6 مارس، 2024 6:11 ص
Search
Close this search box.

صفقة انضمام “فنلندا والسويد” للناتو .. هل حصل “إردوغان” على ما يُريده من “بايدن” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

وافق الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، على طلب “السويد” و”فنلندا” الانضمام لحلف الـ (ناتو)؛ بعد موافقتهما على طلبات “تركيا”، فما هي تلك الطلبات ؟.. وماذا قدَّم الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، لـ”أنقرة” ؟

كانت “السويد” و”فنلندا” قد تقدمتا رسميًا، منتصف آيار/مايو الماضي، بطلب الانضمام للحلف العسكري الغربي، بعد أن تسبب الهجوم الروسي على “أوكرانيا” في تغيير موقفهما التاريخي إلتزام الحياد في الصراع بين “روسيا” والغرب.

لكن “تركيا” أعلنت معارضتها انضمام “السويد” و”فنلندا”؛ لـ (الناتو)، وهو ما يعني عمليًا استحالة الموافقة على طلبهما، كون انضمام أي عضو جديد للحلف يتطلب موافقة جميع أعضائه، الذين يبلغ عددهم حاليًا: 30 عضوًا، أي إن أي عضو في الحلف يمتلك حق (الفيتو) في هذا الشأن.

ماذا قدَّمت السويد وفنلندا لتركيا ؟

اعتراضات “تركيا” كانت لها أسباب محددة ومُعلنة، تتمثل في استضافة “السويد” و”فنلندا” أعضاء في جماعات تعتبرها “أنقرة” إرهابية، وكان الرئيس التركي قد قال في مؤتمر صحافي قبل تقدمهما بالطلب رسميًا إن “أنقرة” لن توافق على مساعي البلدين للانضمام إلى “حلف شمال الأطلسي”، واصفًا “السويد” بأنها: “مفرخة” للمنظمات الإرهابية، مضيفًا أن لديها إرهابيين في برلمانها.

وبعد محاولات مستمرة من جانب الدولتين ورئاسة حلف الـ (ناتو)؛ وإدارة الرئيس “جو بايدن”، أعلنت “تركيا”؛ مساء الثلاثاء 28 حزيران/يونيو، أنها توصلت لاتفاق مع الدولتين الإسكندنافيتين يفتح الباب أمام ترحيب “أنقرة” بانضمامهما لحلف الـ (ناتو).

وبموجب مذكرة تفاهم ثلاثية، تعهدت “السويد” و”فنلندا”؛ بالتعاون التام مع “تركيا”، في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وبالتحديد التعاون التام في مكافحة تنظيم (بي كي كي)، وعدم توفير الدعم لتنظيمي: (بي. واي. دي/واي. بي. جي) و”غولن”، بحسب تقرير لوكالة (الأناضول).

وأضافت المذكرة أن “فنلندا والسويد” تتعهدان بمنع أنشطة (بي كي كي) وجميع المنظمات الإرهابية الأخرى والأفراد المرتبطين بها. وأعربت عن إدانة “السويد وفنلندا”؛ بشكل واضح وصريح، لكل هجمات التنظيمات الإرهابية ضد “تركيا”.

المذكرة أكدت أيضًا أن الـ (ناتو)؛ هو حلف يقوم على أسس الدفاع والأمن المشترك، مُضيفة أن “تركيا” و”السويد” و”فنلندا” تلتزم بالمباديء والقيم المذكورة في اتفاقية “واشنطن” للحلف.

وأهم عناصر هذا التحالف هو: “التضامن والتعاون التام في مكافحة شتى أشكال ومظاهر الإرهاب، الذي يُشكل تهديدًا مباشرًا على السلم والاستقرار الدوليين والأمن القومي للدول الأعضاء”.

وفي هذا السياق؛ تتعهد “السويد وفنلندا”، العضوين المرشحين في الحلف: “بالتعاون التام مع تركيا في مواجهة كل التهديدات التي تستهدف أمنها القومي، ولن تُقدما الدعم لتنظيمات (بي. واي. دي/واي. بي. جي) و(غولن)”، بحسب المذكرة.

كما أشارت المذكرة إلى أن “تركيا”؛ بدورها، تُعلن دعمها التام لـ”السويد وفنلندا” في مواجهة التهديدات التي تطال أمنهما القومي. ولفتت إلى أن “السويد وفنلندا” ترفضان وتُدينان بأشد العبارات كل أشكال الإرهاب.

وأعرب البلدان عن إدانتهما بشكل واضح وصريح لكل هجمات التنظيمات الإرهابية ضد “تركيا”، وتضامنهما مع “أنقرة” ومع ذوي الضحايا. وأكد البلدان على اعتبار (بي كي كي) تنظيمًا إرهابيًا محظورًا، وتعهدا بمنع أنشطته وأنشطة جميع المنظمات الإرهابية الأخرى والأفراد المرتبطين بها.

وقررت “تركيا والسويد وفنلندا” تعزيز التعاون فيما بينها بخصوص منع أنشطة التنظيمات الإرهابية. ونصت المذكرة على رفض “ستوكهولم وهلسنكي”: “كل مشاريع وطموحات التنظيمات الإرهابية”.

ماذا قال الـ”ناتو” عن الاتفاقية مع “تركيا” ؟

أعلن أمين عام حلف الـ (ناتو)؛ “ينس ستولتنبرغ”، أن قادة دول الـ (ناتو) سيتخذون؛ الأربعاء 29 حزيران/يونيو، قرارًا بدعوة “السويد وفنلندا” للانضمام إلى الحلف. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده بعد توقيع مذكرة التفاهم الثلاثية بين: “تركيا والسويد وفنلندا”، في العاصمة الإسبانية؛ “مدريد”، التي تستضيف قمة الـ (ناتو).

وقال “ستولتنبرغ”: “السويد وفنلندا توصلتا إلى تفاهم مع تركيا من أجل الانضمام إلى الـ (ناتو)، وسيتم تبديد مخاوف أنقرة”، وأضاف أن قادة دول الـ (ناتو) سيتخذون؛ اليوم الأربعاء، خلال قمتهم في “مدريد”، قرارًا بدعوة “السويد وفنلندا” للانضمام إلى الحلف.

وحول المذكرة، قال أمين عام الحلف العسكري الغربي؛ إن “السويد” و”فنلندا” توصلتا إلى تفاهم مع “تركيا” لتمهيد الطريق أمامهما للانضمام إلى الـ (ناتو)، وأن المذكرة الموقعة جاءت لتبديد مخاوف “تركيا” بشأن توريد السلاح ومكافحة الإرهاب.

ولفت إلى أنه لم يُعانِ أي حليف في الـ (ناتو) بقدر ما عانت “تركيا” من هجمات المنظمات الإرهابية؛ بما فيها (بي كي كي)، مؤكدًا أن “فنلندا والسويد” لن تدعما تنظيمات (بي. واي. دي-PYD) و(واي. بي. جي-YPG) و”غولن” الإرهابية.

وستقوم “فنلندا والسويد” بتغيير قوانينهما الوطنية، وستتخذان التدابير ضد أنشطة (بي كي كي)؛ وستتفقان مع “تركيا” على تسليم المجرمين، وفي المقابل ستدعم “أنقرة” عضوية البلدين في الـ (ناتو)، بحسب “ستولتنبرغ”.

من جانبه؛ قال الرئيس الفنلندي؛ “سولي نينيستو”، للصحافيين؛ إن المذكرة الثلاثية لا تتضمن أسماء أفراد مطلوب تسليمهم، وأضاف أن المذكرة، التي سيُعلن عنها لاحقًا، تصف مباديء تسليم المجرمين المتعلقة بالإرهاب، ولا تتضمن أفرادًا، بحسب (رويترز).

ماذا تُريد “تركيا” من “بايدن” ؟

لا شك أن موقف إدارة “بايدن” من هذا التطور المهم، الذي تعتبره “واشنطن” انتصارًا لها على أساس أن فكرة انضمام “السويد وفنلندا” بالأساس مصدرها “بايدن” نفسه، من قبل اندلاع الحرب الأوكرانية، يُمثل حجر الزاوية في الانفراجة المتمثلة في تغيير “تركيا” موقفها بهذه السرعة، بحسب تقرير لشبكة (CNN) الأميركية.

نعم؛ حصلت “تركيا” على ما أرادته من “السويد وفنلندا” كاملاً، لكن “أنقرة” لها مطالب أيضًا أرادت من “واشنطن” تقديمها، ومنها على سبيل المثال مقاتلات (إف-16) الأميركية؛ التي تُريد “تركيا” شراءها، فماذا عن تلك الأمور العالقة مع إدارة “بايدن” ؟

وجه الصحافيون بالفعل سؤالاً إلى “ستولتنبرغ” بشأن هذه النقطة، فرد بأن المذكرة الموقعة بين “تركيا والسويد وفنلندا”: “لا تُشير إلى أي سلاح”، لكن مسؤولاً أميركيًا كبيرًا قال؛ لـ (رويترز)، إن الرئيس “جو بايدن”، يدعم الاتفاق الذي سيسمح لـ”فنلندا والسويد” بالانضمام إلى الـ (ناتو)، مضيفًا أن “بايدن” لعب دورًا خلف الكواليس في مفاوضات دولتي الشمال الأوروبي مع “تركيا”.

وقال المسؤول إن “تركيا” لم تُصر على إدراج مطالبها بالحصول على طائرات حربية أميركية متقدمة في المفاوضات، مضيفًا أنه من المتوقع أن يجتمع “بايدن” و”إردوغان”؛ على هامش قمة الـ (ناتو) اليوم الأربعاء.

لكن تقرير (سي. إن. إن)، الذي يكشف كواليس المفاوضات المحمومة على مدى الأسابيع الماضية؛ وحتى الإعلان عن الاتفاق الثلاثي بين: “تركيا والسويد وفنلندا”، يوضح الدور الرئيس؛ لـ”بايدن”، في إقناع نظيره التركي بإعطاء الضوء الأخضر خلال قمة الحلف في “مدريد”.

إذ كان “بايدن” قد طلب من الرئيس الفنلندي ورئيسة الوزراء السويدية؛ الانضمام لـ (الناتو)، منذ منتصف كانون أول/ديسمبر الماضي، وجاء الهجوم الروسي على “أوكرانيا” ليُمثل عاملاً رئيسًا في تحويل الحياد التاريخي في البلدين إلى رغبة في الانضمام لـ (الناتو)؛ كما تردد الآلة الدعائية الأميركية لإبعاد أي شبهة عن إدارة “البيت الأبيض” في إصرارها الحثيث على إشعال المشهد العالمي.

وبعد أن تقدمتا بالطلب رسميًا وأعلنت “تركيا” موقفها المعترض، وهو الموقف الذي كان متوقعًا بطبيعة الحال، سعى الرئيس الأميركي إلى عدم الدخول مباشرة في المفاوضات الشاقة بين العواصم الثلاثة ورئاسة حلف الـ (ناتو)، حتى لا يضطر إلى تقديم تنازلات لـ”أنقرة”، بحسب مسؤولين في “البيت الأبيض” تحدثوا للشبكة الأميركية.

لكن مع اقتراب قمة الـ (ناتو)؛ في “مدريد”، وعدم حدوث تغيير في الموقف التركي، بدأ الإحباط يتسلل إلى “بايدن” وكبار مسؤوليه، أدرك الجميع أن الرئيس التركي لن يُغير موقفه إلا إذا حصل على أكبر قدر ممكن مما يُريده، ليس فقط من “السويد وفنلندا”، ولكن من “الولايات المتحدة” كذلك.

وعبر مستشار الأمن القومي لـ”بايدن”، “جيك سوليفان”، عن تلك النظرة المتشائمة؛ الإثنين 27 حزيران/يونيو 2022، بقوله إنه: “لا يجلس هنا مقترحًا أن جميع القضايا؛ (المتعلقة بطلب الانضمام لـ”الناتو” واعتراضات تركيا)، سيتم حلها قبل قمة الـ (ناتو) في مدريد”.

كان ذلك قبل يومين فقط من موعد قمة “مدريد”، لكن الثلاثاء؛ تلقى “بايدن”، الذي كان في جبال “الآلب”؛ بـ”ألمانيا”، في قمة “مجموعة السبع”، طلبًا خاصًا من “نينستو”؛ (الرئيس الفنلندي)، و”ماغدولينا أندرسون”، (رئيسة وزراء السويد)، وهو أن الوقت أصبح مناسبًا كي يتصل “بايدن”؛ بـ”إردوغان”، مباشرة، بحسب الشبكة الأميركية.

وقال مسؤول أميركي للشبكة؛ إن “بايدن” شجَّع نظيره التركي على أن ينتهز الفرصة التاريخية ويوافق على انضمام “السويد وفنلندا”؛ لـ (الناتو)؛ ليُعلن ذلك رسميًا خلال قمة “مدريد”، مضيفًا أن ذلك سيُمهد المسرح لعقد قمة ثنائية بينهما؛ (بايدن وإردوغان)، في “إسبانيا”.

مسؤول أوروبي لم تذكر (CNN) اسمه؛ قال إن: “تركيا لا تُقدم أي تنازلات بشكلٍ عام، وتنتظر حتى اللحظة الأخيرة، وفي هذه الحالة تُمثل اللحظة الأخيرة قمة ثنائية بين بايدن وإردوغان”. وقد أثبتت إستراتيجية “أنقرة” فعاليتها، وأعلنت “تركيا” أنها: “حصلت على ما تُريده”، لكن المسؤول الرفيع في إدارة “بايدن”؛ قال للشبكة الأميركية، إنه لا: “توجد في بيان مذكرة التفاهم كلمة واحدة تتعلق بأهم جزء”، أي موافقة “تركيا” رسميًا على انضمام “السويد وفنلندا”.

الإشارة هنا إذاً تتعلق بقمة “بايدن” و”إردوغان”، والتي ستكون فيها صفقة الـ (إف-16) وترحيل؛ “عبدالله غولن”، الذي تتهمه “أنقرة” بالتخطيط للانقلاب الفاشل عام 2016، أبرز النقاط على الأجندة، فهل تحصل “أنقرة” على تلك الطائرات الأميركية على أقل تقدير ؟.. هذا ما يتوقعه من تحدثوا للشبكة الأميركية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب