17 أبريل، 2024 9:17 ص
Search
Close this search box.

صراع “أميركي-روسي-صيني” في فنزويلا .. هل نشهد إعادة إنتاج “الحرب الباردة” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بعد مرور 116 عامًا على الواقعة التي عُرفت، بـ”الحصار البحري لفنزويلا”، الذي أوقفته قوة “الولايات المتحدة” في المنطقة، من خلال دعمها العسكري للحكومة الفنزويلية، وإجبارها للقوى الأوروبية على التراجع، عادت احتمالات التدخل العسكري الأميركي في “فنزويلا” تلوح في الأفق.

وتعتبر الظروف المحيطة مشابهة للغاية؛ فمرة أخرى فشلت الحكومة في تسديد ديونها ومرة أخرى توجد قوى خارجية في المنطقة، لكن هذه المرة هما “روسيا” و”الصين” و”كوبا”، لكن الاختلاف الأكبر هو أن التدخل الأميركي المحتمل هدفه الإطاحة بهذه الحكومة وليس تقديم الدعم لها، كما فعلت سابقًا، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

وصرح المدرس بجامعة “جورج تاون” الأميركي، “إيريك لانغر”، للصحيفة، بأنه: “يبدو أن الأزمة الحالية نسخة جديدة من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة من جانب؛ وروسيا والصين على الجانب الآخر”.

قوة واشنطن أجبرت قوى أوروبا على التراجع..

كانت “الولايات المتحدة” قد أعلنت استعدادها للمرة الأولى للتدخل عسكريًا في “فنزويلا”، عام 1903، بهدف الحفاظ على وحدة الأراضي، التي كانت على وشك التعرض لغزو ألماني وبريطاني وإيطالي بدعم دبلوماسي من جانب “إسبانيا والمكسيك” ودول أخرى، ويعد ما حدث نموذجًا مماثلًا لما يُعرف بـ”دبلوماسية مدافع الأسطول”، أي استعراض القوة العسكرية أمام الطرف الآخر، في القرن التاسع عشر، إذ تعثرت “فنزويلا” في دفع ديونها وقررت القوى الأوروبية علاج الأمر بالمدافع، وجاء التحالف البريطاني الألماني في سباق أسلحة مطلق سوف ينتهي بعد هذا التاريخ بنحو 11 عامًا في الحرب العالمية الأولى.

وبدأ الألمان الذين كانوا متحمسون للغاية للتدخل العسكري في “فنزويلا” بقصف بحيرة “ماراكايبو”، التي يتركز بها اليوم الجزء الأكبر من الصناعات المعتمدة على “النفط” في “فنزويلا”، وردًا على هذا التدخل أمر الرئيس الأميركي، حينذاك، “ثيودور روزفلت”، بإرسال فرقة من “بويرتوريكو”، لمواجهة القوات الأوروبية والحفاظ على وحدة الأراضي الفنزويلية، وأمام موقف “واشنطن”، وبعد حصار استمر لنحو شهرين، أدركت “لندن” و”باريس” و”روما” أنه ليس من العقل الدخول في حرب من المؤكد أنهم سيخسرون فيها كثيرًا، خاصة أن دوافعها تقتصر على الرغبة في الحصول على الديون المتأخرة.

واشنطن فرضت سيطرتها على المنطقة لأهميتها الإستراتيجية..

بالتزامن مع ظهور “العولمة”، ومبدأ أن العالم أصبح يشبه قرية صغيرة، باتت “واشنطن” تتعامل مع منطقة “أميركا الوسطى” و”الكاريبي” بصفتها منطقة إستراتيجية، ويرى “لانغر” أن بدايات هذا التوجه “الولايات المتحدة”؛ تعود إلى الحرب العالمية الثانية بعدما شعرت “واشنطن” بالحاجة إلى دعم دول “أميركا اللاتينية” ضد “ألمانيا النازية”، بينما رأت كيف تصرفت بعض حكومات “أميركا الجنوبية”؛ إذ أرسلت “البرازيل” قوات لتأييد الحملة الإيطالية، وأصبحت “الأرجنتين” ملاذًا للنازيين بعد إنتهاء الحرب.

وهنا بدأت “الولايات المتحدة” في تطبيق سياسة التدخل العسكري للحفاظ عن مصالحها الإستراتيجية في دول الجنوب، وقبل ذلك كانت “واشنطن” قد تمكنت من التواجد عسكريًا في المنطقة، لكن بشكل متقطع، وقام الرئيس الأميركي الإمبريالي، “روزفلت”، بتشكيل إمبراطورية مصغرة جمع فيها بقايا الإمبراطورية الإسبانية وهي؛ “بويرتوريكو وكوبا والفلبين”، وفي نفس الوقت أجبر تراجع “بريطانيا” إستراتيجيًا إلى الانسحاب من المنطقة، وبذلك أصبح “حوض البحر الكاريبي” بحيرة أميركية، وتمكنت الإدارة الأميركية من فرض سيطرتها على هذا البحر واعتبرته الفناء الخلفي لها من خلال ما سُمي، بـ”حروب الموز”، التي خاضتها في دول الجنوب واستمرت في تدخلاتها العسكرية حتى بداية سياسة حسن الجوار عام 1934.

ويلاحظ المراقبون أن “واشنطن” إتبعت هذا التوجه بشراهة لدرجة أن بلد مثل “هندوراس” تعرض للغزو الأميركي 7 مرات، خلال 21 عامًا فقط؛ في الفترة من 1903 حتى 1924، والخلاصة أن “الولايات المتحدة” فعلت كل ما في وسعها من أجل منع القوى الأوروبية من التواجد في “فنزويلا” وإجبارها على التنازل عن الديون المستحقة، وهو ما تفعله اليوم مع اختلاف الطرف المنافس.

وحتى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ومع بداية “الحرب الباردة”، وقيام “الثورة الكوبية”؛ التي دعمت فيها “الولايات المتحدة” رجلها، الديكتاتور “فزلغينسيو باتيستا”، تأكدت “واشنطن” من الأهمية الإستراتيجية البالغة لدول “أميركا الجنوبية”، لذا إنتهجت سياسة التدخل عسكريًا بشكل منتظم في المنطقة لمنع تواجد العناصر المؤيدة للسوفيات،  وكان هذا هو المبرر الذي على ما يبدو أنه يعاد إنتاجه من جديد في “فنزويلا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب