17 نوفمبر، 2024 9:17 ص
Search
Close this search box.

صفقة الـ 3 مراحل لإنهاء الحرب في “غزة” .. هل يجد “بايدن” سبيلاً لتنفيذها أم تواجهها العراقيل ؟

صفقة الـ 3 مراحل لإنهاء الحرب في “غزة” .. هل يجد “بايدن” سبيلاً لتنفيذها أم تواجهها العراقيل ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في خطوة قد تكون بداية لإنهاء المعاناة في “غزة” جراء الحرب الإسرائيلية عليها في حال تم تنفيذها، وجه الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، مساء يوم الجمعة، خطابًا حول الشرق الأوسط، وكشف خلاله تفاصيل صفقة من (03) مراحل لإنهاء الحرب في “غزة”.

وقال الرئيس الأميركي إن “إسرائيل” تقدمت بخارطة طريق من أجل وقف إطلاق نار مسُّتدام وإطلاق سراح الرهائن، مشيرًا إلى أنه قد تم إبلاغ (حماس) بهذا المقترح.

ولفت إلى أن المقترح الإسرائيلي قد تم نقله بالفعل إلى “قطر”.

وقال “بايدن” إنه على مدى الأشهر الماضية: “نتفاوض على وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن”.

المرحلة الأولى..

وكشف الرئيس الأميركي عن أن المقترح الجديد يتكون من (03) مراحل، المرحلة الأولى تتضمن وقف إطلاق النار لمدة (06) أسابيع، وإطلاق سراح رهائن وعودة سكان شمال القطاع إلى مناطقهم.

المرحلة الثانية..

وفي المرحلة الثانية من المقترح؛ سيتم فيها تبادل جميع الأحياء من المحتجزين بمن في ذلك الجنود الإسرائيليون.

المرحلة الثالثة..

أما المرحلة الثالثة من مقترح وقف إطلاق النار؛ فتشمل إعادة إعمار “قطاع غزة”.

وحثّ “بايدن”؛ القيادة الإسرائيلية، على الوقوف وراء المقترح الجديد بشأن وقف إطلاق النار، مشّددًا على أن سّعي “إسرائيل” إلى ما يُعرف بالانتصار الشامل لن يُعيد الرهائن إلى منازلهم، وفقًا له.

وقال إن اتفاق وقف إطلاق النار سيخلق مستقبلاً مختلفًا للشعب الفلسطيني يقوم على تحديد المصير والاستقرار، كما أكد أن “الولايات المتحدة” ستضمن دائمًا قدرة “إسرائيل” للدفاع عن نفسها.

عدم إنهاء الحرب حتى تحقيق أهدافها..

وفي تعليق حمل قدرًا من المراوغة من قِبل “نتانياهو” بشأن خطة الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب على “غزة”، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، في أول تعليق على خطاب الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، لإنهاء “حرب غزة”؛ مساء أمس الجمعة، إن الحكومة الإسرائيلية موحدة في رغبتها في إعادة المختطفين في أسرع وقتٍ ممكن، وهي تعمل على تحقيق هذا الهدف.

وأضاف، في بيان: “ولذلك كلف رئيس الوزراء الفريق المفاوض بتقديم الخطوط العريضة لتحقيق هذا الهدف، مع إصراره على أن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، بما في ذلك عودة جميع المختطفين والقضاء على قُدرات (حماس) عسكريًا وحكوميًا”.

وتابع مكتب “نتانياهو”: “إن الخطوط العريضة الدقيقة التي تقترحها إسرائيل، بما في ذلك الانتقال المشروط من مرحلة إلى أخرى، تسمح لإسرائيل بالحفاظ على هذه المباديء”.

وتتبّين المراوغة في حديث المكتب عندما أكد إصرار “إسرائيل” بشأن عدم إنهاء الحرب حتى تحقيق أهدافها.

استعداد للتعامل بشكلٍ إيجابي..

من جانبها؛ أعلنت حركة (حماس) استعدادها للتعامل بشكلٍ إيجابي مع المقترح، الذي كشف عنه الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، حول خطة لإنهاء الحرب في “قطاع غزة”، وأشارت إلى (05) محاور يتعيّن تنفيذها لوقف إطلاق النار.

وقالت (حماس)؛ في بيانٍ لها إنها: “تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب بايدن، من دعوته لوقف إطلاق النار الدائم، وانسّحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وإعادة الإعمار، وتبادل للأسرى”.

وأضافت: “نعتبر أن هذا الموقف الأميركي، وما ترسّخ من قناعة على الساحة الإقليمية والدولية بضرورة وضع حدٍ للحرب على غزة، هو نتاج الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني”.

وقالت الحركة في بيانها؛ إنها: “مسّتعدة للتعامل بشكلٍ إيجابي وبنّاء مع أي مقترح، يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم، والانسّحاب الكامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين إلى جميع أماكن سُّكناهم، وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى، إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك”.

لاعتبارات انتخابية في “واشنطن”..

ويربط مراقبون للمشهد خطاب “بايدن”، بالاعتبارات الانتخابية الداخلية في “الولايات المتحدة” و”إسرائيل”.

وركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على العبارة التالية في خطاب “بايدن”: “لقد حان الوقت لتنتهي هذه الحرب، وليبدأ اليوم التالي”.

وعلى ذلك؛ تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكلٍ موحد تصريحًا منسّوبًا لمصدرٍ سياسي إسرائيلي قال إنه: “خطاب ضعيف.. انتصار لـ (حماس). إنه لا يفهم الواقع هنا”.

قرأ ما فهمه الإسرائيليون..

إلا أن الزعيم الجديد لحزب (العمل)؛ “يائير غولان”، فهم الرسالة، وقال في منشور على منصة (إكس): “يقول الرئيس بايدن، الصديق الحقيقي لإسرائيل، بصوته ما فهمه الجميع في إسرائيل بالفعل في المراحل الأولى من الحرب: شرط عودة جميع المختطفين هو وقف القتال”.

مضيفًا: “لقد قلل نتانياهو من إنجازات الجيش الإسرائيلي وفرص المختطفين. والآن يجب أن يتوقف القتال ويعود الجميع إلى ديارهم”.

وحسّب مراقبين؛ فإن ثمة نقاطًا رئيسة في خطاب “بايدن”، أولها أن الرئيس الأميركي يعتقد أنه آن للحرب التي دخلت شهرها الثامن أن تنتهي؛ خاصة أن الخسائر الناجمة عن استمرارها بدأت تُلاحق “إسرائيل” على الساحة الدولية عبر قرارات “محكمة العدل الدولية” و”المحكمة الجنائية الدولية” والعُّزلة السياسية.

ثانيًا؛ يعتقد “بايدن” أن وقف الحرب لا يعود بالنفع عليه شخصيًا في الانتخابات الرئاسية؛ المقررة في شهر تشرين ثان/نوفمبر المقبل، لا سيما في صفوف القواعد الشبابية في الحزب (الديمقراطي) وتوجيّهه خطابًا كهذا هو بمثابة رسالة لهذه القواعد بأنه يدعم “إسرائيل”، ولكن ليس بشكلٍ أعمى.

ثالثًا؛ إن كان “نتانياهو” يعتقد أنه يمكنه الاعتماد على الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”، فإن عليه أن يُعيد التفكير مرتين في ضوء الإدانة القضائية للملياردير التي قد تمنعه من العودة إلى “البيت الأبيض” مجددًا.

رسالة للعالم..

رابعًا؛ خطاب “بايدن” رسالة للعالم بأن “الولايات المتحدة الأميركية”؛ التي دعمت الحرب في بدايتها، تُريد أن تقود العالم في مرحلة اليوم التالي للحرب.

خامسًا؛ يضع الخطاب “إسرائيل” و(حماس) أمام لحظة الحقيقة، فإذا ما أرادا فعلاً الخروج من الأزمة فإنه يضع على الطاولة وأمام العالم مقترحًا لا يمكن لأي منهما أن يتنصل منه؛ ويقول فيما بعد: ليس هذا هو الاقتراح الذي قُدم ليّ، وبالتالي فإن من يرفض العرض فسيتحمل العواقب.

بايدن” يضغط على “نتانياهو”..

وفي هذا الإطار؛ يُشير كبير الباحثين في مركز (التقدم) الأميركي؛ “لورانس كورب”، إلى أن الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، ضغط على “نتانياهو” للموافقة على هذه الخطة.

ويرى في حديث إلى (العربي)؛ من “واشنطن”، أن إعلان “بايدن” أن الخطة إسرائيلية هو مؤشر على أن “إسرائيل” مسّتعدة للموافقة عليها والتماشي معها.

كما يعتبر “كورب” أن: “النقطة الأساسية هي إيقاف القتال؛ لأن إسرائيل موجودة في رفح وما سيحصل سيكون كارثيًا إذا لم تتوقف المعركة”، لافتًا إلى أن الرئيس الأميركي: “قدّم حلًا طويل الأمد”.

“ابتزاز سياسي”..

ومن جانبه؛ يرى رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة (الخليل)؛ “بلال الشوبكي”، أن إعلان “بايدن” فيه جزءٍ من التكرار للأسلوب الأميركي في التعامل مع المقترحات التي يُفترض أنها مقترحات إسرائيلية، أي أنّها محاولة للدفع بالطرف الآخر للاستجابة للعملية التفاوضية دون أن يضع “إسرائيل” على أنها ضمن هذه العملية.

ويعتبر “الشوبكي”؛ في حديث إلى (العربي)، من “الخليل”، أن هذا اختلال بالمنهج التفاوضي، حيث تقدّم “الولايات المتحدة” المقترح وعلى (حماس) أن تقبل أو ترفض، واصفًا ذلك: “بالابتزاز السياسي”، معتبرًا أن ذلك كان سببًا لانتكاسة الجولة التفاوضية السابقة.

متوقعًا “الشوبكي” أن يُقدّم الجانب الفلسطيني ملاحظات على المقترح؛ حيث لم يتضمن تفاصيل أساسية بشأن مراحل الاتفاق وطبيعة المرحلة الفاصلة بين مرحلتين وأتى على ذكر الأسرى الفلسطينيين وأعدادهم بشكلٍ عابر وسّريع.

ويتساءل “الشوبكي” عن الضمانات الأميركية بالحفاظ على الهدوء. ويقول: “إن إصرار بايدن على القول أن هذا المقترح إسرائيلي ربما فيه محاولة استباقية من قبل الإدارة الأميركية لمنع إسرائيل من التنصل منه فيما لو تمّ قبوله من قبل الفلسطينيين”، لافتًا إلى أن “بايدن” استخدم في خطابه عبارات منها: “وقف الأعمال القتالية” و”إنهاء الأعمال القتالية” أو “وقف العنف” دون أن يتحدث عن “وقف الحرب”.

محاولة للضغط على “إسرائيل”..

بينما يُشير مدير المركز (العربي) للأبحاث ودراسة السياسات في واشنطن؛ “خليل جهشان”، إلى أن “بايدن” خاطب الرأي العام الإسرائيلي وتحداه؛ مؤكدًا أن ما يُطرح: “فرصة مهمة يجب أن لا نخسّرها”، في محاولة للضغط على الطرف الإسرائيلي لقبول هذه الخطة. ويرى “جهشان” في ذلك: “محاولة استباقية للضغط على الطرف الإسرائيلي”.

لافتًا إلى أن “بايدن” يُدرك أن هناك خلافات داخلية قد تُفرض على الحكومة الإسرائيلية الإستقالة وربما تغييّر الحكومة عبر تحالف جديد إذا ما أراد الطرف الإسرائيلي الاستمرار في تنفيذ خطته.

ويُشير “جهشان” إلى: “تناقض” في الموقف الأميركي، فهناك محاولة: “إملاء” من الإدارة الأميركية لعرض حل للمشكلة في المنطقة، رُغم أنها رفضت التجاوب مع مطالب (حماس) لأشهرٍ عدة.

ولفت “جهشان” إلى تجاوب أميركي مع مطالب (حماس) في المقترح الذي عرضه “بايدن”، حيث ذكر عبارة: “وقف إطلاق نار كامل” لأول مرة؛ وعبارة: “انسّحاب من المناطق الكثيرة السكان في غزة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة