10 أبريل، 2024 3:21 م
Search
Close this search box.

“صفقة القرن” .. وتزايد الضغط على طهران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تضاعفت، مؤخرًا، الضغوط الأميركية على “إيران” بشكل كبير، فقد عقد الطرف الأميركي العزم على سحب “إيران” إلى طاولة المفاوضات لإملاء رغباته.

ولطالما ركزت “الولايات المتحدة” على النفوذ الإيراني الإقليمي ومسألة الصواريخ، حيث لم تتحقق المطالب الأميركية حتى اللحظة. لدرجة أن، “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، تطفل في “بروكسل” ودخل في مباحثات مع الأوروبيين، الذين يعارضون السياسات الأميركية حيال “إيران”، وأعلنوها بشكل صريح: “على الولايات المتحدة الحد من صراعاتها مع طهران”.

فتور أوروبي وتضارب في الموقف الأميركي !

تلك المباحثات التي تم مواجهتها، بحسب صحيفة (الغارديان) البريطانية، بفتور من جانب وزراء خارجية أوروبا وفي المقدمة، “فردريكا موغريني”، مسؤولة السياسة الخارجية في “الاتحاد الأوروبي”. بدليل أن بقاء “بومبيو” في “بروكسل” لم يستغرق سوى بضعة ساعات قبل أن يغادر في طريقه إلى “روسيا”.

لكن تعامل “أوروبا” الفاتر لم يحد من صراع الأميركيين ضد “إيران”. وبالأمس نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية تقريرًا بشأن اجتماع منظمة، (سي. آي. إي)، في “واشنطن”، بحضور مسؤولين بارزين بينهم، “باتريك شاناهان”، وزير الدفاع الأميركي؛ عرض بطلب من “جون بولتون”، مستشار الأمن القومي الأميركي، لإيفاد 120 ألف عسكري آخر إلى “الشرق الأوسط”.

في نفس اليوم؛ كذّب “دونالد ترامب” هذه الأخبار، واتهم صحيفة (نيويورك تايمز) بتزييف الأخبار. لكن؛ وحتى لو كانت هذه الأخبار كاذبة، فهذا لا يعني تقليل أو تغيير الضغوط الأميركية على “إيران”.

“صفقة القرن”.. اقتربت..

وقد بدأت الضغوط الأميركية على “طهران” منذ وصول، “دونالد ترامب”، إلى السلطة، لكن إتخذت هذه الضغوط، فجأة، منحى تصاعدي خلال الأسابيع الأخيرة بتطبيق العقوبات والتهديدات العسكرية.

والسؤال، كما يطرح “سید علي موسوي خلخالي”، رئيس تحرير موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من وزارة الخارجية، هو: “لماذا حشدت الولايات المتحدة الأجواء ضد إيران فجأة، وكثفت بالتوازي مع العقوبات الاقتصادية الضغوط العسكرية والأمنية ضد إيران ؟”..

يعتقد بعض الخبراء أن الضغوط الأميركية إنما تتعلق بمسألة الإعلان عن “صفقة القرن” أكثر من مجرد الضغط على “إيران”. فقد أعلن، “غاريد كوشنر”، صهر الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أنه سوف يتم الإعلان عن “صفقة القرن” بعد شهر رمضان، أي بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الآن. ومما لا شك فيه أن هذه الصفقة، التي تخدم بالأساس المصالح الإسرائيلية ولا تعبأ لحقوق الفلسطينين والعرب، سوف تواجه ردود أفعال شديد من الشعوب العربية والإسلامية.

ومن المحتمل بقوة أن المجتمع الدولي سوف يرفض هذا المشروع. كما فعلت الدول الأوروبية والكثير من الدول الإسلامية حتى الآن. لكن المشكلة أن ردود أفعال المجتمع الغربي والإسلامي لا تمثل أهمية بالنسبة لـ”الولايات المتحدة” و”إسرائيل”، فلطالما إتخذت هذه الدول، وبخاصة الدول الأوروبية، موقفًا مناوئًا ضد هكذا مشاريع، إلا أنها لم تتخذ أي موقف عملي مطلقًا.

محور المقاومة العقبة الوحيدة..

والتيار الوحيد الذي قد يمثل مشكلة لـ”الولايات المتحدة” و”إسرائيل”، ويهدد مصالح الطرفين، هو “تيار المقاومة”. ذلكم التيار الذي يمتد من حدود “إسرائيل” وحتى حدود “المملكة العربية السعودية” وسواحل “البحر الأحمر” و”خليج عدن”.

ومع مرور الوقت سوف يمكن إدارك أبعاد الموضوع، فالتقارير الإخبارية، على مدى الأسابيع الماضية، تؤكد إفشال الانقلاب العسكري في “الأردن”. ذلك الانقلاب الذي قيل إنه يأتي في إطار “صفقة القرن” بإيعاز من “السعودية” و”إسرائيل”.

لأن “الأردن” من الأطراف التي تعارض بشدة “صفقة القرن”. ويتخوف الأميركيون والإسرائيليون، على السواء، من وقوع حدث طاريء بالإعلان عن “صفقة القرن”، ولذلك يركز على “محور المقاومة” بالنظر إلى سياسات هذا التيار.

وفهم الموضوع؛ يتطلب النظر إلى الأوضاع من منظور “أميركا” و”إسرائيل”. ولعل “صفقة القرن” مشروع فارغ وبلا نتائج ويهدف فقط إلى توتير الأوضاع، لأن مجرد الحديث عن هذا الموضوع قد يثير التوتر.

ويتوقع الكثير من الخبراء أن يتسبب الإعلان عن هذا المشروع في إطلاق “حرب غزة” مجددًا، ناهيك عن إمكانية تعرض “لبنان” للهجوم الإسرائيلي؛ ومن ثم قد تقع الكثير من الأحداث الطارئة.

والمؤكد أن “الولايات المتحدة” تتطلع، بالضغط على “إيران”، إلى أهداف اخرى لا تخفى على أحد، لكن ربما يكون الإعلان عن “صفقة القرن” هو أحد هذه الأسباب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب