23 أبريل، 2024 2:44 م
Search
Close this search box.

صراع بين القوى الداعمة .. واشنطن وطهران لا يريدان الحرب .. فمن يسعى إليها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم المؤشرات المتناقضة بين الجانبين، الإميركي والإيراني، حول احتمالية نشوب حرب بينهما وتحدي كل واحد منهما للآخر وإعلان جاهزيته واستعداده للحرب، خاصة الجانب الأميركي، الذي يحشد بكل قوته سواء لدول أجنبية أو لدول عربية، أختص منها الخليجية متعمدًا، ويعيد انتشار أساطيله في مياه الخليج بالشرق الأوسط، والأخرى أيضًا تحاول حشد حلفاؤها المقربين، كـ”حزب الله”، وغيره من التابعين لها، إلا أن ما يحدث من تعبئة وتجييش على أعلى مستوى، خاصة من “واشنطن”، له مؤشرات أخرى يحتاج لقراءة ما وراؤه..

الجانب الإيراني، من ناحيته، بدأت لهجته تقل من حدتها، بل ذهب الأمر إلى أكثر من ذلك؛ حيث استبعد وزير الخارجية الإيراني احتمال إندلاع حرب في الشرق الأوسط بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، رغم التوتر المتصاعد بين الجانبين.

وقال “جواد ظريف”، لوكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا)؛ إن “طهران” لا تريد الحرب، كما أنه لا توجد دولة “لديها فكرة أو وهم القدرة على مواجهة إيران”.

وأوضح “ظريف”، في ختام زيارته لـ”الصين”، السبت الماضي، إن ترامب “لا يريد الحرب، ولكن من حوله يدفعونه إليها بذريعة جعل أميركا أقوى في مواجهة إيران”.

وأضاف قائلًا: “لن يكون هناك حرب؛ لأن أيًا منا لا يريدها، كما أنه لا يوجد لدى أحد فكرة أو وهم مواجهة إيران في المنطقة”.

طهران لا تسعى للحرب..

كما أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، “حسين سلامي”، أمس الأحد، أن “طهران” لا تسعى للحرب، وفق وكالة أنباء (فارس).

وكان “سلامي” قد قال، السبت، إن بلاده تخوض حربًا استخباراتية كاملة مع “الولايات المتحدة” وأعداء “طهران”، لافتًا إلى أن هذه الحرب مزيج من الحرب النفسية والعمليات الإلكترونية والعسكرية والدبلوماسية والخوف والترهيب.

كما أوضح أن “أميركا” أشبه ببرجي التجارة العالميين، “تنهار بضربة واحدة مفاجئة”، لافتًا إلى أن “الأميركيين يواجهون نطاقًا واسعًا من الأخطار التي لا يعرفونها”.

ترامب” لا يريد خوض حرب مع إيران..

وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، قد قال، يوم الخميس، إنه يأمل ألا تندلع الحرب مع “إيران”، وذلك ردًا على سؤال لأحد الصحافيين أثناء استقباله الرئيس السويسري في “البيت الأبيض”، حول ما إذا كانت “واشنطن” في طريقها للحرب مع “طهران”.

وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز)، الخميس، نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأميركية لم تنشر أسماءهم، أن “ترمب” أبلغ القائم بأعمال وزير الدفاع، “باتريك شاناهان”، بأنه لا يريد خوض حرب مع “إيران”.

ووفق الصحيفة الأميركية، أبلغ “ترمب”، “شاناهان”، بهذا التعليق، صباح الأربعاء الماضي.

وفي أعقاب وقوع انفجار، مساء أمس الأحد، في “المنطقة الخضراء” في العاصمة العراقية، “بغداد”، إثر سقوط صاروخ (كاتيوشا)، في محيط “السفارة الأميركية”، قال “ترامب” إذا أرادت “إيران” الحرب فهذه ستكون نهايتها رسميًا.

وحذر الرئيس الأميركي، في تغريدة له على (تويتر)، النظام الإيراني، من عواقب تهديدهم لـ”الولايات المتحدة”، قائلاً: “لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبدًا”.

إلى ذلك؛ قال “عادل الجبير”، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، إن “الرياض”، ستفعل ما بوسعها، لمنع نشوب حربًا في المنطقة، لكنها “مستعدة للرد بكل قوة للدفاع عن مصالحها”، وذلك بعد هجمات استهدفت سفن تجارية وأصول نفطية سعودية، اتهمت “الرياض”، “طهران”، بالوقوف خلفها.

لم يهاجم السفن الإيرانية..

تعليقًا على ذلك؛ يقول الدبلوماسي الإيراني السابق، “هادي أفقهي”: “إن المسؤولين الإيرانيين أعلنوا أنهم لا يريدون الحرب، ولكن لو أراد الأميركي ذلك فنحن لها، كما أن الحرس الثوري الإيراني لم يهاجم السفن الأميركية، ولكنه أعلن عن واجبه في المواجهة المحتملة في حال أغلقت واشنطن مضيق هرمز ومنعت تصدير النفط الإيراني، وعطلت الملاحة الإيرانية”.

للدفاع عن الممرات المائية..

من جانبه؛ قال الكاتب والمحلل السعودي، “أحمد الشهري”، ردًا على سؤال حول دور القوات الأميركية المنتشرة في الخليج، طالما أن “المملكة العربية السعودية” لا تريد حربًا في المنطقة: “إن هذه القوات لا تمثل الولايات المتحدة الأميركية وحدها، ولكنها تمثل المجتمع الدولي الذي هب للدفاع عن الممرات المائية والملاحة البحرية من التهديدات الإيرانية”.

ما وراء انتشار القوات الأميركية..

الباحث في القضايا الجيوسياسية، الدكتور “سومر صالح”، يرى أن الأسباب التي تقف خلف قرار إعادة انتشار القوات الأميركية، في بعض الدول الخليجية، هي أربعة أسباب مباشرة: “السبب الأول: هو الضغط على إيران كفعل إستباقي لردة فعلها حول صفقة القرن، وبالتالي التحشيد العسكري هو لرفع تكلفة المخاطر في حال قامت إيران بأي أعمال أو سياسات لعرقلة تنفيذ صفقة القرن”.

السبب الثاني: “الضغط على إيران لإعادة التفاوض على برنامجها النووي والباليستي؛ وفرض شروط تفاوضية إستباقية، بمعنى آخر، (تهيئة بيئة التفاوض أميركيًا)، تحت تهديد اشتعال حرب مباشرة”.

السبب الثالث: “سبب جيوبوليتكي مرده التغيير الحاصل في المفهوم الجيوبوليتيكي الأميركي للمنطقة الممتدة من البحر المتوسط إلى المحيط الهندي مرورًا ببحري العرب والأحمر، وهو عودة إلى مفهوم (سبيكمان) الذي أعطى أهمية لأرض الحافة، (الريم لاند)، كضرورة للسيطرة على قلب العالم، وهو بالمعنى المعاصر تطويق أوراسيا والسيطرة عليها، وأتت هذه الخطوة بعد السياسات الروسية في شرق المتوسط والبحر الأحمر عبر الاتفاقية البحرية مع السودان، وسابقًا الإتفاقية البحرية مع الهند، التي أثارت مخاوف واشنطن، وأرض الحافة تشمل معظم قارة أوروبا والعالم العربي وإيران وأفغانستان والصين وجنوب شرق آسيا وكوريا وشرق سيبيريا”.. وبالتالي من يسيطر على الهلال الداخلي في الجزيرة العالمية يسيطر على العالم.

أما السبب الرابع: “فمرده فشل الولايات المتحدة في إنجاز مشروعها لتحالف الشرق الأوسط، الذي على ما يبدو كان مكلفًا بتمرير صفقة القرن وتأمينها، وهو ما لم تنجزه واشنطن، فأعادت قواتها للضغط على تشكيل هذا المشروع من جهة ولتأمين تمرير هذا الصفقة بقيادة مباشرة منها”.

وحول تأثير هذا القرار، يقول “صالح”: “هذا القرار من المؤكد أنه سيؤثر على مجريات الحدث في سوريا، ولكن طبيعة علاقته مع قرار الانسحاب الأميركي من سوريا، (19/1/2018)، تحكمه أيضًا طبيعة التفاهمات (التركية-الأميركية) أيضًا، لذلك يجب أن تتم متابعة هذين المتغيرين لمعرفة طبيعة السلوك الأميركي مستقبلاً”.

مقدمة لقبول “صفقة القرن”..

ويقول الخبير العسكري والإستراتيجي، الدكتور “أحمد الشريفي”، أن: “هناك ارتفاع وانخفاض في منسوب احتمالات حدوث الحرب من عدمها، كما أن هناك إرباك كبير جدًا في من سيقود الأزمة أو سيتخذ القرار، حيث تعدد الأقطاب الداعمة والرافضة للحرب في إيران والولايات المتحدة”.

وتابع: “الخطورة تكمن في الشحن الإقليمي من بعض الأطراف الإقليمية، وفي مقدمتهم إسرائيل، التي تتبنى خيار الحرب كمقدمة لحسم معركتها القادمة في صفقة القرن، وتُعتبر أن استهداف إيران ما هو إلا مقدمة لقبول واقع الحال الذي يسمى بصفقة القرن، لذا فإن الأمور متداخلة وغير مستقرة، فتجد أن الدبلوماسية الإيرانية تقول لن نحارب، وهناك قوى أخرى داخل إيران تبدي رغبتها بالحرب، وكذا الحال بالنسبة للولايات المتحدة، ومع هذا فالقرار الآن يتبنى خيار الحل السلمي، لكن هل ستصمد الخيارات السلمية أمام الرغبة في إندلاع الحرب ؟.. المعطيات تشير إلى تقدم التيار المتطرف والراغب بالحرب من كلا الطرفين”.

وأشار “الشريفي” إلى أن: “الأمور تتأرجح، ولكن نفس السيناريو الذي حدث قبيل الحرب العالمية الثانية يعاد اليوم فيما يخص الاتفاقيات السرية، فحادثة الاغتيال التي حصلت في النمسا وأدت إلى إندلاع الحرب العالمية الثانية، كان في حقيقتها وجود اتفاقيات سرية لعبت فيها أيدي خفية، وهذه الأيدي موجود اليوم وتحرك بعض الدول، وهو موضوع قد ينتج الحرب العالمية الثالثة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب