمال فوز اليمين المتطرف بزعامة السياسي الهولندي المثير للجدال “خيرت فيلدرز” استمرارًا لسيناريو صعود الشعبوية واليمين المتطرف الذي بدأ بزلزال استفتاء “بريكسيت” في بريطانيا وفوز الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” وما تحدثه “مارين لوبان” زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني فى فرنسا من موجات متتالية من الجدال.

يتناول تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية نشر مؤخراً تحت عنوان “الإنتخابات الهولندية، مجرد جس نبض أم اختبارًا حاسمًا، الدلائل الحقيقية لهذه الإنتخابات”.

اول احداث 2017

خيرت فيلدرز امام الإعلام

بدايًة، تشير الصحيفة إلى أن الانتخابات الهولندية، التي جرت يوم 15 آذار/مارس 2017، اول حدث انتخابي بارز في القارة البيضاء منذ تصويت البريطانيين على الخروج من الإتحاد الأوروبي وفوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية في تشرين ثان/نوفمبر 2016، وتعتبر إلى حد كبير اختبارًا حاسمًا لمدى قوة الشعبوية واليمين المتطرف في أوروبا وهي على أعتاب انتخابات أخرى مماثلة العام الجاري.

والدليل على ذلك أن رئيس الوزراء الهولندي “مارك روته”، زعيم الحزب الليبرالي الفائز في السباق الإنتخابي، اعتبر انتخابات بلاده بمثابة الدور الربع النهائي في سباق دوره النصف النهائي هو الانتخابات الفرنسية بينما تعد الإنتخابات الألمانية دوره النهائي.

نذر الشؤم في صعود اليمين المتطرف

ورغم فوز “حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية” الليبرالي بزعامة روته  بـ32 مقعدًا من أصل 150 في البرلمان الهولندي، بينما حصل حزب الحرية اليميني المتطرف بزعامة جيرت فيلدرز 20 مقعدًا، إلا أن ذلك ليس بمثابة كلمة النهاية في مسار اليمين والعداء للإسلام والمهاجرين في القارة البيضاء، إذ أن مسار السباق الإنتخابى بهولندا والدعاية التي رافقته يثيران علامة استفهام ضخمة عن عودة “المارد” إلى القمقم، أي هل توقف صعود اليمين المتطرف في أوروبا والعالم من وراءها؟

مما لاريب فيه، أن فوز خيرت فيلدرز وحزبه المناهض للإسلام والوحدة الأوروبية، كان سيكون بمثابة سقوط قطعة أخرى من مربعات الدومينو التي ستقود القارة العجوز والعالم معها إلى سلسلة من سيناريوهات متواصلة قد تنسحب على فوز الجبهة الوطنية اليمينية بزعامة “مارين لوبان” في الانتخابات الفرنسية المقررة يوم 23 نيسان/أبريل 2017 وأيضًا قد يشمل أثر الدومينو الشهير في لعبة العلاقات الدولية صعود حظ حزب “البديل من أجل ألمانيا” المعادي للهجرة بزعامة اليمينية “فروك بيتري” في ألمانيا خلال أيلول/سبتمبر 2017 وربما يتحقق السيناريو الأسوأ وهو تفكك الإتحاد الأوروبي.

على مدار تاريخه السياسي.. حقق “خيرت فيلدرز” مكاسب عدة، لعل أبرزها أنه حفر اسمه في أذهان شعوب العالم، وسواء كانت صورته الذهنية سلبية أم إيجابية إلا أنه الأكثر شهرة من رئيس الوزراء الهولندي، والأهم أن حزبه جاء في المرتبة الثانية في الانتخابات وحصل على 20 مقعدًا بفارق أعلى 5 مقاعد عن الانتخابات السابقة عام 2012.

وفرض فيلدرز بخطابه الشعبوي المناهض للهجرة والإسلام والوحدة الأوروبية بصمته على سير الدعاية الإنتخابية وسبل استمالة الناخب الهولندى، فلم يكن الاقتصاد أو الرعاية الصحية أو الإصلاح السياسي هو الكلمة الحاسمة في انتخابات هولندا، بل الأخر المختلف ممثلًا في تركيا وأوروبا والمسلمين.

المنافسة داخل اليمين

وتلمح “الجارديان” إلى أن حزب رئيس الوزراء مارك روته، اليميني أيضًا وإن كان يمثل اليمين الوسط،، انساق إلى هذه اللعبة وعزف هو الآخر على وتر العداء للآخر ممثًلًا في تركيا، حيث قدمت الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع تركيا لزعيم الحزب فرصة على طبق من ذهب ليرسخ صورته الذهنية كرجل دولة في أذهان الناخبين.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن “روته” سعى لتصوير المعركة الإنتخابية على أنها صراع أشبه بالمبارازة بينه وبين فيلدرز وبين حزبه اليميني المعتدل وحزب الحرية اليميني المتطرف، أي كأنها صدام بين الوضع القائم والشعبوية وبين استمرار النظام والفوضى.

تظاهر الزعيمان بالدفاع عن قيم “المواطنة الهولندية” و”القيم المسيحية” ضد التهديد المزعوم للإسلام والمسلمين، وكذلك العلمانيين، واليساريين. وتجاهل مارك روته قضايا أهم بالنسبة للناخب مثل “الرعاية الصحية” وركز على الدفاع عن التقاليد الدينية مثل “بيض عيد الفصح وشجرة عيد الميلاد”، مضيفاً بانه يرى أن هناك شعبين في هولندا: “الهولنديون الحقيقيون والهولنديون تحت الاختبار” أي المهاجرون من جذور إسلامية الذين لم يندمجوا بعد في المجتمع الهولندي.

ويظل السؤال هل ما تصوره وسائل الإعلام العالمية من انتصار اليمين الأبيض، ممثلًا في “مارك روته” على اليمين الأسود وزعيمه، هو حلقة في سيناريو وقف زحف اليمين المتطرف والعداء الصارخ للإسلام في اوروبا؟.. أم أن الضحكة الأخيرة ستبقى في النهاية لوجه “خيرت فيلدرز” و”مارين لوبان” و”دونالد ترامب” و”فروك بيتري” رئيسة حزب “البديل من أجل ألمانيا”؟.. هذا ما سوف تسفر عنه الانتخابات المنتظرة هذا العام في فرنسا وألمانيا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب