صمت الضجيج الاعلامي للانتخابات والعيون على الصناديق

صمت الضجيج الاعلامي للانتخابات والعيون على الصناديق

‎ صمتت الحملات الاعلامية لمرشحي الانتخابات المحلية العراقية صباح اليوم الجمعة قبل 24 ساعة ‏من انطلاق الانتخابات غدا السبت في 12 محافظة من بين 18 تتشكل منها البلاد وسط اجراءات امنية ‏واسعة وضعت فيها القوات في حال تأهب شديد فيما دعت الامم المتحدة العراقيين الى المشاركة ‏الواسعة في الاقتراع والسياسيين لضمان نزاهته والقوات الامنية لتمكين الناخبين من الوصول لمراكز ‏الاقتراع والإدلاء بأصواتهم دون خوف من العنف‎.‎‏ ‏

وفيما صمتت الحملات الدعائية صباح الجمعة والتي خاضها على مدى ستة اسابيع 8275 مرشحاً ‏يمثلون 265 كيانا سياسيا فقد اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات انها ستبدأ عمليات العد ‏والفرز للاصوات بعد يوم واحد من الانتخابات اي الاحد المقبل وتوقعت اعلان النتائج الاولية ‏للانتخابات بعد خمسة ايام اي يوم الخميس المقبل. ‏
ودعت المفوضية الكيانات السياسية والمرشحين الى الالتزام بوقف الحملات الانتخابية للأئتلافات ‏والكيانات السياسية . وشدد رئيس الادارة الانتخابية في المفوضية مقداد الشريفي على ضرورة التعاون ‏مع المفوضية والالتزام بضوابط الصمت الاعلامي . واكد على ضرورة ازالة مفردات الدعاية ‏الانتخابية كافة من قبل الكيانات السياسية والمرشحين وخلال 30 يوما اعتبارا من اليوم التالي ليوم ‏الاقتراع وبعكسه ستتحمل الكيانات السياسية تكلفة ازالة المخالفات والتي سيتم تحديدها من قبل ‏مديريات دوائر البلدية.‏
وبحسب قانون المفوضية فانه “لايسمح” بالترويج والاستمرار بكافة انواع الحملة الدعائية والاعلامية ‏للمرشحين قبل 24 ساعة او حتى اقترابهم من مراكز الاقتراع مع بدء عملية التصويت العام صباح ‏السبت حيث لن يقتصر الصمت الاعلامي فقط على مرشحي الكيانات السياسية وانما سيشمل الاحزاب ‏والكتل والصحافة ويتعدى الى مؤيدي المرشحين والناخبين .‏
وستجري الانتخابات المحلية على مرحلتين الاولى السبت المقبل وتشمل 12 محافظة والثانية في 18 ‏من الشهر  المقبل وتشمل محافظتي الانبار ونينوى .. فيما ستجري انتخابات محافظات اقليم كردستان ‏الثلاث وهي اربيل والسليمانية ودهوك في 21 ايلول (سبتمبر) المقبل بينما لم يحدد بعد موعد ‏انتخابات محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط والمتنازع عليها بسبب الخلافات بين مكوناتها ‏التركمانية والكردية والعربية والمسيحية.‏

اكمال الاستعدادات للانتخابات
وأعلنت مفوضية  الانتخابات إكتمالَ جميع  الاجراءات من أجل إنجاح عمليةِ التصويت وقال مدير ‏الدائرة الانتخابية في المفوضية مقداد الشريفي في تصريح صحافي ان عدد وكلاء الكيانات السياسية ‏بلغ 240 الفا بينما وصل عدد المراقبين المحليين وممثلي منظمات المجتمع المدني الى 30 الفا واشار ‏الى ان مشاركة  هؤلاء المراقبين ستشكل أحدَ ضمانات تطبيق معاييرالنزاهة في الانتخابات .‏
واضاف ان عددَ الناخبين في المحافظات الاثنا عشر يبلغ 13.538.558 ناخبا فضلا عن 53.682 ‏ناخبا مهجرا مسجلا في قاعدة بيانات سجل الناخبين‎.‎‏ وسيتم فتح 5149 مركز اقتراع و 32.102 ‏محطة اقتراع اعتيادية و 90 محطة اقتراع للتصويت الغيابي للمهجرين في يوم الانتخابات ما بين ‏الساعة السابعة صباحا حتى الساعة الخامسة مساء فيما سيكون هناك 30 مركز اقتراع و94 محطة ‏اقتراع للمهجرين المتواجدين في اقليم كردستان وكركوك‎.
‏ واعتمدت المفوضية 26315 مراقبا محليا و109450 وكيل كيان سياسي و 609 مراقبين دوليين ‏و954 صحفيا محليا و104 صحفيا دوليا، فيما شكلت 162 فريقاً مراقبة في جميع انحاء البلاد‎.‎

‏ الامم المتحدة المتحدة تدعو لمشاركة واسعة ولضمان النزاهة
دعت الامم المتحدة العراقيين الى المشاركة الواسعة في الاقتراع والسياسيين لضمان نزاهته والقوات ‏الامنية لتمكين الناخبين من الوصول لمراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتهم في أجواء آمنة دون خوف ‏من العنف‎.‎‏ ‏
واكد رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق “يونامي” مارتن كوبلر في بيان على أهمية المشاركة الفعالة ‏لجميع العراقيين المؤهلين في إنجاح الانتخابات‎.‎‏ ‏‎ ‎وقال “أدعو جميع النساء والرجال إلى التوجه إلى ‏مراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتهم لتحقيق مستقبل أفضل لهم ولأطفالهم”‏‎. ‎‏ وأضاف “أوجه ندائي ‏بشكل خاص إلى الشباب العراقيين، لأنكم مستقبل هذا البلد”‏‎  
وشدد كوبلر على أنه من واجب جميع القادة السياسيين الحفاظ على نزاهة العملية الديمقراطية وأكد أن ‏‏”تعزيز الديمقراطية سيعتمد على الرغبة الجماعية للقادة السياسيين في العراق في ضمان شفافية ‏الانتخابات وإجرائها في أجواء سلمية بعيدا عن الترهيب أو التدخل السياسي‎.”‎‏ وقال “أوجه ندائي في ‏نفس الوقت إلى قوات الأمن العراقية للبقاء في حالة تأهب قصوى وتمكين الناخبين من الوصول إلى ‏مراكز الاقتراع، والإدلاء بأصواتهم في أجواء آمنة دون خوف من العنف‎.”‎

‏ القوات العراقية بحال انذار شديد
وقد وضعت القوات العراقية منذ فجر اليوم في حال انذار شديد وقال قائد عمليات الفرات الاوسط ‏الفريق الركن عثمان الغانمي خلال مؤتمر صحافي ان “هناك تهديدات ارهابية محتملة وكثيرة ‏للانتخابات في بابل في ظل الظروف السياسية الصعبة التي يمر بها العراق” مبينا ان “الاجهزة ‏الامنية بكافة تشكيلاتها مهيأة ومستعدة لصد كل عملية ارهابية”.‏
وأضاف ان جميع قطعات الجيش والامن قد دخلت في انذار شديد فيما سيتم منع تجوال السيارات فقط ‏يوم الانتخابات في جميع المحافظات الفرات الاوسط. واشار الى ان خطة امن الانتخابات تتمثل ‏بانتشار مكثف للقوات الامنية من اجل حماية المواطن وضمان وصوله باطمئنان الى صناديق الاقتراع ‏للإدلاء بصوته مشيرا إلى أن كل مركز انتخابي سيضرب بطوقين امنيين الاول من الشرطة والثاني ‏من الجيش.. لكنه اوضح انه لا يحق لقوات الشرطة الاقتراب من مراكز الانتخاب مؤكدا أن القوات ‏العراقية جاهزة حاليا للرد على أي هجوم محتمل بشكل مباشر او غير مباشر ‏‎.‎
وحذر من وجود تهديدات ارهابية محتملة وكثيرة للانتخابات في ظل الظروف السياسية الصعبة التي ‏يمر بها العراق موضحا ان الاجهزة الامنية بكافة تشكيلاتها مهيأة ومستعدة لصد كل عملية ارهابية.  ‏
والليلة الماضية قتل 27 شخصا واصيب 90 آخرين حين فجر مهاجم انتحاري نفسه داخل مقهى في ‏بغداد يرتاده شبان يستخدمون الانترنت. وقالت الشرطة وشهود إن عمال الطوارئ مازالوا يحاولون ‏إخراج الضحايا المحاصرين بعدما اسفر الانفجار عن انهيار جزء من المبنى الواقع في غرب العاصمة ‏بغداد.‏
ولم يعلن احد مسؤوليته عن الهجوم لكن جناح القاعدة في العراق صعد الهجمات الانتحارية منذ بداية ‏العام في محاولة لاحداث مواجهة واسعة بين الشيعة والسنة في البلاد.‏
وكان قتل 50 شخصا في سلسلة من التفجيرات في انحاء العراق يوم الاثنين الماضي واصيب حوالي ‏‏300 بجروح فيما قتل حوالي 15 مرشحا قبل الانتخابات.‏
‏ ‏
أول انتخابات محلية منذ عام 2009  
‏ يذكر أن آخر انتخابات لمجالس‎ ‎المحافظات الماضية كانت جرت عام 2009  في 14 محافظة عراقية ‏من بين 18 محافظة عراقية باستثناء محافظة كركوك ومحافظات إقليم‎ ‎كردستان الثلاث وهي اربيل ‏والسليمانية ودهوك.‏‎.‎‏ وكان من المقرر ان تجرى انتخابات مجالس المحافظات والاقضية والنواحي في ‏‏31 كانون الثاني (يناير) الماضي لكن اتفاقا مبدئيا جرى بين لجنة الاقاليم البرلمانية ومفوضية ‏الانتخابات قاد الى قرار مبدأي بتأجيلها الى 17 اذار (مارس) الماضي غير ان قرار الحكومة الاخير ‏قضى باجرائها في 20 نيسان الحالي. ‏
يذكر ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق قد تشكلت بأمر من‎ ‎سلطة الائتلاف المؤقتة ‏رقم 92 في 31 أيار (مايو) عام 2004  لتكون حصراً، السلطة الانتخابية‎ ‎الوحيدة في العراق، ‏والمفوضية هيئة مهنية مستقلة غير حزبية تدار ذاتياً وتابعة‎ ‎للدولة ولكنها مستقلة عن السلطات ‏التنفيذية والتشريعية والقضائية، وتملك بالقوة‎ ‎المطلقة للقانون، سلطة إعلان وتطبيق وتنفيذ الأنظمة ‏والقواعد والإجراءات المتعلقة‎ ‎بالانتخابات خلال المرحلة الانتقالية، ولم تكن للقوى السياسية العراقية ‏يد في‎ ‎اختيار أعضاء مجلس المفوضية في المرحلة الانتقالية، بخلاف أعضاء المفوضية الحاليين‎ ‎الذين ‏تم اختيارهم من قبل مجلس النواب‎. ‎
‏ ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة